برنارد بوزانكيت
برنارد بوزانكيت (بالإنجليزية: Bernard Bosanquet) (1848 - 1923 م) هو فيلسوف إنجليزي من أتباع الهيجلية الجديدة في إنجلترا.
ولد في (Rock Hall (Northumberland في ١٤ يونيو سنة ١٨٤٨ ، وتوفي في Golders Green بالقرب من لندن في ٨ فبراير سنة١٩٢٣ . كان أبوه راعياً ( قسيساً ) بروتستانتياً من أسرة هيجنوتية .لجأت لى انكلترا . درس في كلية بيليول Balliol في جامعة اكسفورد وكان من أساتذته توماس هل جرين الفيلسوف الانكليزي . وعين بعد تخرجه مدرساً في كلية الجامعة بجامعة اكفورد من سنة ١٨٧١ الى سنة ١٨٨١ . ثم انتقل الى لندن في سنة ١٨٨١ حيث انشأ مع مويرهد « جمعية لندن الأخلاقية» ثم قام بتدريس الفلسفة الأخلاقية في جامعة سانت أندرو من سنة ١٩٠٣ الى سنة ١٩٠٨ .
كان بوزنكيت من اتباع المثالية تحت تأثير توماس هل جرين وواحدامن منشئي ما يسمى بالهيجلية الجديدة في انجلتره هو وبرادلي . وكان يصغر برادلي بعامين ، وقد أثر فيه برادلي كما تأثر هذا به، ولكنهما اختلفا في مدى تمسكهما بالهيجلية ، فكان بوزنكيت أشد تمسكاًبها من برادلي ومن هنا نجد بوزنكيت ينقد برادلي من هذه الناحية . وكانت بداية انتاجه الفلسفي بحثاً نشر ضمن مجلد مهدى إلى ذكرى توماس هل جرين ، وعنوان بحثه هو : « المنطق
Essyas in بوصفه علما للمعرفة» ( والمجلد التذكاري عنوانه وتلاه بكتاب Philosophical ( riticism, 10100010 1883) Knowledge 20ل Reality «بعنوان : « امعرفة والواقع لندن سنة ١٨٨٥ ) وفيه ينقد كتاب برادلي في المنطق)
. Principles of Logic
في سنة ١٨٨٨ نشر كتابه الرئيسي في المنطق يعنوان Logic or the Morphology of Knowledge ويقع في مجلدين .
ثم لخص اراءه في المنطق في كتاب صغير بعنوان :
The Essential of Logic ( 10001 1895)
. وتلك الكتب تكون مجموع انتاجه في المنطق
أما في الأخلاق فقد أصدر الكتب التالية:
1- Psychology 0٤ the moral self. London. 897ل)
2- The Principle 0٤ individuality and Value, 1010011
1912.
3 — The Value 41ل Destiny of the Individual, London
113.
وهذان الكتابان الأخيران كانا من سلسلة ححاضرات جفورد .
4 — Some Suggestions 11 Ethics. London. 1918
5 — Philosophical theory 0٤ the State. London, 1899.
وظهر له بعد وفاته مجموع من مقالاته بعنوان:
Science and 110500٧. London, 1927
أما في ميدان علم الجمال ، فإنه :
١ - ترجم مقدمة كتاب هيجل في علم الجمال، لندن سنة ١٨٩٦ .
٢ - ألف كتاباً في تاريخ علم الجمال بعنوان History .1892 of aesthetics. London and New- York
فكنعرض اهم ارائه في هذه الميادين الثلاثة : المنطق ، الأخلاق ، علم الجمال .
أ ) في المنطق : كان بوزنكيت هيجلياً مخلصاً ، ولهذا نراه في المنطق يأخذ بفكرة التصور الكلي Begriff عند هيجل ، أي القول بأن أي تصور كلي انما يمثل الكون .
٣٧٧ بوزنكيت
كذلك يرى بوزنكيت أن كل حكم يشير في النهاية الى شمول ، وان الكلي الحق هو داثما واقع عيني يؤلف في داخله لحظاته الخاصة به بحيث يمكن أن يقال انه كون cosmos كل عضو فيه له فرديته الخاصة ولكن يدخل معذلك في وحدة الك.
وفي بحثه الاول عن « امنطق بوصفه علماً للمعرفة» يؤكد ان الحقيقة لا تفهم إلاً داخل نظام من المعرفة ، وأنه على الرغم من أن الحقيقة تناظر واقعة فإنها مع ذلك لا تتصور إلآ داخل نظام مذهبي System لأن « الوقائع التي بها نتحن صحة النتائج ليست معطاة من الخارج» وليست ميسورة لتدخل في أحكام إلا إذا « نظمت في معرفة» . كذلك رأى ان الحكم والاستدلال ليسا متميزين جوهرياً الواحدعن الآخر، بل الحكم استدلال inference لم يفصح عنه explicit بعد، وأن الاستدلال هو حكم أفصح عنه.
