جماعة مصلحة
تحوى الديموقراطية على عنصر مهم، يتمثل فى رغبة وقدرة المواطنين على تنظيم أنفسهم بأنفسهم، والسعى نحو التأثير فى التشريعات، والمؤسسات الحكومية، والرأى العام. ويطلق على هؤلاء المواطنين - المنظمون على هذا النحو - جماعات المصلحة (وتترادف هذه التسمية مع مصطلحات أخرى مثل جماعة الضغط، واللوبي، والحزب، واللجنة السياسية، والحركة الاجتماعية).
وتعبر جماعات المصلحة عن روابط طوعية ذات أهداف خاصة ونوعية محددة، يمكن أن تكون ذات طبيعة ثورية أو معتدلة، كما يمكن أن تكون ذات نطاق محلى أو عالمى. وينطبق هذا المصطلح على الروابط المهنية، وعلـى النقابات العمالية، كما ينطبق على الجماعات النشطة اجتماعيا كتلك التى تعمل فى مجال البيئة على سبيل المثال . وتعبر جماعات المصلحة عن قطاع بعينه من السكان (كأصحاب المعاشات أو الطلاب مثلا) كما يمكن أن تعبر عن قيمة معينة(مثـل مناهضة الإجهاض)، وحينئذ يمكن لهذه الجماعات أن تتحول إلـى حملات إيديولوجية أو حملات أخلاقية.
ومن وجهة النظر الديمقراطية فإن عيب جماعات المصلحة هذه أنها تميل فى الأساس إلـى تمثيـل الفئات الميسورة والقطاعات الأفضل تعليماً، وتتجاهل إلى حد كبير الفئات الفقيرة والأقليات. ففى واشنطون العاصمة، توجد على سبيل المثال، حوالـى 11 ألف منظمة لجماعة مصلحة تتنافس على جذب اهتمام 535 عضواً فى الكونجرس الأمريكى بمجلسيه. وتكاد كل تلك المنظمات تمثل مصالح رجال الأعمال، ورجال المال، والمصالح المهنية المختلفة.