جوزيه رويس
جوزيه رويس (بالإنجليزية: Josiah Royce) (20 نوفمبر، 1855– 14 سبتمبر، 1916) هو مثالي موضوعي أمريكي وفيلسوف ومؤسس المثالية الأمريكية.
حياته
وُلد رويس في غراس فالي، كاليفورنيا، في 20 نوفمبر 1855. وهو ابن جوزيه وساره إليناور (بايلس) رويس، كانت عائلتهما من المهاجرين الإنجليز مؤخرًا وممن اكتسبوا ثروتهم في الحركات الغربية للرواد الأمريكيين في عام 1849. حصل على درجة بكالوريوس الآداب من جامعة كاليفورنيا، بيركلي (والتي انتقلت من أوكلاند إلى بيركلي خلال فترة التحاقه بالجامعة) في عام 1875، حيث قبل عرضًا بتدريس المحادثة الإنجليزية والأدب والبلاغة. بينما كان في الجامعة، درس مع جوزيف لوكونت، وهو أستاذ في الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي ومتحدث بارز بشأن التواف بين التطور والدين. في مذكرة نُشرت بفترة وجيزة عقب وفاة لوكونت، وصف رويس تأثير تدريس لوكونت على تطوره الخاص، كاتبًا: «كان الأمر العجيب وبالتالي الإثارة، بالنسبة لي، بداية الفلسفة» (ص. 328). بعد أن أمضى بعض الوقت في ألمانيا، حيث درس مع هيرمان لوتز، منحته جامعة جونز هوبكينز في عام 1878 واحدة من أول أربع شهادات الدكتوراة في الفلسفة. في جونز هوبكينز، درّس مسار تاريخ الفكر الألماني، والذي كان «أحد اهتماماته الرئيسية» لأنه كان بوسعه أن يولي اهتمامًا للفلسفة في التاريخ. بعد أربعة أعوام في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ذهب إلى جامعة هارفارد في عام 1882 كبديل ساباتيكال لويليام جيمس، والذي كان صديقًا لرويس وخصمًا فلسفيًا. أصبح منصب رويس في جامعة هارفارد دائمًا في عام 1884، وبقي هناك حتى وفاته في 14 سبتمبر 1916.
المدونات التاريخية
برز رويس في الحشد الفلسفي بشكل واضح بسبب كونه أحد أهم الفلاسفة الأمريكيين الذي قضى فترة طويلة من حياته في دراسة التاريخ وكتابته، وخاصة عن الغرب الأمريكي. «كواحد من العمالقة الأربعة في الفلسفة الأمريكية في عصره [...] طغى رويس على نفسه كمؤرخ، بالسمعة والنتائج» (بروميري، 2). خلال أول ثلاثة أعوام قضاها في هارفارد، درّس رويس العديد من المواضيع كالمحادثة الإنجليزية وفن المناظرة وعلم النفس والفلسفة للأساتذة الآخرين. لكنه استقر أخيرًا بالكتابات الفلسفية، اتسمت بداية مرحلة البلوغ لديه باهتمامات واسعة النطاق، كتب خلالها رواية تستقصي الظواهر الخارقة (مثل الشكوكية)، ونشر مجموعة كبيرة من النقد الأدبي. صنف نفسه كفيلسوف ومؤرخ فقط. أفشى رويس نفسه بتمهل، ومع ذلك، وفي عام 1888 عانى من انهيار عصبي مما تطلب منه أخذ إجازة من عمله.
يُعد كتاب جون كليندينينغ لعام 1999 السيرة الذاتية النموذجية لرويس. يمكن العثور على ملاحظات رويس المتعلقة بالسيرة الذاتية في دراسة أوبنهايم. في عام 1883، تواصلت شركة للنشر مع رويس تطلب منه أن يكتب عن تاريخ ولاية كاليفورنيا، «مراعاة لظروفه غير المستقرة في هارفارد ورغبته بمتابعة العمل الفلسفي والذي قدم لأجله شرقًا، وجد رويس الآفاق المغرية [...]. كتب لصديق أنه «أُغوي بالمال»». نظر رويس للمهمة كمشروع جانبي، والذي قد يستفيد منه لملء وقت فراغه. في عام 1891، وصلت مهنته بالكتابة التاريخية إلى نهايتها، ولكن ليس قبل أن ينشر عدة مراجعات لمجلدات كاليفورنيا التاريخية، ومقالات في مجلات ليدعم تاريخه.
