بل كانتو
بل كانتو (بالإيطالية: Bel canto) (بالإيطالية: الغناء الجميل)، هي مصطلح موسيقي إيطالي، يعني «فن وعلم التقنيات الصوتية» أو أسلوب الغناء الجميل، اشتهرت به المدرسة الإيطالية، يتميز أداؤه بالشجن ويهدف إلى التأثير العاطفي بعيدًا عن الدرامية.
نشأ هذا الأسلوب في إيطاليا خلال أواخر القرن السابع عشر ووصل ذروته في مطلع القرن التاسع عشر خلال حقبة البل كانتو. أحسن من مثل هذا في مسرحياتهم: روسيني (1792-1868)، بيلليني (1801-1835) ودونيزيتي (1797-1848)، صُقل هذا الأسلوب في الفترة ما بين العامين 1810 و1830.
نبذة تاريخية
لم يكن المزاج الإيطالي المتقلب ليعبر طويلاً على الزهد والفقر الميلودي والجفاف اللحني والاسترسال الإيقاعي والإلقائي للريستاتيفو، وهي المبادئ التي قامت عليها أفكار جماعة الكاميراتا انما كانت لههم نزعاتهم إلى تمجيد اللحن العذب والصوت الجميل. وما أن جاء منتصف القرن السابع عشر حتى تخلص مؤلفي الأوبرا من المبادئ الصارمة لإخضاع الموسيقى للدراما، بل أتاحوا الفرصة لزيادة العناية بالعذوبة الغنائية وأصبحت التفرقة بين الريستاتيف والآريا أكبر وضوحاً، وأصبح للنص الشعري وظيفة مزدوجة، فهو يروي القصة أي الرواية أما الشعر فهو يهيئ الخلفية العاطفية لها وهذه التفرقة أدت أيضاً إلى ضرورة استخدام صيغتين منفصلتين في الخط الغنائي الهوموفوني هما:-
1 - الريستاتيف الذي أصبح مجرد إلقاء موسيقي.
2 - الآريا التي تتخذ صفات بنائية وإيقاعية مميزة على صيغة ثلاثية وبغنائيه عريضه في استطالة وعذوبة.
وبدأ بذلك يتحد أسلوب ال Bel Canto الذي ميز الأوبرا الايطالية عن سائر الأوبرات الأوربية.
وهكذا أثر الذوق الايطالي على الأوبرا وساعد على تخليص الموسيقى من سيطرة الشعر الذي كان قد طغى بشكل شديد على الموسيقى وحقق التوازن والتوازي بين القيم الأدبية والموسيقية وأصبحت الآريات بسيطة جميلة ناعمة وغلب أيضاً استعمال الميزان الثلاثي بسلاسته وعذوبته وأصبح الأسلوب الهارموني للآريات أبسط كما تحددت القفلات الموسيقية تأصيلاً لوظيفة الدرجة الرابعة والخامسة في السلم أي في استخدام القفلات التامة التي كانت تستعمل بكثرة في القفلات والكاونترات والآريات التي تمثل في العادة المم العاطفية في الأوبرا كما تحقق مزيداً من التعادل بين الخط الميلودي الغنائي وخط الباص المتصل، كما تبلور وتحدد بوضوح الإحساس بمقامي الماجير والمينير اللذان هما النتيجة المباشرة لتأصيل وتوظيف الدرجة الخامسة في المقامات الكنيسية والذي أدى بدوره إلى تركيز هذه المقامات إلى مقامين اثنين هما مقامي(الأيونيان، الأيوليان).
كما تغيرت مواضيع الأوبرات من الإغريقيات القديمة إلى مواضع جديدة من تاريخ الامبرواطورية الرومانية وقصص القرن السابقة التي تهز أحاسيس وعواطف الجمهور والمشاهد وازداد الإخراج المسرحي بذخاً. وتنوعت وتلونت عناصر الأوبرا وكان أيضاً الاهتمام الزائد بالقطع والآريات والقطع الموسيقية القائمة بذاتها وكان من نتيجة هذا الاهتمام الزائد بالأجزاء الانفرادية خصوصاً الآريات أنه كانت سبباً في الخروج عن التسلسل المنطقي للأحداث الدرامية المسرحية وأصبح من الممكن غناء وأداء بعض القطع الغنائية منفردة بعيداً عن الأوبرا نفسها، يشبه الريستان أو الكونسير من القطع المجمعة من عدة أوبرات وهذا ما سيكون له أثر كبير في تاريخ تطور الموسيقى كما سنرى فيما بعد.
ومن أهم مؤلفي هذه الفترة في الأوبرا الايطالية: