تاريخ حلب
تعتبر حلب أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان, اشتهرت حلب الشهباء بانها مدينة العراقة والعاصمة الاقتصادية لسوريا عبر تاريخها, وهي تقع في شمال غرب سوريا على مقربة من تركيا,و تعد حلب إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم فهي ماهولة منذ تاسيسها عام عشرة آلاف سنة ق.م وومرت بعدة مراحل واحداث عبر تاريخها العريق.
عصور ما قبل التاريخ
تدل عدة دراسات على ان مدينة حلب ماهولة بالسكان منذ عشرات آلاف السنين السنين مما يجعلها مرجعا للعلماء من كافة أنحاء المعمورة وتشير أغلب المصادر إلى أن باني حلب الأول هو بلوكوش الموصلي أحد ملوك أشور وتحدد فترة حكمه 3962 سنة لآدم أبو البشر.[١] وتم اكتشاف قرية تل مريبط القريبة من وادي الفرات بحلب وفيها اثار تعود للعام 11 الف قبل الميلاد مما يجعلها اقدم منطقة معروفة في سوريا. [٢]
بداية العصر البرونزي
لم تكن حلب مدينة خلال الالف الثالث قبل الميلاد بل كانت مركزا لعبادة اله الطقس انذاك, وكانت مملكة مستقلة على روابط وثيقة مع مملكة إبلا, وكان الآكاديون يدعونها أرمان, ويقال ان الاكاد دمرو كل من أرمان وأيبلا في القرن 23 قبل الميلاد, على كل بعض التنقيبات في حلب كشفت ان بعض المناطق المجاورة للمدينة كانت مزدهرة في العصر البرونزي القديم الرابع. [٣] [٤]
العصر البرونزي المتوسط
أثناء الحضارة البابلية وازدهارها, تم تسمية حلب بحلبا لاول مرة, وكانت عاصمة العموريين في مملكة يمحاض, وعرفت بمملكة حلب وكانت احدى أقوى ممالك المنطقة, ثم تم تدمير يمحاض من قبل الحثيين تحت قيادة مرسيليس الأول في القرن الـ 16 قبل الميلاد، إلا أنها مالبثت ان استعادت دورها بعدما خف النفوذ الحيثي في المنطقة.[٥]
العصر البرونزي المتأخر
قام الملك الميتاني بارشطار ملك إحدى الممالك الحورية باستغلال الفراغ الناجم عن ضعف الحثيين، وغزا حلب في القرن ال 15 عشر قبل الميلاد، لتجد حلب نفسها على خط المواجهة ما بين مملكة مصر ومملكة الميتانيين وليستيعد الملك الحثي سبليلماس الأول حلب من بين أيدي الميتانيين في القرن 14 قبل الميلاد، فقد كان لحلب أهمية مقدسة لدى الحثيين وغدت مركز عبادة إله العاصفة المقدس.
العصر الحديدي
أصبحت حلب جزء من مملكة تل رفعت احدى الممالك الآرامية بعد انهيار الحيثيين في القرن 12 قبل الميلاد, لتصبح بعد ذلك هي العاصمة للمملكة الآرامية. في نهايات القرن 9 قبل الميلاد، أصبحت حلب قسماً من الامبراطورية الآشورية الثانية، قبل أن تسقط في يد المملكة البابلية الثانية، والامبراطورية الأخمينيية الفارسية.
العهد الهيليني والروماني والفارسي
ستولى الإسكندر المقدوني على المدينة عام 333 ق.م، ليقيم سلوقس نيكاتور مستعمرةً هيلينية في المدينة بين 301-286 قبل الميلاد، وسماها بيرويا على اسم مدينة بيرويا في مقدونيا. تاسست خلالها المدينة من جديد، استمرت بيرويا تحت حكم السلوقيين مدة 300 عام حتى سلمها آخر سلالتهم للقائد بومبيوس الكبير عام 64 قبل الميلاد، واصبحت جزءاً من مقاطعة سوريا الرومانية. ظلت المدينة تحت الحكم الروماني ثلاثة قرونٍ أخرى، رغم أن روما لم تفرض عليها أسلوب الإدراة الرومانية نظراً لأنها مقاطعة إغريقية قديمة يتكلم سكانها اللغة اليونانية. كانت حلب وقتها أو بيرويا المدينة الثانية من حيث الأهمية في سوريا بعد أنطاكية في القرن 6. وتحفل المنطقة بالعديد من اللقى الأثرية والأديرة والكنائس لعل أشهرها دير مار سمعان العمودي أو سان سيمون[٦]، وضريح مار مارون حيث يوجد قبر مؤسس الطائفة القديس مارون في منطقة براد غرب حلب. ذكرت بيرويا أيضاً مرتين في العهد القديم في السفر 3:13، حافظت حلب على اسمها القديم "بيرويا" في العهد الروماني واستعادت اسمها في العهد البيزنطي، وفي عام (540) م استطاع الملك الساساني ( خسرو / كسرى ) الأول فتحها فخربها وتركها قاعاً صفصفا ثم أعيد بناء المدينة في عهد جستنيان البيزنطي (عام 518-565) وحصنها بسور مبني من حجر .[٧]
العهد الإسلامي