الفلسفة
أقرت الأعوام بين 1882 و1895 برويس كواحد من أبرز الفلاسفة الأمريكيين. حفظت منشوراته مكانته في عالم الفلسفة، ومنها كتابي الجانب الديني للفلسفة في عام 1885، وروح الفلسفة الحديثة في عام 1892، واللذان استندا على محاضراته بهارفارد. تضمن الكتاب الأخير إثباتات جديدة حول وجود الله بناءً على حقيقة الخطأ. جادل رويس بأن جميع الأخطاء تُعتبر مغلوطة مقارنة ببعض الحقائق الكلية، ويجب علينا إما أن نحافظ على أنفسنا معصومة عن الخطأ أو القبول بأخطائنا كدليل على عالم من الحقيقة. بجعله أمرًا جليًا أن المثالية تعتمد على المسلّمات والعائدات نظريًا، يدافع رويس عن ضرورة المرجعية الموضوعية لأفكارنا لمجموعة عالمية ضمن ما تنتمي له، وبغير هذه المسلّمات، «يمكن أن تكون الحياة العملية والنتائج الأكثر شيوعًا لنظرية، مستحيلة تمامًا للبعض أو حتى لجميعنا، من أبسط التعابير إلى المعتقدات الأكثر قيمة» (أنظر الجانب الديني للفلسفة، ص. 324).
تُعد تفسيرات المسلّمات المثالية عملية (وهي نقطة أشار لها رويس بصورة متكررة خلال نضجه، وقبل أن يُدعى براغماتيًا)، إلى الامتداد الذي اعتمدت الحياة العملية كدليل ومعيار لقيمة الأفكار الفلسفية. تقبل رويس حقيقة أنه لم يمتلك ولم يستطع أن يقدم سردًا كاملًا أو مُرضيًا حول «علاقة العقول الفردية بجميع العقول الشاملة» (أنظر الجانب الديني للفلسفة، ص. 371)، لكنه يمضي قدمًا رغم تلك الصعوبة بتقديم أفضل سرد يمكنه تدبره. يلقب فلاسفة عصره الموقف بالتخطيئية، وقد يعزى تبني رويس له إلى تأثير تشارلز ساندرز بيرس وويليام جيمس.
يدافع رويس أيضًا عن وجهة نظر لُقبت لاحقًا بالشخصانية، «العلاقة المبهمة للأفراد الواعيين بالفكر العالمي... ستُقرر بمعنى إشراكهم، كعناصر في الفكر العالمي. ولن يصبحوا كذلك حقًا، أمور في أحلام أي شخص آخر غير أنفسهم، لكن حقيقتهم الكاملة، مجرد كما هو الحال فيهم، سيوجد في أجزاء من حقيقة أعلى. تلك الحقيقة لن تكون قوة، ولن تنتج الأفراد بالحلم بهم، ولكنها ستكمل الوجود الذي بداخلهم، ككائنات منفصلة، لا تمتلك عقلانية كاملة». ( الجانب الديني للفلسفة، ص.380–381) هذه فرضية حتمية آمن بها رويس، وهذا جانب ديني وأخلاقية للوجود المطلق.
المطلقة والمؤقتة
كانت «المطلقة» التي دافع عنها رويس مختلفة قليلًا عن أفكار جورج فيلهلم فريدريش هيغل وإف. إتش. برادلي. تُعد مطلقة رويس أساس ومُنشئ الكينونة المجتمعية والشخصية والمؤقتة، والتي تحافظ على الماضي بأكمله، وتُغذي الحاضر الكامل بفعل التفسير، وتتوقع كل احتمالية في المستقبل، وغرس تلك الاحتمالات بقيم كمثالية المجتمع. يُعد الفرق الرئيسي بين مطلقة رويس والأفكار المشابهة التي يمتلكها المفكرون الآخرون بأن مطلقة رويس سمة مؤقتة وشخصية، وذات نشاط تفسيري. أتى رويس لرؤية هذا النشاط الروحي بشكل متزايد على صعيد الفكرة التي اقترحها تشارلز ساندرز بيرس حول «الحب» أو «الحب التطوري». آمن رويس بأن الكائنات البشرية تمتلك خبرة مطلقة في قطعية كل فعل نقوم به. للتصدي للطريقة التي لا يمكن إلغاء أفعالنا لتستوفي المطلقة في ضرورتها المؤقتة. جادل رويس بأن الفكرة الفلسفية تعتبر المطلقة فرضية حتمية لنظام متسق من الأفكار، ولكن لغايات عملية وحياة أخلاقية ذات معنى، يحتاج جميع البشر إلى «رغبة مستمرة بالتفسير». تُعتبر «الروح المُفسرة» الأساس المؤقت لجميع أفعال التفسير، وهي اسم آخر للمطلقة، لكن الفهم الفلسفي لكائنات مشابهة غير مطلوب من أجل تفسير ناجح وحياة أخلاقية.
