تشارلز رينوفييه
فيلسوف فرنسي، مؤسس مذهب «الشخصية» .
ولد في مونبلييه في ١٨١٥/١/١ وتعلم في مدرسة ^-¿Ecole Polytechnique حيث تخصص في الرياضيات والعلوم الطبيعية، وتأثر بأستاذيه أوجيست كونت وأنطوان كورنو Cournot .
وفي سنة ١٨٤٨ نشز كتابا بعنوان: المتن الجمهوري للانسان والمواطن»ع11000 républ cainde اعس420دعافيهإلى الاشتراكية. لكن إنقلاب ديسمبر سنة ١٨٥١ الذي قام به نابليون الثالث خيب آماله . ولم يتول أي منصب أكاديمي، بل انقطع للتأليف في الفلسفة.
وفي منة ١٨٦٧ بدأ يصدر هو وصديقه François Pillon حولية فلسفية بعنوان: «الحولية الفلسفية«- L'année philosophique، وفيها كان ينشر أفكاره ومذهبه
وظل نشيط الانتاج حتى توفي في أول سبتمبر سنة ١٩٠٣ في باريس.
مذهبه
١ - النبية والظاهرية:
كان لقراءة كتب كنت Kant الأثر الحاسم في تطور فكر رنوفييه، مما جعله يتصور مهمته أنها مواصلة كنت، ولكن على نحوفيه تجديدللكنتية. وفي هذا يقول في مقدمة كتابه الرئيسي : «بحث في النقد العام»: «إني أصرح وضوح بأنني إنما أتابع كنت. وكما أن الطموح أمر ضروري لدى كل من يود عرض أفكاره على الناس، فإني أطمح إلى أن أتابع - بجد - في فرنسا عمل ا لنقد غيرا لناجح في المانيا"( صفحة يه، با ريس سنة ١٨٥٤ ).
لكنه في الوقت نفسه تأثر بوضعية استاذه أوجيست كونت. ومن هنا يرى مع الوضعيين «إمكان رد المعرفة إلى قوانين الظواهر» والمعرفة عنده محدودة بالظواهر، وتتعلق بالظواهر. ومن هنا ينعت مذهبه أيضاً بنعت مذهب الظواهر phénoménisme. ويرفض فكرة الشيء في ذاته عند كنت. فالظواهر - في نظره - ليست ظواهر لأشياء في ذاتها كا يقول كنت، بلهي تمثل ذاتها، وهي جزء من التجربة وكل الوقائع
هي ظواهر لنفسها، لا لأشياء. ومن هنا لا يوجد مكان في ذاته، ولا زمان في ذاته. وكل ما في التجربة هو علاقات أو إضافات. ولذا يرى أن الفكر في ذاته، أو الجوهر في ذاته، وما شاكل ذلك مجرد أوهام ميتافيزيقية كخرافات الشعوب البدائية وتعويذاتهم. وتبعاً لذلك لا يوجد «مطلق،، بل كل شيء نسبي إلى غيره وعلاقته به، وبالجملة: إضافة relation . . ولذا يقول: اكل شيء نسبي : هذه الكلمة الكبرى للشك، هذه الكلمة الأخيرة لفلسفة العقل المحض في العصر القديم، ينبغي ان تكون الكلمة الأولى في المنهج الحديث، وبالتالي في العلم، فهي التي ترسم الطريق خارج ميدان الأوهام، (الكتاب نفسه، ص ١١١ ).
ويرى أن الغرض من المعرفة هوإدراك قوانين الظواهر، ويريد أن يستبدل بفكرة الجوهر : «فكرة القانون» ولوظيفة» بالمعنى العلمي . ويقصد ب «القانون» ظاهرة مركبة، تحدث أو تستحدث على نحوثابت، وتمثل علاقة مشتركة لروابط ظواهر أخرى عديدة» ( الكتاب نفسه، ص١٢٣ ) . والنظام الموضوعي كله هو تركيب لروابط وتركيب لقوانين. ومهمة العلوم في مجموعها هي التشييد التدريجي لهذه التركيبات. وبالجملة فإن مبدأ المعرفة هو العلم، وغاية المعرفة هي قوانين الظواهر.
