جيان دي شاربنتييه
جيان دي شاربنتييه (بالألمانية: Johann von Charpentier) (و. 1786 – 1855 م) هو جيولوجي، وأستاذ جامعي، ومهندس ألماني، ولد في فرايبرغ، توفي عن عمر يناهز 69 عاماً.
إسهامات جان شاربنتر في الأنهارالجليدية
على مدار القرن التاسع عشر، كان الحصول باستمرار على عظام وبقايا أخرى لحيوانات اندثرت منذ زمن بعيد يوحي أن أشكال الحياة على كوكب الأرض قد تغيرت بشكل كبير على مدى العصور. وإلا فما سبب اندثار مثل هذه الحيوانات والنباتات؟ إذ تطلبت أجزاء وبقايا النباتات القديمة التى وجدت في طبقات من الفحم الحجري مناخا أكثر دفئ وجفافا مما هو عليه الآن على سبيل المثال. وجدت حفريات الأشجار المدارية في مكان ما بعيداً عن المناطق المدارية في إنجلترا.
في أثناء الفترة نفسها، زادت الشكوك بشأن المناخ الذي ربما كان أكثر برودة في العصور الماضية. وقد كانت الحكايات القديمة هي الحافز المشجع على هذه الشكوك. فقد سمع عالم الطبيعة السويسري المشهور جان شاربنتر، من أحد الحطابين أن الأنهار الجليدية على سلاسل جبال الألب كانت أطول من ذلك يوما ما. ولكن اهتم شاربنتر بالأمر وبدأ في جمع ادلة أكثر إقناعا وموثوق بها بدرجة أكبر.
اهتم جينز إسمارك في إسكندنافيا بالأمر السابق نفسه. فبحلول عام ١٨٢٤ ، استنتج أن الأنهار الجليدية لا بد أنها كانت ذات يوم تغطي جزءا كبيراً من النرويج والبحر المجاور لها. لا تقع الصخور الكبيرة في منتصف مكان محدد، ولكنها تكون متفرقة كما لو أنها سحبت أو دفع بها في ذلك امكان فاستقرت به. يمتد الركام الجليدي، وهو عبارة عن خطوط طويلة من الأحجار عادة حول أو داخل الأنهار الجليدية، عبر صفحة الأرض بعيداً عن أي من الأنهار الجليدية المتدفقة. تصبح المساحات العظيمة التي تحتوي على الصخور القاحلة ملساء أو بارزة بفعل الأخاديد الطويلة. ذكر إسمارك أن هذا التأثير جاء نتيجة الأغطية الجليدية المتحركة والممتدة لسافات شاسعة، حينما كان العالم أكثر برودة. كما أن الأنهار الجليدية أيضا شقت أودية عميقة جدا داخل الصخورعلى طول الساحل، ثم فاضت بعد ذلك بالبحار المرتفعة لتكون فيورد - وهو خليج بحري ضيق بين الصخور العالية. يبدو وأن ذلك من الأمور القهرية التي طرأت على العالم في ذلك الوقت.
عثر شاربنتر في سويسرا على الأدلة نفسها. ففي عام ١٨٣٦ ، أقنع مواطنه الشهير لويس أجاسي (١٨٥١) برأيه. وفي دراسته التي أجراها بشأن الأنهار الجليدية والتي نشرها عام ١٨٤٠، أطلق أجاسي اسم العصور الجليدية على الفترات شديدة البرودة الطويلة الماضية. وعلى الرغم من الدعم النشط الذي حظي به من قبل مواطنه أجاسي، فإن نظرية الأنهار الجليدية لاقت قبولا دون المستوى حيث إن الكثير من الخبراء عارضوا تلك الفكرة المتطرفة. إذ لم يقتنعوا بفكرة أن معظم أوروبا كانت تقع تحت جليد يصل سمكه لمئات الأمتار؛ لا سيما وأن الأغطية الجليدية الواسعة في جزيرة جرينلاند وفي قارة الأنتاركتيكا كانت لا تزال غير معروفة.
في النهاية، استحوذ هذا الدليل على عقول الجميع. وبحلول عام ١٩٠٠، ثمة قلة قليلة هي التي عارضت هذه الفكرة. ولكن ظلت الأسئلة الأساسية تثار كثيرا، ومنها: ما السبب وراء تعاظم الجليد وتلاشيه بهذه الحدة - ليس فقط لمرة واحدة ولكن ربما لعدة مرات؟ تم التوصل إلى الإجابة التي تفسرهذه الأسئلة في عام ١٩٢٠.