جدال «تصور الله»
حدثت النقطة المرجعية في مسيرة رويس المهنية وفكره عند عودته إلى كاليفورنيا للتحدث إلى الاتحاد الفلسفي في بيركلي، فيما يبدو دفاعًا عن تصوره لله من انتقادات جورج هولمز هاوسون وجوزيف لوكونت وسيدني ميسز، في اجتماع عقدته نيويورك تايمز يُدعى «حرب العمالقة». قدم رويس هناك نسخة من نموذج جديد من إثباته لحقيقة الله بناءً على الجهل عوضًا عن الخطأ، وبناءً على جزئية وجود الأفراد عوضًا عن الشك المعرفي. ومع ذلك، هاجم هاوسون مفهوم رويس لعدم تركه مكانة وجودية للأفراد مقابل المطلقة، مما يجعل مثالية رويس نوعًا من غير الشخصانية الضارة، وفقًا لهاوسون. لم يقصد رويس أبدًا تلك النتيجة ورد على نقد هاوسون أولًا في مقالة تكميلية طويلة حول النقاش (1897)، ومن ثم عبر تطوير فلسفة الشخص الفردي في تفاصيل أعظم في محاضرات غيفورد، والتي نُشرت بعنوان العالم والفرد (1899، 1901). وفي الوقت ذاته عانى رويس هجومًا ثابتًا على فرضيته المطلقة من جيمس. اعترف رويس لاحقًا بأن ارتباطه بفلسفة برادلي قد يكون أدى إلى ارتباط قوي بالمطلقة أكثر مما يستدعي، ومن الممكن أن يُضاف إلى ذلك قراءته المستمرة لسبينوزا التي قد امتلكت تأثيرًا مشابهًا.
إرثه
- مدرسة رويس، والتي دُمجت لاحقًا بمدرسة آنا هيد للبنات لتصبح مدرسة هيد رويس
- قاعة رويس، وهي واحدة من الأربع مباني الأصلية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس
- مكتبة غراس فالي– فرع رويس
- قاعة جوزيه رويس، مدرسة فرينسو الثانوية
- منزل رويس، وهو مهجع، أحد المساكن التذكارية للخريجين في حرم هوم وود في جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور، ميريلاند.
عبد الرحمن بدوي
فيلوف أميركي، هيجلي النزعة، مثالي المذهب، وهو الميتافيزيقي الأميركي الوحيد،
ولد في ٤٧االمة٧ Ciritss بولاية كاليفورنيا (في الولايات امتحدة الأميركية ) في سنة ٥ ٨٥ ١ . ودخل جامعة كاليفورنيافي سنة ١٨٧١ وحصل على البكالوريوس.B.A سنة ١٨٧٥ وكتب بحثا عن الاهوت في مسرحية «برومثيوسمقيداً» تألين اسخولوس، نال به منحة من المال مكنته من تقضية عامين في ألمانيا، حيث راح يقرأ الفلاسفة الألمان، وخصوصا شلنج وشوبنهور، والتحق بجامعة جيتنجن حيثدرس على يد الفيلسوف لوتسه Lotze . ثم حصل على الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز (في بلتيمور)، عين بعدها مدرسا في جامعة كاليفورنيا لبضعة أعوام . ثم عين مدرسا في جامعة هارفرد سنة ١٨٨٥، ثم أستاذا مساعدا، وفي سنة ١٨٩٢ صار أستاذا ي نفس الجامعة، هارفرد وشغلكرسي ألفورد ا٣()١ا٨ للفلسفة
روس
في جامعة هارفرد في سنة ١٩١٤ ، وتوفي فيسنة ١٩١٦.
