تجمع ديوانية فيصل الصانع

تجمع ديوانية فيصل الصانع، هو التجمع السادس لتكتل النواب في دواوين الأثنين في يوم 17 يناير 1990 في ديوانية فيصل الصانع.

الأحداث

استدعى في صباح يوم الاثنين مدير أمن محافظة العاصمة أحمد الرجيب فيصل الصانع وطلب منه إلغاء الندوة التي لديه الليلة، ورفض فيصل الصانع هذا الأمر وقال بأنه لديه ديوانية مفتوحة للناس، وفقال أحمد الرجيب بأن سبب طلبه إلغاء الندوة بأن لا يريد بأن يقول الناس بأن السلطات الأمنية تمنع إقامة الندوات، وانتهى اللقاء عن هذا الأمر، وفي الظهيرة وجدت قوات الأمن محيطة بالديوانية وفرضت سياجا حديديا من الأسلاك حول الديوانية لتمنع الدخول إليها، وبفرض الحاجز احتجز فيصل الصانع داخل الديوانية وخالد الوسمي عضو مجموعة ال45 وأربعين شخص غيرهم في الديوانية ممن تواجدوا باكرا في الديوانية، وانتشرت قوات الأمن في الشوارع المحيطة في تكرار لما حدث في تجمع الجهراء مما أرسى مخاوف لدى بعض الموجودين من صدام جديد مع قوات الأمن، ومع مغيب الشمس واقتراب موعد التجمع أغلقت قوات الأمن جميع مداخل ومخارج منطقة كيفان لمنع دخول غير قاطني كيفان، ولكن الناس استطاعوا اختراق الحاجز الأمني ودخلوا المنطقة وبدؤوا بالوصول إلى الديوانية ولكنهم فوجئوا بالأسلاك حول الديوانية، فتوجه صالح الفضالة ومبارك الدويلة وأحمد الربعي وأحمد باقر ويعقوب حياتي إلى أحد ضباط القوات الخاصة طالبين منه السماح للمواطنين بالوصول إلى الديوانية ولكنه رد عليهم بالقول: لدي تعليمات بمنع الناس من الوصول إلى الديوانية، ورفض تلبية طلبهم [١].

وعندما بدأ الليل بالحلول، تم وضع أغنية وسط القلوب يا كويتنا لعوض دوخي في سماعات فوق سطح الديوانية وبدأ الناس بالتدفق إلى الديوانية وقد قدر العدد ب9000 شخص وكان منهم 150 امرأة، وهو أكبر وجود نسائي في أي من تجمعات الأثنين، وقد اتفق النواب على تجميع الناس بالشارع الموازي للديوانية ونقل التجمع من الديوانية إلى الساحة، واصطف الناس في المساحة الترابية الصغيرة إلى أن أغلقوا الشارع بسبب كثافتهم، وبعدها بدأ أحمد السعدون بالتحدث إلى الجماهير بواسطة مكبر صوت يدوي، وطلب من الجماهير الجلوس على الأرض، وقد استهل كلمته بالأسف على منع الناس من الدخول إلى الديوانية وهي المرة الثالثة التي تحدث بعد ديوانية العنجري وديوانية الشريعان، وأكد بأن ما يدفع الناس للحضور إلى هذه التجمعات هو حب الكويت، وقال بأن حب الكويت لا يمكن أن يكون مجرد شعار يرفع أو كلمة تردد وإنما حب الكويت يكون بحب دستورها والتعلق به وحب نظام حكمها، مؤكدا بأن شكل الدولة في الكويت وراثي في ذرية مبارك الصباح، فصفق الجمهور له، وأكمل أحمد السعدون: وأؤكد أيضا أنه لا يمكن القبول ولا التجاوز ولا بأي شكل من الأشكال على المادة السادسة من الدستور التي تقول بأن نظام الحكم في الكويت ديمقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وفصفق الجمهور له ثانية، وأضاف أحمد السعدون: هذا الكلام لا نقوله خشية أو مجاملة أو نفاق وإنما نقوله التزاما بعهد ووعد ونقوله التزاما بميثاق، وقد كشف أحمد السعدون عن الاجتماع الذي تم من قبل كتلة النواب قبل يوم من هذا الاجتماع، حيث قال أحد النواب بأن وزير الداخلية قد استدعاه لينقل له ما يقال في التجمع، وقد أبلغنا زميلنا بأننا نود بأن ينقل إلى وزير الداخلية دعوة صادقة من أخوانه وزملاؤه لحضور جميع اجتماعاتنا، فصفق الناس، وأكمل أحمد السعدون: وإن لم تكن هذه الدعوة قد وصلت إليه فنحن نريد لكل من يسمعها أن يوصلها إلى وزير الداخلية وهي والله دعوة صادقة له، ولعل أقرب لقاء لنا ندعوه إليه هو يوم غد على الغداء بإذن الله في في الديوان عندي [١].

