جبل سيس
يقع جبل سيس 100كم جنوب شرقي مدينة دمشق على الحدود ما بين بادية الشام والمنطقة البركانية الواقعة جنوب سوريا, تستمد أهميتها التاريخية من وجود قصر للملك الأموي الوليد بن عبد الملك (705-715 ميلادي) باني المسجد الأموي في دمشق.
الموقع وطبيعة
يقع القصر على سفح بركان خامد كما توجد بقايا لمنازل حاشية الخليفة. يبلغ قياس فوهة البركان 0.5 كم عرضا و 2 كم طولا. يحيط بالمنطقة صخور بركانية ويشكل جبل سيس جزءا من جبل حوران (اللجا) وفي شرقه صحراء الصفا التي ترتادها القبائل للرعي في فصل الربيع بسبب البحيرة قليلة العمق والتي يجف ماؤها صيفا.
ويمكن الوصول إليه عن طريق الضمير أو من شرق جبل العرب.
الأهمية التاريخية والأثرية
ذكر هذا المكان المؤرخ الإسلامي الشهير ياقوت الحموي في معجمه وقد جاء باسم أسيس، وروي أنه تتجمع فيه الأمطار في سني الخصب فتشكل بحيرة كبيرة تعرف باسم (الخبرة) وهذا الوصف ينطبق على ما يعرف اليوم بجبل سيس.
و يوجد على هذا الجبل وحول البحيرة بقايا أبنية أثرية فيها بقايا قصر وحمام وجامع وخانات ومخازن وغيرها.
وأجريت كشوف أثرية عديدة في هذه المنطقة ابتداءا من عام 1805م وقد ظن الباحثون في البداية أن هذه الآثار تعود إلى العهد الروماني ولكن الدراسات الحديثة أكدت أنها آثار أموية وأن القصر كان مقاما للخليفة الوليد الأول الذي حكم من عام 86 - 96هـ = 705 - 715م.
ويعتبر هذا البناء من أقدم أبنية الأمويين في الصحراء السورية، وهو يضم جامعآ وحمامآ من أقدم الحمامات الإسلامية على الإطلاق والتي أنشئت خارج المدن، وعمارة من أول العمارات الإسلامية التي تزين بالجص، وقد أحرق القصر ودمر في أواخر العهد الأموي، ويعتقد أنه رمم وسكن في العهد المملوكي.
وتحوي الصخور المحيطة بالمكان على كتابات مختلفة وبلغات قديمة بالإضافة إلى اللغة العربية.
أهمية اقتصادية
في العام 2008 أجرت المؤسسة العامة للجيولوجيا في سورية مسحاً لتحديد المواقع السورية القريبة من دمشق والتي من الممكن أن تكون مصدراً لصناعة الاسمنت. وقد تم اختيار المنطقة كمصدر محتمل لاستخراج مادة الاسمنت. فقد بينت أعمال المسح الجيولوجي توفر كمية 300 مليون طن من الكلس النقي (الجويف) وأيضاً السكوري البازلتية الجيدة للصناعة في مخاريط مكحول وسليمان وغيرها إضافة للانتشار الكبير للصخور البازلتية ويقدر الاحتياطي بحوالي 100 مليون طن وهذه المواد كافية لإقامة صناعة للإسمنت بطاقة سنوية 5 ملايين طن وباحتياطات كافية لحوالي 75 سنة.