فدفته
١ جود:
في كتابه „العاد والفرد World and the 1٦٤» Individual،(نثرالجزء الأول سنة ١٩٠٠ والثافي سنة ١٩٠١) الذي يضم المحاضرات التي ألقاها في جامعة أبردين باسكتلنده ضمن سلسلة المحاضرات الشهيرة: «محاضرات جفورد»، يتناول رويس في الجزء لأول «تصورات الوجود الاربعة».
فيبدأ بتحديد طبيعة «الوجود» فيذكر أننا اعتدنا أن نقرر أن الله موجود، أو أن العالم موجود أو أن الذات المتناهية موجودة. فما معنى قولي : «موجود»؟ إن هذا المحمول الوجودي existential predicate كما يسميه رويس، كثيرا ما ينظر إليه على أنه بيط ولا يقبل الحد. لكن الفلسفة تعنى بالبسيط كما تعنى بالمركب.
ويأخذ رويس في بيان معاني الوجود حين يوصف به أمور مختلفة : حين يوصف به الته، ويوصف به العالم، ويوصف به الانسان الفرد وعند رويس أن تحديد معنى الوجود على هذا النحو هو في الوقت نفسه تحديد لطبيعة الواقع . فكيف نفهم الواقع؟ ربما كانت أنسب طريقة هي أن نفهم الواقع كما هوفي التجربة. لكن رويس يؤكذ أها لا تستطيع ان تفهم معنى «الفكرة» وعلاقتها بالواقع . يقول رويس : «أنا واحد من أولئك الذين يقررون إنك إذا سألت ما هي الفكرة؟ وما علاقة الأفكار بالوافع؟ - فإنك تتناول عقدة العالم على نحويؤذن بفك عقده» («العالم والفرد» ج ١ ص١٦ - ١٧ ).
وهكذا نرى رويس يجعل اوجود هو الأفكار، ويؤكد اسادة عالم الأفكار على عالم الوقائع» (الكتاب نفسه ، ج ١ ص١٩ ) وواضح أن اتجاهه هذا هيجلي خانص، كل ما هوموجود عفلي، وكل ما هوعقلي موجود.
ثم يأخذ رويس في شرح معنى «الفكرة»، فيميز بين معناها الخارجي، ومعناها لباطن : فمثلا إذا افترضنا أن لدي فكرة عن جبل أفرست فمن الطبيعي أن اعتقد أن هذه الفكرة تشير إلى جبل موجود في اهند. وهذا ما يسميه رويس بالمعى الخارجي للفكرة. وإذا فرضنا أن رساما لديه فكرة عن لوحة سيرسمها، فإن فكرته هذه هي «تحقيق جزئي لغرض» وهذا هو
ما يسميه بالمعنى الباطن للفكرة.
ويؤكد رويس أن المعنى الباطن للفكرة هو الأولى primary أما المعفى الخارجي فهو طهر aspect للمعنى الباطن التام النمو .
ويستعرض رويس أناطا مختلفة منالمذاهبكيما يبين ما فيها منعدم كفاية في فهم الوجود.
أ) والنمط الأول هوما يسميه باسم «الواقعية» realism ويقصد به المذهب الذي يقرر أن «معرفة موجود ما بواسطة موجودليس هوالموجودموضوع المعرفة-لاتؤثرفي هذاالأخيرا، وبعبارة أخرى انهلولم توجد أية معرفة، لبقي الموجود قائما في الوجود، وبعبارة أوجز وجود الموجودات لا يتوقف على إدراكها، إنها موجودة سواء عرفت أو لم تعرف. والصواب والخطأ إنما يتوقفان على التناظر أو عدم التناظر بين الأفكار والأشيا.
