جييوم آمونتون
جييوم آمونتون (بالإنجليزية: Guillaume Amontons) (31 أغسطس 1663 - 11 أكتوبر 1705) مخترع للأدوات العلمية وعالم فيزيائي فرنسي. كان من الرواد في دراسة مشكلة الاحتكاك، وهي مقاومة الحركة عندما تتلامس الأجسام.
إسهامات جييوم آمونتونز في تعيين الصفر المطلق
كان المخترع الفرنسي جييوم آمونتونز أصما في شبابه، لكنه لم يكن يشعر بأنها تمثل أية إعاقة بالنسبة له وإنما ساعدته على التركيز على علمه دون أن يشغله أي شيء. وإلى جانب معرفته بعلوم الفيزياء والرياضيات وحركة الأجرام السماوية بالإضافة إلى الرسم ومسح الأراضي والهندسة المعمارية، فإنه كان يكسب قوت يومه من خلال عمله كموظف حكومي في قسم الخدمات العامة.
فنجد أن عشرات الأفكار المهمة قد تدفقت من هذا العقل المفكر. ولقد اشتملت هذه الأفكار على نوع من التلغرافات الفلكية، إلى جانب الرسائل التي تم إرسالها من خلال وميض ضوء لامع مرئي من خلال تليسكوب يستخدمه عامل التلغراف في المحطة القادمة في شبكة الاتصالات. ولقد قام آمونتونز بتوضيح هذه الفكرة لملك فرنسا؛ ولكنه لم يتبن تنفيذها على أرض الواقع. كما أنه قام بتطوير ساعة مائية، وقد كانت هذه الساعة عبارة عن بارومتر يمكن استخدامه في البحر؛ حيث إنه لا يحتاج إلى الزئبق. كما قام بتطوير جهاز القياس درجة الرطوبة في الهواء باستخدام مادة يمكنها أن تتمدد أو تنكمش عندما تمتص أو تطلق بخار الماء.
هذا، فضلا عن أن آمونتونز كانت له إسهامات عديدة فيما يتعلق بالترمومتر؛ حيث إنه قام بتطوير النموذج البدائي لجهاز الترمسکوب المملوء بالهواء التقليدي الذي قام جاليليو باختراعه في عام 1593 لقياس درجة حرارة أو برودة الأشياء. فقد كان الهواء الذي يملأ الأنبوبة يتمدد أو ينكمش لا بواسطة الحرارة فقط وإنما أيضا بفعل ضغط الهواء الخارجي. لكن، آمونتونز ابتكر طريقة لتصحيح هذه الفكرة. وفي هذا الوقت، لم يكن أحد قد اخترع بعد مقياسا لدرجة الحرارة، ولم يكن هذا الجهاز التقليدي دقيقا بالدرجة الكافية حتى يمكن استخدامه في معظم الأبحاث العلمية. ومع هذا، مكن هذا الجهاز العبقري آمونتونز في عام 1702 من التوصل إلى اكتشاف مهم بشرط ألا يتغير ضغط الهواء الخارجي وأن يغلي الماء دائما عند درجة الحرارة نفسها.
هذا، وقد لاحظ آمونتونز أيضا أنه إذا لم يتغير حجم الغاز وظل كما هو عن طريق ضبط كل من درجة الحرارة والضغط، فإن كلا من درجة الحرارة والضغط سيرتفعان وينخفضان تدريجيا. وهذا يوضح أنه إذا انخفضت درجة الحرارة بشكل كاف، فإن الضغط سينخفض حتى يصل إلى درجة الصفر. وهنا كانت تلك أول إشارة إلى أنه قد تكون هناك درجة حرارة منخفضة لا نستطيع تحملها وتسمى "الصفر المطلق". ولقد عاش آمونتونز حوالی مائة وخمسين عاما ظل خلالها في طليعة العلماء في تلك الفترة (1848).