برقلس
برقلس (412 - 485 م) هو فيلسوف أفلاطوني محدث. ورد اسمه في المصادر العربية: برقليس وفرقلس وفرقليس وأبرقلس.
ولد في القسطنطينية، ويحتمل أن يكون ذلك في سنة 412 ميلادية وتوفي سنة 458 ميلادية. درس أولاً في الإسكندرية على يدي ألمفيودورس الشيخ، ثم في مدرسة فلوطرخس وسوريانوس. وصار رئيسًا لمدرسة الأكاديمية الأفلاطونية في أثينا خلفًا لدومنينوس (Domninos)، ولقب بلقب «ديادوخس» أي «عقيب» أفلاطون على رئاسة الأكاديمية. وقد كتب سيرته تلميذه مارينوس Marinos، وفيها افاض في ذكر نزعته الدينية واهتمامه بمراسم وطقوس العبادات القائمة على الأسرار Mystères واحتفاله بطقوس «الأم الكبرى»، وفال عنه إنه كان يصوم اليوم الأخير من كل شهر.
وعلى الرغم من تنوع إنتاجه واتساع ميادين اهتمامه الفكري، فإن مركز اهتماماته كان أفلاطون، لأنه رأى أن أفلاطون كما قال في مقدمة كتابه « اللاهوت الأفلاطوني» هو «المرشد إلى الأسرار الحقيقية . . . والكاشف عن الظواهر المستورة الثابتة التي ينبغي أن يشارك فيها كل من قدر له أن يحيا حياة السعادة على النحو الصحيح» . ومن هنا كان اهتمامه بشرح مؤلفات افلاطون.
وقد خلف برقلس تلاميذ عديدين نخص بالذكر منهم: مارينوس الذي كتب سيرة حياته، ايسودورس، أجابيوس، أمدينوس هرميو، هجياس.
كان له تأثير هائل على الفكر الفلسفي وانتشار الفكر الأفلاطوني المحدث في العصر الوسيط الأوروبي وفي الفلسفة الإسلامية. وقد ذكر ابن تيمية أن أشهر أتباع أرسطو من الأولين هم: بُرقلس والإسكندر الأفروديسي وثامسطيوس.
مؤلفاته
- شرح على طيماوس» ، نشره E. Diehe في ليبتسك سنة ١٩٠٦ . وقد ترجمه إلى الانجليزية Thomas Taylor ( لذن سنة ١٨٢١ )
- ٢ - اشرح على برمنيذس» نشره فكتوركوزان ضمن نشره لمؤلفات برقلس inedita ه00٣ (ط ١ باري ط ٢ باري سنة ١٨٦٤)، ترجمه إلى الفرنسية Chaignet .٨ (باري سنة ١٩٠٣)
- ٣-» شرح على القبيادش الأول » ، نشره كوزان في نشرته المذكورة لمؤلفات برقلس غير المنثورة
- ٤ - « شرح على اقراطليوس» ، نشره G. Pasquali في ليبتسك سنة ١٩٠٨ .
- ٥-» تلخيص ما في محاورة طيماوس من النظريات الرياضية» وأصله اليوناني مفقود .
- ٦ - اشرح على محاورة السياسة لأفلاطون وقد نشره ٧ Kroll في ليبتسك سنة ١٨٩٩ وما يتلوها . وليس شرحا مرسلا على المحاورة «السياسة»، بل فصول مختلفة تتناول الموضوعات المذكورة في تلك المحارة .
- ٧ ,« شرح على فيلابوس» - فقد أصله اليونافي .
- ٨-٠ شرح على فيدرس، - مفقود أيضاً .
- ٩-٠ شرح على فيدون، - مفقود ايضاً
- ٠ ١ — « شرح على تيئيتاتوس» - مفقود أيضاً
- ١١-» شرح على جورجياس »، مفقودأيضا.
- ١٢ - » شرح على خطبة ديوتيما»، في محاورة « المادية» -مفقود أيضا
- ١٣-» شرح على السفسطائي ، - مفقود أيضاً , كذلك شرح أفلوطين ، وهذا الشرح مفقود أيضاً و وعدا هذه الشروح ، فإنه ألف الكتب التالية ١٤-» عناصر الثاؤولوجيا»02600٧1٦ ؟EtoixEtroat وقد نشره دودز .
- revised text with ه ,Elements of Theology ع11 :Proclus ,E. R. Dodds. Oxford ل10 introduction and commenary ,1938
- 201١٥-» عناصر الطبيعة» 40016٦ و1001ع Instiuto, ل٤. et inictpt. ٨. 1ونشر هكذا : لاع؟1220ن
- Leipzig, 1912
- ١٦ - « في اللاهوت الأفلاطوني »
- توجد له طبعة قديمة مع ترجمة لاتينية قام بها Aem. Pertus في هامبورج سنة ١٦١٨ ،ونشرهحديثا مع ترجمة فرنسية . H, D. Saffrey
- ١٧ - ٠ في الشكوك العشرة حول العناية» . فقد أصله اليوناني لكن توجد له ترجمة إلى اللاتينية قام بها فلهلم فون ميربا ونشرها فكتور كوزان في نشرته المذكورة (ط ١ ، ص ١٧٦ إلخ. ) وعنوان الترجمة : De decem dubitationibus circa providentiam.