ينقد رويس هذا المذهب بقوله أنه يقوم على أساس أن العالم مؤلف من كيانات entities عديدة مستقلة بعضها عن بعض، وإذا جزء أحدها لا يؤثر في سائرها. والعلاقات التي تضاف إلى هذه الكيانات يجب أن تكون هي الأخرى مستقلة. ونتيجة هذا أن حدود العلاقة الواحدة لا يمكن ربطها بالأخرى. فما دمنا قد بدأنا من كيانات مستقلة بعضها عن بعض، فإنها تظل مفصولة عن بعضها بعضاً. والأفكار هي الأخرى يجب أن تكون مستقلة عن بعضها بعضا وعن سائر الأشياء. وإذا كانت الأفكار مستقلة عن لأشياء، اليهي أفكار فا، فلن يكون في وسعنا أن نعرف هل هناك تناظر بينها وبين الأشياء التي هيأفكارلها. والنتيجة هي أن مذهب الواقعية يقضي على نفسه بنفسه.
ب ) والمذهب الثاني الذي يناقشه رويس هو ما يسميه باسم : التصوف mysticism . وهو يضع التصوف في مقابل الواقعية . فإنه إذا كانت الوافعية تقوم على أساس وجود أشياء في الخارج مستقلة عن تصوراتنا لها، وبالتالي على أساس وجود ثنائية في الوجود، فإن التصوف يقوم على عكر ذلك إذ يقوم على أساس القول بوجود واحد أحد يختفي فيم التمييز بين الذات والموضوع، بين الفكرة والشيء المناظر لها .
ويرى رويس أن التصوف، شأنه شأن الواقعية، يقضي هو الآخر على نفسه بنفسه. لانه إذا كان التصوف يقول بأنه لا
٥٤٦
رريس
يوجد إلا موجود واحد أحد، فإن الذات المتناهية وأفكارها يجب أن تعد وهمية. وفي هذه الحالة لا يمكن معرفة «المطلق» the absolute، لأنه لا يمكن أن يعرف إلآ بواسطة الأفكار. ولهذا فإننا إذا كنا لا نزال نعتقد بامكان المعرفة، فإننا لا نستطيع الأخذ بمذهب التصوف هذا
ج) والمذهب الثالث هوما يسميه باسم «المذهب العقلي النقدي» Critical rationalism إن هذا المذهب يحاول أن يعرن الوجود على أساس الصدق validity فإنه حين يقول عن شيء أنه موجود يعني فقط أن فكرة معينة عنه صادقة، حقيقية، ويحدد أن تجربة ما، أو على الأقل مثلا أعلى رياضيا، وربما بوصفه حادثا تجريبيا، هومكن» (الكتاب نفسهج ١ ص١٢٦-٧). فإذا اقترحت انني اقرر ان هناك اناساً يعيشون في المريخ، فإني بحسب المذهب العقلي النقدي، اقرر أنه في تقدم التجربة الممكنة فإن فكرة ما ستصدق. ويضرب رويس مثالاً على امذهب العقلي النقدي نظرية كنت في التجربة الممكنة وتعريف جون استيورت مل للمادة بأغها إمكان مستمر للاحساس.
ويرى رويس أن ميزة المذهب العقلي النقدي على المذهب الواقعي هي أنه يتجنب الاعتراض الناشىء عن فصل الواقعية بين الأفكاروبين الأشياء التي تشيرهذه الأفكار اليها. لكن آفة المذهب العقلي النقدي هي أنه عاجز عن الاجابة على هذا السؤ ال : ما هي التجربة الممكنة في الوقت الذي ينظر فيه إليها على أنها مكنة فقط؟ وما هي الحقيقة الصادقة إذا كان لا يوجد أحد يستطيع حاليا أن يثبت صدقها؟ وهكذا فإن المذهب العقلي النقدي هو الآخر غير واف.
ولهذا ينبغي البحث عن مذهب رابع يحتوي على الحقائق الموجودة في المذاهب الثلاثة السابقة، ويكون في الوقت نفسه خاليا من العيوب التي بيناها فيها.
فما هي الحقيقة التي ينطوي عليها مذهب الواقعية؟ إغها القول بأن الشكل النهائي للوجود هو الفرد ، ذلك لأن شارة الاسميين هي القول بأن الأفراد وحدهم هم الموجودون فعلا. كذلك علينا أن نتذكر أن هيجل وان لم يكن من الاسميين، فإنه استخدم الحد: «الفرد» بمعى الكلي العيي concrete universal ، والشكل النهائي للوجود في فلسفة هيجل هو الفرد بهذا المعنى، إذ المطلق فرد أعلى. ولهذا فإن رويس يفهم الفرد بهذا المعنى المثالي الهيجلي، حين يتحدث عما هو حقيقة في مذهب الواقعية. ومن هنا يقول : «إن الموجود المفرد هو حياة
للتجربة تحقق أفكارا في شكل نهائي نهائية مطلقة ٠ . . إن جوهر ما هوحقيقي هوأنه فردي، أوا نظيرله في نوعه، وهويملك هذا الطابع فقط بوصفه التحقيق الوحيد لغرض» (الكتاب نفسهج١ص٣٤٨).