وينعى رنوفييه على كنت أنه لم يتخلص نهائيا من الأفكار الميتافيزيقية، ولهذا يقول عن فلسفة كنت انها «تضع مكان الجه اهر القديمة كائنات في ذاتها لا ندري ما هي، وأشياء في ذاتها noumenes مجهولة، ومن فوقها تضع اللامشروط المحض على أنه الحقيقة العليا، وتنزل الى مستوى الحقيقة الاقعية التجريبية - القليلة الاختلاف عن الوهم - كل ما هوظاهرة، وبالتالي الشخص الحقيقي الذي كل أحواله ظاهرية ونسبية» (مقدمة كتاب «الشخصية» ، باريس سنة ١٩٠٣ ). ولهذا يقول فوييه عن رنوفييه «إنه وقد تبين في العالم بقية من الميتافيزيقا الحقيقية، نبذهاولهذا أنزل الكنتية من السماء إلى الأرض، من المنطقة العالية للأشياء، في ذاتها إلى المنطفة المحايثة للظواهر» (فوييه Fouillée : « الكنتية المحدثة في فرنسا» مقال في ,المجلة الفلسفية« سنة ١٨٨١ ص٣) .
؟,الشخصية:
ومما يأخذه على كنت أيضا أن كنت أنكر الشخصية لكنه يفهم الشخصية فهما خاصا، ويسمى مذهبه باسم الشخصية أو الشخصانية personalisme وخلاصة هذا المذهب كما قدمها رنوفييه نفسه هي :
نوفييه
اكل معرفة هي واقعة في الشعور(الوعي) تفترض ذاتا، اعني الشعور نفسه متمثلا. وكل امتثال هو رابطة، أومجموعة من الروابط التي يجمعها قانون. والقانون إضافة (=علاقة) عامة. وأعم الاضافات - والتي تفترضها سائرها-هي الاضافة نفسها. وهذه المقولة الأولى، منظورا اليها لا بطريقة مجردة ولكن في مسرح امتثال حي، هي قانون الشعور، أو الشخصية، التي تشمل، في وقت واحد على أب ادواتها في المعرفة وشكلها : الزمان والمكان، والكيف، والكم، والعلية، والغائية. ودائرة المقولات، كما تؤلفها في الترتيب الكلي المجرد، تنفتح وتنغلق في المجال الفردي، الذي هو أيضا الأشمل على طريقته، أي الشعور الذي فيه تتحدد وتتنسق كل العلاقات الممكنة» (الكتاب نفسه ص٧1).
٣-امقولات:
ومن هنا جاء رنوفييه بلوحة مقولات تختلف تماما عن تلك التي وضعها كنت. ويرى أن هذه المقولات اساسية لا تقبل أن ترد إلى غيرها، إنها قوانين تكوينية للامتثال تسودها المقولة العامة للاضافة relation وكل واحدة من هذه المقولات تتألف من: موضوع- ونقيض موضوع- ومركب موضوع. وهاك لوحة جهذه المقولات :
مركب الموضوع عيص الموضوع الموضوع المقولات
التعين الهوية التمييز الاضافة
الشمول الكثرة الوحدة العدد
الانداد المكان فترة) النقطة (الحدية) الوضع
المدة الزمان فترة) الان (الحذي) التوالي
النوع الجنس الاختلاف الكيف
التغير اللاعلاقة اللاية الصيرورة
القوة القدرة الفعل العلية
الانفعال الميل الحالة العائية
الثعور اللاذات الذات الشخصية
٤-:
ويبني رنوفييه الحرية على اسس نفسانية . فهو يؤكد أن تطور الارادةهوالانتقال من التلقائية البيطة إلى التلقائية الحرة التي تؤذن ببلوغ الشعور الانساني حضن الطبيعة. ولذا نراه
يهاجم نظريةتداعي المعافي والنزعة الحسية. يقول: «إن كل احساس يتضمن الذات واللاذات، بدرجة ما، والشعور وبعبارة اخرى: لا يوجد احساس دون نوع من الادراك الحسي، إذا فهمنا من هذه الكلمة الأخرى القول باموضوع الملقى في الشعور. وليس ثم إدراك دون تطبيق- واضح او غامض - للمقولات» («بحث في علم النفس العقلي» باريس، سنة ١٩١٢ ج١ ص٥٩) إن علم انض التجريبي empirique يعتقد انه يستطيع أن يلاحظ الوقائع الباطنة وأن يصنفها، لكن الملاحظة في جاجة إلى موضوعات صامدة، والتحليل في حاجة إلى خيطحاد، ولا مفر من السوابق التركيبية. والوقائع العامة التي تسمى «مقولات» تشهد على وجودها في كل لحظة من لحظات الملاحظة المزعومة، وعبثا تحاول استنباطها (الكتاب نفسهج ١ ص٦٢).