وفي كتابه : « المعرفة والواقع» نقد برادلي لأن هذا الأخير وإن كان قد أدرك العلاقة بين الحكم والاستدلال وطبيعة كليهما ، فإنه وقع في الخطأ الذي وقع فيم « المنطق الرجعي » حين قال مثلا ان الاحكام العملية تقرر وقاع ، بينما الأحكام الشرطية لا تقرر وقائع وكذلك الأحكام لكلية. فقال بوزنكيت ان هذا التمييز غير وجيه ، إذ لا فارق بين الواقعة وبين الكلي ، وفي هذا يظهر تمسكه الأكبر بالهبجب .
وفي كتابه الأساسي في المنطق : «المنطق ومورفولوجيا المعرفة» يقرر آراءه الرئيسية في المنطق على شكل تنظيمي وقد خصص المجلد الأول منه للحكم ، والمجلد الثاني للاستدلال.
كذلك لا يميز برزنكيت تمييزاً حاداً بين المنطق وبين نظرية المعرفة وما بين الطبيعة ، وفي هذا يعبر عن روح الهيجلية.صحيح أن المنطق يدرس اشكال الحكم والاستدلال، لكن هذه الدراسة تفضى الى توكيد أن الحقيقة الواقعية منظمة عقلياً ، إذ الوقائع ليست منعزلة بعضها عن بعض، بدليل أن من الممكن استنتاج واقعة من واقعة أخرى.
ويرى بوزنكيت ان الكلي على نوعين : كلي مجرد، مثل الحمرة ، وكلي عيني مثل يوليوسقيصر. فالكلية المجردة هي تكرار صفة واحدة بعينهافي شواهد ( أمثلة ) كثيرة ، أما
الكلية العينية فهي تحقيق الفرد الواحد بعينه في مختلف أعماله ومظاهره , والأشياء الحمراء شديدة التنوع ، اما افعال الفرد الواحد فمترابطة فيما بينها ترابطاً منظماً، ومن رأيه «انه لا يمكن أن يوجد غير فرد واحد ، وهذا الفرد هو المطلق The Absolute ٠وحينذقول عن الناس انهم أفراد ، فذلك بمعفى ثانوي : من حيث النظر اليهم على انم مستقلون نسبيا بعضهم عن بعض ، وكل واحد منهم فريد في نوعه. لكن كونه فريداً لا يعني إلا صفة خاصة باطنة.
ب) في الاخلاق والسياسة :
وقد طبق بوزنكيت نظريته هذه في الفرد على السياسة والاخلاق . ففى كتابه : « النظرية السياسية للدولة» ( سنة ١٨٩٩ ) - وهو كتاب راج رواجاً عظيماً حتى طبع منه ٤ طبعات في حياة المؤلف - يقررأن العلاقة بين الفردوالدولة شبيهة بالعلاقة بين الكون الأصغروالكون الأكبر. والتناظر بين عالم الفرد وعالم المجتمع هومن الدقة بحيث يناظركل عنصر في الواحد عنصراً مشايهاً في الآخر. ويقول: «إن كل الأفراد تقويهم ، وتحملهم الى ما وراء شعورهم المتوسط المباشر، المعرفة والموارد والطاقة التيتحيط بهم في النظام الاجتماعي » ويقرر أن « الشخصية المعنوية للمجتمع أكثر مشاركة في الواقعية من الفرد الظاهر» . وهذا تقرير هيجلي خالص ، وتزداد هذه الهيجلية وضوحاً حين يأخذ في تمجيد الدولة والدفاع عن سلطانها . كذلك يؤكد ان التجاوزات التي تصدر عن الدولة ضد الأفراد انما مردها الى كون القائم بالأمر في الدولة قد اتخذ الطريق الأقصر a cut 5110٣٤ ، أو حاول تجنب التكاليف الباهظة لاقرار الأمن ! كما يؤكد ان الدولة لا يمكن أن ترتكب أخطا، من نوع الأخطاء التي يرتكبها الفرد بدافع الأنانية او الشهوة ، وهو ينقد ادولة التي تقتل سياسياً معادياً للنظام فيها ، لا لأها ارتكبت جريمة قتل ، بل لأها أخفقت في القيام بواجباتها!» ويقررأن الدولة يمكن أن تكون مسؤولة أخلاقيا مثل الفرد ، لكن الدولة لاترتكب الخطأ على نفس النحو الذي يرتكبه الفرد . وهو يرى أن الفرد لا يمكن أن يعد قاتلاً إذاقتل عدوه في الحرب ، ولا مغتصباً ان ضمت دولة اليها دولة أخرى بالاستيلاء والغزو، بل المسؤول معنوياً في كلتا الحالتين هو الدولة .
وفي أثناء الحرب العالمية الأولى كان بوزنكيت يعارض من يقولون في انكلترا : « اشنقوا الامبراطور الالماني» ،
٣٧٨
بولتمان
«عاقبوا الألمان». وحين انشئت عصبة الأمم كان من رأيه ألا تخضع الدول دون تحفظ لقراراتها .