جون دولوند

جون دولوند (بالإنجليزية: John Dollond)‏  عضو زمالة الجمعية الملكية (21 يونيه 1706 - 30 نوفمبر 1761) عالم عيون إنجليزي معروف لنجاحاته في علم البصريات تجاريا وبراءات الاختراع وتسويق العدسات الأكروماتية.

السيرة الذاتية

كان دولوند ابن أحد لاجئي هوغونوتيون، ناسج حرير في سبيتالفيلدز، لندن حيث وُلد. كان يتبع والده في التجارة، ولكنه وجد الوقت لاكتساب المعرفة من اللاتينية واليونانية والرياضيات والفيزياء وعلم التشريح وغيرها من المواضيع. في عام 1752 تخلى عن حياكة الحرير وانضم إلى ابنه البكر، بيتر دولوند (1730-1820) والذي بدأ في عام 1750 العمل بوصفه صانع الأدوات البصرية؛ أصبحت هذه الأعمال تُعرف باسم دولوند  وإتشيسون. نمت سمعته بسرعة في 1761 حتى تم تعيينه عالم العيون الخاص بالملك.

أولوية الاختراع

كان جون دولوند أول شخص سجل براءة اختراع العدسات اللالونية. ومع ذلك، فمن المعروف أنه لم يكن أول من صنع العدسات اللالونية. عالم العيون جورج باس وباتباع تعاليم تشيستر مور هال صنع هذه العدسات وقام ببيعها في وقت مبكر من عام 1733. في أواخر 1750، أخبر باس هولوند بخصوص تصميم هال؛  رأى هولوند الإمكانات وكان قادرا على إعادة إنتاجها.

إسهامات جون دولند في اختزاع الآلات البصرية

أصيب العلماء في منتصف القرن الثامن عشر بالإحباط لعدم قدرة أكثر التليسكوبات والميكروسكوبات تطوراً في ذلك الوقت على رؤية الأشياء بوضوح تام. ومن بين المشاكل التي كات تعوق رؤية الأشياء بوضوح تلك الهالات الملونة التي كانت تحيط بصورة الشيء الذي يتم رصده. وينتج ذلك الانحراف الضوئي عن انكسار ألوان الضوء بدرجات متفاوتة في أثناء مرورها من العدسة. وقد استطاع إسحاق نيوتن التغلب على تلك المشكلة باختراع التليسكوب العاكس عام ١٦٧٢ الذي يعتمد على استخدام المرايا العاكسة للضوء بدلاً من العدسات التي تقوم بتجميع الأشعة الضوئية بالإضافة إلى ذلك، كان جون دولند — وهو ابن لأحد النساجين الفرنسيين البروتستانتين الذين كانوا يعيشون في شرق لندن - من أكثر البارزين في ذلك المجال في تلك الفترة. وقد عمل جون دولند نفسه نساجا لبعض الوقت حتى اشترك مع ابنه في العمل في مجال صناعة الأدوات البصرية عام ١٧٥٢ .

يبدو أن حل المشكلة السابقة قد اقترح أولاً من قبل أحد النبلاء في جنوب شرق إنجلتر وهو المخترع تشستر مور هول؛ وذلك حينما ذكر أن الأجزاء المختلفة في العين تحدد قوة انكسار الأشعة الضوئية بحيث تنتج صورة عديمة اللون للشيء، وبناء على ذلك، استنتج أن صناعة العدسات من مزيج من مواد مختلفة، مثل الزجاج والماء اللذين يعملان على كسر الضوء بدرجات مختلفة، قد تؤدي إلى الشيء نفسه. ونظراً لأن تشستر مور هول لم يكن بحاجة إلى الشهرة، فإنه لم يبذل أي جهد لنقل تلك الأفكار إلى العالم.

لكن، عندما استمع جون دولند إلى تلك الأفكار، انتابه الشك في صحتها لأنها تتناقض مع أفكار نيوتن. وعلى الرغم من ذلك، فإنه بدأ التجريب فقام بإجراء التجربة التي أسفرت عن نجاح العدسات المصنوعة من كل من الزجاج والماء. لكن كان الأمر مفيداً بصورة أكبر عندما استخدم أنواع مختلفة من الزجاج مثل الزجاج التاجي شديد النقاء أو الزجاج الصواني — ذي معامل الانكسار العالي. وبحلول عام ١٧٥٨، تم التغلب على مشكلة الانحراف الضوئي للعدسات تماما من خلال العدسات اللالونية. وقد أدى ذلك إلى امتنان علماء الأرصاد له، الإضافة إلى ميدالية كوبلي التي حظي بها من قبل الجمعية الملكية. وقد أصبح بعد ذلك بعامين عضوا فيها وفي عام ١٧٦١ تم تعيينه طبيب العيون الخاص للملك.

بالتالي، صب جون دولند جام تفكيره على العلم مما أدى إلى اختراعه للتليسكوبات ذات العدسات الخلفية التي تعمل على تجميع الضوء بشكل أفضل. لكن، شعر علماء الأحياء بالراحة بشكل أكبر عند اختراع التليسكوبات المركبة التي توجد بها العديد من العدسات بعد ذلك بنصف قرن لأنها تساعدهم على تكبير الأشياء ١٠٠٠ مرة مقارنة بحجمها الأصلي. وبدأ كل من العالم الكوني الكبير والصغير في الكشف عن أسرارهما.

انظر أيضا

  • Dollond & Aitchison
  • List of astronomical instrument makers