تعريف

التعريف عبارة عن ذكر شيء تستلزم معرفته معرفة شيء آخر. والتعريف الحقيقي، هو أن يكون حقيقة ما وضع اللفظ بإزائه من حيث هي فيعرف بغيرها، والتعريف اللفظي، هو أن يكون اللفظ واضح الدلالة على معنى فيفصل بلفظ أوضح، دلالة على ذلك المعنى، كقولك: الغضنفر الأسد، وليس هذا تعريفا حقيقيا يراد به إفادة تصور غير حاصل، وإنما المراد تعيين ما وضع له لفظ الغضنفر من بين سائر المعاني. التعريف (اللفظي) في العربية يكون بالنسبة إلى شيء آخر (الإضافة) وباللام المعروفة بلام التعريف المنقسمة إلى لام الجنس إذا أريد النوع العام للشيء كالأسد لجنس الأسود ولام العهد إذا أريد الشيء السالف الذكر كالأسد في رأيت أسدا وهربت من الأسد وبالعلمية فهي من المعارف السبعة.

الكيفية

تنبع صعوبة إيجاد تعريف فريد لكل معرف من اختيار كلمات واضحة ومفهومة لاستخدامها في التعريف، أو بمعنى آخر كلمات يكون الحصول على تعريفها بحد ذاته ليس بالأمر الشاق. وكما أن للكثير من الكلمات عدة تعاريف، فإن للتعريف ذاته عدة تعاريف تبعا لمكان استخدامه، فقد يكون التعريف وصفيا للمعنى أو الاستخدام العام، أو نصيا لإيصال المعنى عن طريق استخدام الكلمات أو الصيغ أو الرموز. فعلى سبيل المثال في الرياضيات تستخدم الرموز والصيغ الرياضية في التعريف.

عبد الرحمن بدوي

التعريف definition -ويسمى أيضاً في كتب المنطق العربية لقديمة: القول الشارح، هو مجموع الصفات التي تكون مفهوم الشيء مميزا عما عداه. وهو إذن والشيء المعرف سواء ، إذ هما تعبيران أحدهما موجز، والاخر مفصل عن شيء واحد بالذات.

والتعريف إما أن يكون دالاً على ماهية الشى ء ، وإما أن يكون عيزاً لم عما عداه فحسب والدال على الماهية عيزأيضاً، فهو أعلى مرتبة إذن . ويسمى الأول منها باسم : الحد التام، والثافي باسم الحد الناقص. أما الحد التام فهو لقول الدال على ماهية الشيء، وفيه تستوف جميع ذاتياته، وهولهذا يتم بالجنس والفصل القريبين . أما الناقص فلا يستوفي جميع الذاتيات، بل يحصل منه التمييز الذاقي فحسب دون معرفة الذات، وهو لهذا يتم بالجنس لبعيد والفصل القريب، أو بالفصل القريب وحله.

والحد، سواء منه التام والناقص، يتعلق بذاتيات الشىء، اما إذا كان القول المعرف متعلقاً بخواص الشىء أو أعراضه، فهو الرسم - وينقسم أيضاً إلى تام، وناقص، والتام يتركب من الجنس القريب والخاصة، أما الناقص فيتركب من الخاصة وحدها، أو منها ومن الجنس البعيد.

فالتصور: إنسان، حده التام هو: حيوان ناطق، وحده الناقص : جسم ناطق ٠ ورسمه التام : حيوان ضاحك، ورسمه الناقص : جسم ضاحك.

والثرط الأساسى لكل تعريف هو أن يكون ما صدق القول المعرف والشيء لمعرف واحداً، وأن يكون ممبزاً، بمعفى أنه يجب أن ينطبق على كل المعرف، ولا شيء غي المعرف، وهو ما يعبر عنه بقولهم إن التعريف يجب أن يكون «جامعا» - أي شاملا لكل الأفراد التي يطلق عليها اللفظ، و«مانعا» أي مانعا من أن ينطبق على أي شيء آخر غير اللفظ المعرف.

ويشترط في التعريف من حيث القول :

أ- أن ا يعرف الشيء بما يساويه في المعرفة والجهالة، كما يحدث عادة من استعمال السلب في التعريف، بأن تعرف الحركة بأنها : ما ليس بكون .

ب - يجب الاحتراز عن تعريف الشيء بما لا يعرف إلا به. وهذا يحدث غالباً بدخول المتضايفات أو المترادفات في التعريف، كأن نعرف «العلة» بأنها: ما يحدث معلولاً

ح - يجب الاحتراز عن استعمال ألفاظ غريبة وحشية غير ظاه ة الدلالة عند السامع، واستعمال ألفاظ مشتركة أو مجازية.

ويميز هاملتون بين ثلاثة أنواع من التعريفات : لفظية، وحقيقية، وتكوينية. فالأولى هي المتعلقة بمعافي الألفاظ، والثانية تتصل بطبيعة الشيء والثالثة نتصل بنشوء الشيء وحدوثه.

ويفرق ليار Liard بين التعريفات الهندسية، وهي التي تستخدم مادة للعلم وتكون إذن مقدمته، - وبين التعريفات التجريبية، وهي تلك التي تلخص المعارف التي حصلنا عليها بواسطة الاستقراء في علم من العلوم.

انظر أيضًا

كتب