وهويرفض الجبرية، كما يرفض الفكرةالنومينائيةللحرية عند كنت ويقول: «لقد تبين لنا أن الضرورة لا تقبل البرهنة عليها، وأن الحرية، وهي ايضا لا تقبل البرهنة، تجمع احتمالات كبيرة لصالحها من الناحية التحليلية والبعدية للظواهر. والحرية في جوهرها تنتسب إلى الغريزة الانسانية والعقل العلمي . إن الحرية شرط لأخلاقية الأفعال بحكم الفاعل. والحرية هي وحدها التي تفسر وجود الخطأ في العالم، وهي وحدها التي تقرر الامكان الأخلاقي لبلوغ الحق بالتطبيق المثابرلشعورمستيقظ دائما. والحرية - أخيرا - إذا كنت أؤكدها فلأنها حياة شخصي وحياة العلم الذي أسعى لتحصيله، (الكتاب نفسه، ج ٢ ص ٥٧).
ويؤكد رنوفييه أن «الحرية هي اماهية الأخيرة والجوهر الأصفى للشخصية الانسانية» (ج ٢ ص ١٠٢)، كما يؤكد الحرية في الأحداث التاريخية وانتفاء الجبرية والحتمية في مجرى التاريخ ويستبدل بالنظرة التركيبية للتاريخ - كما نجدها عند هيجل - نظرة تحليلية.
ولايضاح دور الحرية في احداث التاريخ، كتب رنوفييه قصة تاريخية بعنوان: «لا في زمان» Uchronie، فيها يرسم «مخططا تاريخيا لتطور الحضارة الأوروبية كما لم يحدث وكما كان من الممكن أن يحدث» .كما ورد في عنواغها الفرعي. وفي هذه القصة يريد أن يبين أنه «لوكان الناس قد آمنوا إيمانا راسخا صلبا بتجربتهم في عصر من العصور، بدلا من الاقتراب من الايمان بالحرية ببطء شديد، وعلى نحوغيرمشعور به، وبتقدم
الرراية
٥٢٧
لعله أن يكون جوهر التقدم نفسه - إذن لكان وجه العالم قد تغير منذ ذلك العصر تغيرا مفاجئا» («لا في زمان» ص1) . وذلك لأن الحروب الدينية ما كانت لتقوم بسبب التسامح العام نتيجة احترام مشاعر إلآخرين ومعتقداتهم، كذلك كانت الحروب التجارية ستنتهي إذ سيتبين للدول أن من المستحيل احتكار الخيرات، كذلك الحروب لوطنية للسيطرة على الدول الأخرى كانت ستخلي مكاغها لتصور عادل لكل حكومة داخل اراضيها .
ه-الأخلاق:
ويحاول رنوفييه إيجاد أخلاق على أساس علمي، ويقصد من ذلك تشييدها على أساس الفلسفة النقدية التي نادى بها. يقول : «إن الانسان قد منحعقلا، ويعتقد أنهحر» - والعقل والحرية اساسان كافيان لقيام الأخلاق . فالسلوك يكون أخلاقيا إذاأملى العقل قواعد لسلوك. ويربط بين الواجب والفضيلةعلى أساس أن الفاعل الأخلاقي يرجع إلى الأفضل بين الخيرات والأ فضل هوالموافق للعقل، ويقرر، مع كنت، الاستقلال لذا تي. للارادة، كما يعزو إلى استقلال الارادة أهمية صورية محضة.
ويطرح مذهب المنفعة، ويرد الجزاء في الأخلاق إلى شعور الضمير: بالرضا إن كان الفعل حسنا، والتأنيب إن كان شريرا، ولا جزاء غير ذلك.
ويحرص على توكيد فكرة السلام بوصفه غاية عظمى للاخلاق. يقول: «إن السلام، في جوهره، حالة للعلاقات الانسانية فيها ليس فقط يدرك لانسان أن عليه تجاه الغير ما عليه تجاه نفسه، بل فيها أيضا يدرك الانسان في الأحوال الجزئية كل ماعليه وكل ماله, (اعلم الأخلاق، ص٠٩ ٢ ، باريس سنة ١٩.٨).
ويرى في الكمال الأخلاقي ذلك المطلق الذي طرده من ميدان ا وجود.
مؤلفاته
— Essais de critique generale, 4 volumes, 1854.64
— Science de 10 morale, 1869.
— Esquisse d'une classification systématique ع doc-trines philosophiques, 2 vols, 1685-6.
— Philosophie analytique ل !'histoire, 4 volumes 1896-
— (avec 1. 121) La nouvelle monadologie, 1899.
— Les Dilemmes de la Métaphisique pure, 1900.
— Uchronie (1876. anonyme; 2٤ ed. 1901).
— Le personnalisme, 1903.
— Critique de la doctrine de Kant, publie 02[ L. 10121, 1906.