وقد رأينا أن الفكرة هي تحقيق جزئي، أو ناقص، لغرض ما، وهي تعبيرعن رادة. والتجسيد الكامل للارادة هو العالم بتمامه وكماله. وفي العالم ككل أنا استطيع أن أتعرف ذاقي. وبهذا المعنى نتعرف حقيقة في مذهب التصوف، وخصوصا التصوف الشرقي، حين يقول عن الذات والعالم «هذا أنت» 11111 thou (لكتاب نفسهج ١ ص٣٥٥).
لكننفي اذا تصورت العالم أنه عالمي أنا، وأنه تجسيد لإرادقي أنا، فإنني سأنتهي إلى الهووحدية Solipsism إلى القول بوجود كيانات مستقلة بعضها عن بعض. وللتخلص من هذين الموقفين، لا بد من إدخال بعد جديد هو: «ما بين الذوات»
.intersubjectivity
هل نحن نعرف الآخرين بقياس النظير إلى الآخرين؟ الرأي الشائع هو الشطر الأول، لكن رويس يرى أن الشطر الثافي هو الأقرب إلى الصواب فنحن نشعر بوجود الآخرين أولا ٠ لأنهم مصدر أفكارنا، وهم الذين يجيبون على تساؤ لاتنا، وهم يعبرون عن اراء غيرارائنا، ويضيفون معلومات جديدة إلى ما لدينا من معلومات، وبالآخرين نكون إرادتنا وأفكارنا ونتبصرالطريق. ومن خلال الاختلاط بالاخرين في المجتمع نحن نصوغ أفكارنا، وندرك ما نريده، ونعي ما ينبغي علينا أن نريده وأن نهدف إليه .
ويمضي رويس إلى أبعد من هذا فيقرر أن «إيمانا غامضا بوجود إخواننا الناس يلوح أنه يسبق، إلى حد كبير، التشكيك النهائي لوعينا بأنفسنا» (الكتاب نفسه،ج ٢ ص ١٧٠)
ويرى رويس أن شعورنا ا لواضح بأنفسنا وبالآخر بن من بني الانسان إنما ينشأ عن شعور اجتماعي بدائي ٠ وكلما نمت الثمرة يتزايد شعور الفرد بأن الحيوات الباطنة للأخرين هي أمور خاصة ذاتية محجوبة عن الملاحظة المباشرة. وفي الوقت نفسه يتزايد شعوره بأن الموضوعات الخارجية هي أدوات تحقيق الأغراض المشتركة بينه وبين الآخرين، وكذلك لتحقيق الأغراض الخاصة به هووحده، وبكل فرد على حدة. وعلى هذا النحو ينشأ شعور بثلاث مؤلف من «زميلي وأنا، والطبيعة فيما بيننا» ( الكتاب نفسه، ج ٢ ص ١٧٧)
٥٤٧
ونحن لا نعرف من عالم الطبيعة إلا القليل، والباقي لا يزال ينتب إلى ميدان التجربة الممكنة، وقد شاهدنا إخفاق امذهب العقلي النقدي في تحديد التجربة الممكنة. ولا شك أنه من الخطأ أن نقول عن الطبيعة أنها ليست سوى تجسيد للارادة الانسانية وغرض الانسان. وغرض التطور يجعل من عقولنا المتناهية مجرد نواتج. وهنا يق. م السؤ ال: كيف ننقذ التعريف المثالي للوجود على أساس المعنى الباطن للأفكار؟ وجواب رويس عن هذا السؤل هو أن العالم يعبر عن نظام للأفكار مطلق، هوبدورهتحقيقجزئي للارادة الالهية. والله، وهويعبر عن نفسه في العالم، هو الفرد الأقصى ultimate individual. ويمكن أن نقول أيضا أن الفرد الأقصى هو حياة التجربة المطلقة. وكل ذات متناهية هي تعبير وحيد عن الغرض الاي.
