بنجامين راونتري
بنجامين راونتري (بالإنجليزية: Benjamin Seebohm Rowntree) (7 يوليو 1871 - 7 أكتوبر 1954) هو مدير ورئيس لشركة راونترى لتصنيع الشيكولاته فى مدينة يورك (فى الفترة من 1923 حتى 1941)، كما كان إلى جانب ذلك مصلحاً اجتماعياً، ومحباً للأعمال الخيرية، وباحثا اجتماعيا له اهتمامات قوية بالإدارة العمالية والصناعية، وبمسألة الفقر. وهو من المعروفين جيدا لدى علماء الاجتماع لدراساته الإمبيريقية الممفصلة عن الفقر فى مدينة يورك.
وترجع نزعته الإصلاحية فى كثير منها إلى أصوله المنتمية الى جماعة الكويكرز أو المصحابيين، وإلى التأثير القوى لأفكار والده عليه. وقد التحق راونترى بأسرة رجال الأعمال منذ سن الثامنة عشر، ثم أصبح أول مدير لشنون العمال بالشركة، حيث نفذ عددا من الاجراءات الإصلاحية منها: تحديد يوم العمل بثمانى ساعات فى اليوم (1896م) ونظام للمعاشات (1906) وتحديد أيام العمل بخمسة أيام فى الأسبوع (44 ساعة) وتشكيل مجالس للعمل (1919) وإنشاء قسم نفسى بالشركة (1922) ونظام المشاركة فى الأرباح فى السنة التالية لها. وقد اعتمدت هذه التغيرات على اهتمامات راونترى باحتياجات العمال، فقد كان يؤمن أن توفير الرعاية لهم يمكن أن يزيد من الكفاءة الصناعية. وهذه فلسفة فى الإدارة العلمية طرحت فى عدة كتب منها: الاحتياجات الإنسانية للعمال، الصادر عام 1918.
وقد قرر راونترى - متأثراً فى ذلك بدراسات تشالز بوث عن الفقر فى لندن - أن يتحقق من حجم الفقر فى مدينة يورك، حيث نفذ أول مسح له عن الفقر فى عامى 1898/1897 نشرها تحت عنوان "الفقر: دراسة فى حياة مدينة" صدر عام 1901. وقد تبنى راونترى تعريفا للفقر يرتبط بمفهوم الكفاف، فى محاولة لقياس الموارد الضرورية للإبقاء على كفاءة أداء الجسم لوظائفه. وقد ميز بين الفقر الأولى (حيث لا تكفى الموارد المتاحة للحفاظ على تلك الكفاءة الجسمية) والفقر الثانوى (حيث تكون الموارد كافية، ولكنها تصرف فى أوجه أخرى)، وهو تمييز أدرك راونترى بعد ذلك أنه يثير مشكلات. وقد أوضحت الدراسة الأولى أن حوالى 15% من المبحوثين يقعون فى دائرة الفقر الأولى، و لكن دراساته اللاحقة التى أجريت فى سنة 1936، ثم فى سنة 1950طبقت مقاييس معدلة إلى حد ما، وأظهرت أن هناك بعض الانخفاض فى حجم الفقر.