وكانت أجواء التجمع مشحونة وتحمل روح الانتصار لدى الموجودين بعد أحداث يوم الأربعاء وإطلاق سراح أحمد الشريعان، وقد حرص أحمد السعدون على تهدئة الأجواء وطلب من الحضور الإذعان للإجراءات الأمنية وقال: بينما نرى هذه المظاهرة غير المستحبة وأقصد بها الأسلاك الشائكة وورائها أخوة أفاضل لنا يلبسون الزي العسكري ويؤلمنا ذلك لأنهم أخوة أفاضل، إلا أن ما يسعدنا هو التزامكم والتزامنا جميعا بالرغم من قناعتنا بأن هذا الأمر غير مستحب، إلى أن المهم جدا أن نلتزم بألا يتجاوز أي واحد منا ما منعنا عنه، لأننا إذا كنا نطالب بالدستور فإننا نحترم أيضا بعض الإجراءات حتى وإن كانت هذه الإجراءات غير مستحبة وحتى وإن كانت هذه الإجراءات نعتبرها غير قانونية. وفي نهاية حديثه، حرص أحمد السعدون على إعلام الجماهير بأن اللقاء في الأثنين القادم سيكون عند عباس حبيب المسيلم في منطقة الفروانية [١]

وبعده تحدث عبد الله النفيسي الذي أشار إلى الخيارات التي تواجهها البلاد فقال: فالخيار الأول هو خيار السلطة غير المقيدة حيث يتركز القرار بيد أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة، يمنحون ويمنعون، ينهون ويأمرون، ويوزعون النفوذ والثروة على من يشاؤون دون رقيب ولا حسيب. فقام الجمهور بالتصفيق. وأكمل: أيها الإخوة، في ظل السلطة غير المقيدة ينتهك المال العام، ويتمهد الطريق للتفاوت الكبير بين فئات الناس في الدخول والممتلكات والامتيازات، ويأخذ من لا يستحقون مالاً ويحرم من يستحق، وفي ظل السلطة غير المقيدة تنمو طبقة من الطحالب والمنافقين والسحرة الذين يزينون كل قبيح ويقبحون كل جميل، في ظل السلطة غير المقيدة تنتهك حقوق الإنسان وحرياته، وفي ظل السلطة غير المقيدة تتعطل استقلالية القضاء وتجرح حرمته وحياديته، ويتوقف تنفيذ الأحكام إن كانت تنصف الضعيف من القوي، في ظل السلطة غير المقيدة تتحول الصحافة من وسيلة إعلام للناس إلى وسيلة دعاية للنظام، وفي ظل السلطة غير المقيدة تتحول عملية التشريع من سن للقوانين التي تحمي المصالح العامة إلى سن للقوانين التي تحمي المصالح الخاصة. أما الخيار الثاني وهو الخيار المضيء المنير الذي يبشر به هذا التحرك الشعبي السلمي العلني، فهو خيار السلطة المقيدة بدستور 1962 الذي وضعه المجلس التأسيسي المنتخب مباشرة من الشعب الكويتي صبيحة 30/12/1961 وذلك في عهد المرحوم عبد الله السالم الصباح. وأكمل عبد الله النفيسي أن أي عبث بالدستور هو عبث بإستقرار الكويت وقال بأن الأزمة الحالية لا تحل إلى بالدعوة إلى انتخابات جديدة يقرر فيها الشعب مصيرة بيده دون العبث بقانون الانتخابات أو بالدوائر الانتخابية [١].

وعاد أحمد السعدون ليتسلم مكبر الصوت اليدوي، ووجه الشكر إلى الإخوة العسكريين الذين اضطروا وبكل أسف أن يتواجدوا قبلنا بساعات ولكن ليس هذا منا، فلعلهم سمعوا ما قلنا... والله لو كنا داخل الديوان لأرحناهم أو لأراحوا من كلفهم، فما كان سيقال ليس أكثر مما قيل في هذا المكان، وشكرا أيضا فيصل الصانع الذي لا يستطيع أن يقف معنا لأنه محاصر داخل الديوان، وشكر أيضا الحضور النسائي وقال: لنسائنا من أخوات وزوجات وأمهات فاضلات. فصفقت الجماهير طويلا للحضور النسائي [١].

صيحات الجماهير في تجمع كيفان

وحدة وحدة وطنية مجلس أمة وحرية
الكرامة والأفكار ما تنشرى بالدينار
لا تعديل لا تنقيح إن طاح الدستور نطيح
ما نلف ما ندور ما نبي غير الدستور
قالو عنا قوم مكاري يابوا قوات الطواري
لازم يرجع لنا الحين دستور اثنين وستين
شعبنا ويا نوابه مجلس بانت أبوابه
تطالبونا بالقانون وانتو عطلتوا الدستور
ديمقراطية الكويت تراها مطلب كل بيت
لا شرطة ولا حراس يطقون عيال الناس

مراجع