جان نابير

فيلسوف فرنسي معاصر

ولد في ايزو Izeaux [ باقليم الروفينيه في جنوب شرقي فرنسا ] سنة ١٨٨١ ، وتوفي في Lactudy ( في اقليم بريتافي ) سنة ١٩٦٠ . وكان استاذاً في ليسيه سان لو Saint - lo سنة ١٩٠٨، وليسيه برست Brest سنة ١٩١٠، وليسيه متس Metz سنة ١٩١٩، وليسيه هنري الرابع في باريس سنة ١٩٢٥ .

تأثر نابير بكنت من ناحية ، وببرجسون من ناحية اخرى . وتنبع فلسفته من التأمل في الشعور ( الوعي ) ■ وفي كتابه لا التجربة الباطنة للحرية» ( سنة ١٩٢٤ ) - التى كانت رسالته لنيل الدكتورة نجد تأثير هاملان ايضاً , وفيها يقرر نابير أن التجربة الباطنة للحرية لا تقوم إلا على الشعور وحده وليس هناك وسيلة أخرى لبلوغ الذات الفاعلة . ومقولات الحرية، في التجربةالباطنة،ليست مستعارة من أشكال المعرفة الموضوعية . والتجربة الباطنة للحرية ، وإن كانت تتركز في تاريخ فردي ، فإنها لا تنفصل عن تاريخ القيم الانسانية , وإن كان ثمة تجربة باطنة للحرية ، فإنها تتأسس على واقع الفعل الذي يتخللها ويفسر أشكالها المختلفة . على كل حال ينبغي عدم قصر التجربة الباطنة للحرية على الشعور بحرية الإرادة . وإن كان الشعور بحرية الإرادة وهماً ، فإن الحرية لن تضار إا في الحالة التي نبداً فيها بالخلط بينها وبين حرية الاستواء indifférence بأن ننقل الى العلية ، التي تعطي الفعل ، الكيفيات النفسانية كشعور غير مستقر .

وفي كتابه « عناصر من أجل تكوين أخلاق» ( سنة ١٩٤٣) يقرر لا انه ينبغي أن يكون من الممكن للشخص أن يريد القانون الأخلاقي ، وليس ثم بحث أهم من البحث عن الدوافع المحضة للأخلاقية ، ونقصد بذلك تعيين الإرادة بواسطة اهتمام مباشر بالقانون، الذي هو بمثابة انجذاب محض يمارسه العقل على الذات , ولا شك في أن هذا الاهتمام ليس حسياً ؛ إنه يعبر عن العقل المباشر لامتثال القانون في شعور الانسان . لكن من الحق ايضا أن ما في هذا الدافع من جانب ذاتي هو الذي يجعل العقل ذا فاعلية ، ويجعله ينزل في إرادة واقعية» (ص ١٠٦ - ١٠٧) والمطلوب في الأخلاق «أن نحصل من الطبيعة ، وفي الطبيعة ، ومع ميول الإنسان - على مشاركة فيالسعى لتحقيق غايات ليست من العلبيعة» ( الكتاب نفسه ، ص ١٠٧) . والعقل المحض لا يستطيع الحصول على هذه النتيجة : بل الشعور بالاشباع والرضا الناجمين عن فعل مطابق للمقتضيات العقلية والرغبة في بث المزيد من العقلية في حياة الإنسان - هما اللذان يهبان انوار العقل الديناميكية المفتقر إليها . والقهر المنتظم الأعمى للميول «يحرمان الوجود شيئا فشيئا من كل قوة ، وكل عصارة، برده الأخلاقية الى الثعور بقانون لا مكن بعد أن ندرك كيف بمكن أن يحب ويراد» ( الكتاب نفسه ص ١٠٧- ص ١٠٨ ).

وهكذا يريد نابيران يخفف من تشدد القانون الأخلاقي عند كنت - بواسطة العاطفة والإرادة والمحبة. فالقانون لأخلاقي يجب أن يحب ويراد، إلى جانب توقيره واالتزام ره.

كذلك يطالب نابير بألا تؤخذ الفضيلة لذاتها، لأنها إن

ناتورب

صارت كذلك سرعان ما تنفد ، لأن الأنا يتوقف حينئذ عن الشك في ذاته ، ويطلب له أن يستغرق نفسه في فكرة المزيد من القيمة . «إن الفضيلة ، إذا انفصلت عن الغايات التي تحمل القيم، تصيرغير مكترثة لمادة الأخلاق، وترد الواجب كله إلى نية في الفضيلة . وبميل طبيعي يرى الأنا ، وقد صار مهتاً بذاته ووجوده الخاص أكثر من اهتمامه بالقيمة الذاتية لأفعاله ، نقول : يرى الأنا أن أفعاله تصفر شيئاً فشيئاً من المعنى . . . ويلوح انه لا شك في أن الاهتمام الموجه الى الفضائل وحدها يصرف الوعي عن النظر في الغايات ، التي هي شروط تحقيقها ، ويحفزه على اعتقاد ان هذه الغايات هي في الحقيقة غير مكترث لها ، إذا ما قورنت بالفضائل التي تزودها فقط بالفرصة لكي تمارس ولو كان على الفضائل أن تقبل ان تكون في خدمة الغايات وأن تفنى فيها ، إن صح هذا التعبير، وأن تجرد هكذا من استقلال ها الذاتي ، فذلك لأن هذه الغايات هي الترجمان الضروري للقيمة في العالم . واللحظة التي فيها يمكن الفضائل أن تدعي القيام بذاتها ستكون هي اللحظة التي تكون فيها الأخلاقية قد استنفدت مهمتها في هذه الدنيا » ( الكتاب نفسه ، ص ٢٠٦ -٢٠٧) .

وله اخيراً كتاب بعنوان ٠( بحث في الشر ٠ ( سنة ١٩٥٥ ) يتناول البحث في الجانب غير القابل للتبرير في العالم وفي الحياة .