تصورات جمعية

التصورات الجمعية (بالإنجليزية: Collective Representations) يشير هذا المصطلح ببساطة إلى الأفكار والمعتقدات والقيم التى تبلورها الجماعة، والتى لايمكن اختزالها إلى مكونات فردية. وتحتل التصورات الجمعية مكانه محورية فى سعى دوركايم عن مصادر التضامن الاجتماعى. وهو يرى فى كتابه الأشكال الأولية للحياة الدينية، الذى صدر عام 1912 أن هذه التصورات تظهر من خلال التفاعل الكثيف للشعائر الدينية، ولأنها أكثر غنى وثراءاً من الأنشطة الفردية، نجدها تكتسب وجوداً مستقلا عن الجماعة التى ظهرت فيها. ولاتساعد التصورات الجمعية على تنظيم العالم وتفسيره فحسب، ولكنها أيضا تعبر عن العلاقات الاجتماعية وترمز لها، وتفسرها. وقدحل مصطلح التصورات الجمعية محل مصطلح دوركايم السابق الوعى الجمعى، لأن مصطلح التصورات الجمعية يعمل على كبح وتحفيز الفعل الاجتماعى فى نفس الوقت. ومصدر قوة التصورات الجمعية أو سلطتها أنها كامنة داخل كل منا، وهى فى نفس الوقت تقع خارج الفرد. لقد فسر دوركايم التحولات الهامة فى القيم (مثل دعوة الثورة الفرنسية إلى قيم التنوير) بالإشارة إلى قوة "الحياة المشتركة" (أو الكثافة الدينامية)، حيث تكمن جذور العالم الدينى فى الحياة الجمعية، تاركا ماهو علمانى للفرد. فالاجتماع الإنسانى المكثف يولد التصورات الجمعية، التى تتجاوز تفكك الحياة الجمعية العليا باعتبارها شيئا مقدسا، ومن ثم معتقدات وقيما ورموزا ذات قوة أخلاقية قهرية ملزمة.