حياة الفرد هي حياة تجربة، وعلينا أن تنظر إلى الذات على أساس أخلاقي لا على أساس جوهرية النفش. لأنه من خلال امتلاك مثل أعلى، ورسالة وحيدة ومهمة في الحياة فريدة هي مغزى ما قمت به من أفعال حتى الآن تتحدد ذاتي وتخلق. أي أن الفرد المتناهي يخلق نفسه بتحقيقه لثله الأعلى الفريد، وتحقيقه لرسالته المنقطعة النظير. وواضح ما في هذا من نزعة وجدانية . ويؤكد هذا المعنى أكثر فأكثر حين يقرر أن لكل ذات طريقها الوحيد، نسيجوحده، في تحقيق ذاتها.
واستلهاما لكنت يقرر رويس أن رسالة الانسان الأخلاقية لا نهاية لها. يقول : «العبارة : «مهمة أخلاقية أخيرة» هي متناقضة في ذاتها . , . إن خدمة الأبدي هي خدمة أبدية . ولذا لا يمكن أن يكون هناك فعل أخلاقي أخير» (الكتاب نفسه ج١ص٤٤٤-٤٤٥). وهذايوفي إلى فكرة خلود النفس. لكن رويس يبادر فيقرر ما يلي: «أنا لا أعرف بأي حال من الأحوال، ولا ادعي أنني اعرف، هي العملية التي بواسطتها فردية حياتنا الانسانية يعبرعنها فيما بعد . وأنا أنتظ حتى يلبس هذا الفاني الفردية» («فكرة الخلود»، ص ٠ ٨).
٣- اسه والعالم والانسان :
وفي المحاضرة الأخيرة من محاضرات جفورد هذه بعنوان : «العالم والفرد» وذلك في آخر الجزء الثافي يصوغ رويس مجمل نظريته في هذه العبارة: «والدرس الوحيد الذي نستخلصه من سلسلة المحاضرات هذه هو وحدة المتناهي واللامتناهي، وحدة الاعتماد الزمافي والأهمية السرمدية، وحدة
العالم وكل أفراده، وحدة الواحد والكثير، وحدة الل والانسان ونحن مملؤون بحضرة الله وحريته، ليس فقط على الرغم من ارتباطنا المتناهي، بل وأيضا بسبب ما يدل هذا عليه ويتضمنه» .
وبيان ذلك أن رويس يستنبط من نهائية الانسان لا نهائية حضور الله وحريته. إذ المتناهي لا يتصور إلا مع وجود اللامتناهي، إن نائية الانسان تفترض إذن وجود لا متناه، مطلق، هو الله .
ورويس في كتاه الذي أصدره سنة ١٨٨٥ بعنوان:
1ع٦ Religious Aspect of ««الوجه الديني للفلسفة يرفض البراهين التقليدية لاثبات وجود الله، Philosophy على أساس The Absolute ويسوق برهانا اخر لاثبات المطلق الاقرار بالخطأ. فنحن نخطىء في أحكامنا ونقر بأننا أصدرنا أحكاما خاطئة لكن لا يتصور خطاً بدون صواب، ولا يتصور باطل بدون حق. ولهذا فإن وجود الخطأ يدل على وجود الحق، أي على وجود الله , وهذه الحجة مستلهمة من حجة لديكارت بنفس المعنى. والله-فينظر رويس - هو المطلق، وهو التجربة الثاملة المحيطة.
مؤلفاته
— 11ح Religious Aspect of Philosophy. Boston. 1885.
— The spirit of modern philosophy. Boston. 1892.
— Studies of Good and Evil. New York, 1898.
— 11ح world and the individual. 2 vols. New ٧()1.
1900-1.
— The conception ()٤ Immortality. Boston. 19,10.
— William James 4ل other Essays ()٦ the philosophy (0؟ life. New York. 1911.
— 11ع٦ sources of religious insight. Edinburgh. 1912.
— The problem of Christianity, 2 vols. New York. 1913.
— Lectures (0٦ modern Idealism. New Haven. 1919.
— Royce's logical essays, edited by 0.5. Robinson.
Dubuque (Iowa). 1951.