جيراردوس مركاتور
وضع جيرارد مركاتور وإبراهام أورتيلوس خريطة للعالم
لقد قامت الدول الأوروبية باكتشاف مساحات كبيرة من الأراضي في الشرق والغرب في أثناء القرن السادس عشر، وبالتالي كان لا بد أن يتم إدراج الأراضي الجديدة التي تم اكتشافها على الخرائط. وقد تم هذا الأمر عن طریق مهارات الأفراد الذين يقومون برسم الخرائط، خاصة هؤلاء الذين يسكنون الأراضي المنخفضة (هولندا وبلجيكا) من أمثال جيرارد مرکاتور وإبراهام أورتيلوس.
لكن، المشكلة الكبرى التي واجهت هؤلاء الأفراد في هذه الفترة هي كيفية تمثيل الأسطح القوسة للكرة الأرضية على خريطة مسطحة بالطرق التي تتجنب الوقوع في الخطأ قدر المستطاع. وفي عام 1969، قام مرکاتور بوضع خريطة للعالم المعروف في ذلك الوقت مستخدما طريقة الإسقاط الشهيرة التي وضعها والتي تضع خطوط الطول ودوائر العرض على زوايا قائمة. ولا يعكس هذا الإسقاط حجم وشكل الكتل الأرضية التي توجد بالقرب من القطبين بدقة وإنما يعكس بدقة تلك الكتل التي توجد بالقرب من خط الاستواء. وكان هذا النوع من الإسقاط أكثر الأنواع استخداما ، حيث أدى هذا الإسقاط إلى التمكن من رسم مسارات البوصلة على الخرائط على هيئة خطوط مستقيمة، الأمر الذي أحدث طفرة في مجال الملاحة البحرية.
هذا، وقد اعتمدت دقة الخرائط وقيمتها على البيانات التي كانوا يستخدمونها، وقد كان القباطنة والبحارة هم مصدر هذه البيانات. أما التقنيات المستخدمة في التعرف على دوائر العرض وخطوط الطول في البحر فكانت لا تزال تقنيات غير متقنة. فكان يتم تقدير دوائر العرض من خلال قياس ارتفاع الشمس فوق الأفق في وقت الظهيرة أو قياس ارتفاع النجوم ليلا عن طريق استخدام الأدوات البدائية مثل مثلث المساح، أما آلة السدس الأكثر دقة (آلة لقياس ارتفاع الأجرام السماوية من سفينة أو طائرة) لم يتم اختراعها إلا بعد ۲۰۰ عام (أي عام ۱۷۳۱). أما خطوط الطول فكان يتم تقديرها بناء على قياس سرعة السفينة. ولم يتم الحصول على خطوط الطول الدقيقة والتي يمكن الاعتماد عليها إلا في القرن الثامن عشر، عندما تم تطوير الكرونومتر عام ۱۷۹۰، وهو أداة لقياس الزمن بدقة بالغة.