كانت مرحلة مفصلية في تاريخ حلب عندما دخلت اليها جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد من باب انطاكية عام 637 م، واستطاع الفاتحون المسلمون العرب نشر اللغة العربية الفصحى في المدينة بعد ان كانت لغتها سريانية غير بعيدة عن لغتهم، وشهدت حلب نهاية العهد العباسي طفرة كبيرة على كافة المستويات الفكرية والحضارية والثقافية، تميزت خلاله بصناعة الالبسة وبناء العمارات العالية والمساجد الفريدة، واقوى ذكر تاريخي لحلب عندما صارت عاصمة الحمدانيين بقيادة سيف الدولة الحمداني الذي بناها وجعلها عاصمة الفن والشعراء والادباء، ويكفي حلب فخرا ان امتدحها نجم البلاط الحمداني ابو الطيب المتنبي عندما قال: (كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وانت السبيل) . و تعرضت المدينة لحصار خانق من الرومان عام 353ه انتهى باحتلالها وحرقها وتدميرها وافقارها من اهلها ما بين قتيل واسير، وعندما عاد سيف الدولة الى مدينته -حيث انه كان غائبا عنها اثناء فترة الحصار- ووجدها خاوية على عروشها قام باعادة بنائها واستقدم بعض من اهالي قنسرين ليساعدوه في اعادة حلب الى مجدها، ثم توفي سيف الدولة بعدها ليترك حلب قرنين من الضياع والفوضى، توالى خلاله على حكمها الفاطميون والمرداسيون وفترة تزايد خلالها النفوذ التركي فيها والسلاجقة و شهدت المدينة خلال هذه الفترة خضاعا حزينا للروم ثم اتت الحملات الصليبية التي اجتاحت حلب عام 1108م. ولم ينته عصر الفوضى والضياع الا بظهور الأمير عماد الدين وابنه نور الدين الزنكي حينها أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة، فقد بدأت أحوال حلب بالتحسن وزال عنها الضيم، ثم جاء زلزال حلب المدمر عام 1138م الذي يعد رابع اقوى زلزال في التاريخ من حيث الخسائر وراح ضحيته اكثر من 230 الف انسان ناهيك عن الدمار الشبه كامل الذي حل بالمدينة، وقد قام نور الدين على إثر هذا الزلزال بأعمال عمرانية كبيرة داخل المدينة وفي الأسوار فأعاد بناء القلعة حتى أخذت شكلها النهائي الذي نراها عليه اليوم تقريبا.[٨]
العهد الايوبي
بعد انتهاء الفترة النورية ضمت حلب إلى الحكم الأيوبي على يد صلاح الدين الأيوبي فأسس الملك غازي بن صلاح الدين مملكة قوية شهدت خلالها مدينة حلب تظاهرة علمية فريدة فبنوا البيمارستانات والمدارس ، فمعظم المباني الأثرية في حلب تعود للفترة النورية الأيوبية وفي عام 1260م تعرضت حلب للهجوم على يد المغول وقائدهم هولاكو فاحتلت المدينة بعد حصار دام عدة أيام ،استقلت حلب عن الدولة المملوكية المركزية في القاهرة عندما قام الملك الظاهر بيبرس المملوكي بإعلان الانفصال، وأرسل قواته في خريف عام 1261 لاستعادة المدينة. في تشرين الأول لعام 1271م هاجم المغول مرةً أخرى حلب بجيشٍ يضم عشرة آلاف فارس قادمين من الأناضول بعد هزيمتهم للتركمان الذي حاولوا المساعدة في حماية المدينة، ونجحوا في احتلالها وتقدموا نحو حماه، لكن الظاهر بيبرس أعد جيشاً قوريا تمكن من إجبار المغول عن الجلاء عن حلب مرة أخرى. استولى المغول مجدداً على المدينة في 20 تشرين الأول 1280 وعاثوا فيها فساداً وتدميراً في الجوامع والأسواق، وهرب السكان نحو دمشق، ليقوم القائد المملوكي سيف الدين قلاوون بتجهيز قواته للرد، وما إنو رأى المغول الجحافل تتقدم حتى تراجعو هرباً إلى ما بعد نهر الفرات.، ولكن المغول لم يبقوا طويلاَ حتى تم طردهم على إثر معركة عين جالوت عام 1212م ولكن غارات المغول لم تنتهي فقد تعرضت حلب لهجومهم في الأعوام التالية 1300 -1301-1302-1304م ،وفي عام 1400م تعرضت المدينة للهجوم على يد تيمورلنك فهدم السور وأجزاء كبيرة من الأحياء فنهبها وأخذ معه إلى سمرقند ما فيها من أيدي ماهرة وصناع ,بعد إباحتها لجنده ثلاثة أيام ويقال انه قام ببناء تلة من جمجمة 20 الف ضحية. [٩] وبعد طردهم من حلب آلت للحكم المملوكي، و عاد السكان المسلمون خاصةً ليحتموا في المدينة، أما المسيحيون فقد قام بعضهم ممن لم يستطيعوا الدخول مرة أخرى بإنشاء حي جديد عام 1420م خارج حدود السور الشمالي تم تسميته بالحي الجديد أو الجديدة. ولعبوا دور همزة الوصل في التجارة بين تجار حلب والمحيط الخارجي لتمتعهم بحماية نسبية من قبل الممالك الصليبية في القدس وانطاكية.[١٠]
المراجع
- ^ .http://www.startimes.com/f.aspx?t=14123488
- ^ http://www.culture-reflection.net/forum/showthread.php?t=1909
- ^ http://www.startimes.com/f.aspx?t=14123488
- ^ http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8#cite_note-6
- ^ http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8#cite_note-Hawkins.2C_John_David_2000_p.388-7
- ^ http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AD%D9%84%D8%A8&stable=0&shownotice=1#cite_note-Phenix.2C_Robert_R._2008-9
- ^ http://www.panoramaline.com/aleppo-arab.htm
- ^ http://travel.maktoob.com/vb/travel135901/
- ^ http://everything2.com/index.pl?node=Battle%20of%20Aleppo
- ^ http://www.culture-reflection.net/forum/showthread.php?t=1909