- ١٨ - » في العناية والقدر وما فينا» فقد أصله اليونافي ويوجد في ترجمة لاتينية نشرها كوزان في النشرة المذكورة (ط ٢ ص ٤ ١ إلخ. ) وعنوان الترجمة : 1 eoمع لاا2) 1ع de providentia 100015 in ل0لو.
- ١٩ - » في بقاء الشرور» نشرت ترجمته اللاتينية في نشرة كوزان المذكورة (ط ٢ ص ١٩٦ إلخ.) بعنوان de malorum subsistentia
- م ٢ - » الحجج الثمافي عشرة في أبدية العالم» ي وقد فقد أصله اليوناني ، لكن نصه اليونافي - باستثناء الحجة الأولى -موجود في رد يحى النحوي عليه في كتابه « في قدم العالم ضد برقلس» .
- برقلس
- ٣٤٧
- وقد عثرنا نحن على الترجمة العربية للحجج التسع الأولى ، بما في ذلك ترجمة نص الحجة ا لأولى ، ونشرنا ذلك في كتابنا : , الأفلاطونية المحدثة عند العرب » ( القاهرة ط ١ سنة في Raabe ١٩٥٥ ) . وكتاب يحى النحوي قد نشره رابه ليبتسك .
- ٢١_ «في المكان» مفقود
- كذلك له مؤلفات رياضية نذكر منها :
- ٢٢- «شرح على المقالة الأولى من كتاب العناصر
- Procli Diaductii ١٦ Prim. : لاقليدس» وقد نشر هكذا 1نلات. elem. 02 .لتا .٤0٢٢ .1ا. Friedlein. Leipzig,
- . 1873
وله عدة كتب صغيرة في الطقوس والسحر ، كما كان له أناشيد نشرها Ludivicti .٨ في ليبتسك سنة ١٨٩٧ .
مذهبه
يقول هيجل عن برقلس : انا لنجد فيه أحسن ما كتبه الأفلاطونيون المحدثون . « إنه يمثل ذروة الأفلاطونية المحدثة» ( هيجل : « محاضرات في تاريخ الفلسفة » ج٣ ، ص ٧٩، ٩٨ ) .
ذلك أن برقلس بمؤلفاته قدم داثرة معارف علوم القرن الخامس الميلادي في شكل تنظيمى متكامل متوقف بعضه على بعض ي كذلك بمثل برقلس حلقة اتصال مهمة جداً بين :هاية الفلسفة اليونانية وبداية فلسفة العصور الوسطى الأوربية والفلسفة الإسلامية .كذلكجمعين التفكير لرياضي والتفكير الفلسفي الميتافيزيقي ، وبين النزعة الدينية الموغلة في الطقوس والغيبيات . وميزته ليس فيما أق به من جديد في نطاق الأفلاطونية المحدثة ،بلفي قدرته على إدماج آراء الآخرين في داخل إطار الأفلاطونية المحدثة . كما يتجلى فضله في الصياغة لمنظمة للفلسفة الأفلاطونية ل محدثة في صيغ وعبارات قصيرة تركز جماع المذهب . لقد كان برقل مفكرا تحليليا ومنهجيا قادرا قدرة فائقة على تصنيف المعاني والتصورات العقلية . وكان يجمع في آن واحد بين النزعة العقلية الدقيقة ، وبين الاعتقادفي الخوارق والسحروالطقوس السرية لهذا جمع في مذهبه بين المعقول واللامعقول ، بين العقل والدين ، بين الديالكتيك والأساطير .وقد مهد له الطريق لهذا الاتجاه استاذاه ايامبليخوس وسوريانوس فاتساع آفاق ايامبليخوس وتقبله لآراء الآخرين ومعتقداتهم الدينية والأسطورية ، نجدهما عند برقلس . وعن سوريانوس أخذ طريقة شرح مؤلفات افلاطون .
فلسفته
الوجود
لم يخرج برقلس في نظريته في الوجود عن الروح العامة لمذهب أفلوطين . ومنهجه ثلاثي مثل منهجه ، بمعنى انه يتصور التغير على مراحلثلاث : اثنتان متقابلتان والثالثة تأليف بينهما ، مما يشبه ما سيقول به هيجل في ديالكتيكه فيما بعد ذلك بأربعة عشر قرناً .
يقول برقلس إن الوجود ثلاث ، أعني أنه يتجلى في ثلاث لحظات -
أ) الوجود الباقي في ذاته ٥٧٦سر دون أن يفقدشيثاً من كماله.
ب) الوجود الفعال، ولكي يفعل لا بد أن يخرج عن ذاته ي0500 وم7 ، وإلا لكان المكون هوالمتكون .
ج) اوجود بوصفه غاية ، وإليه كل متكون يعود
وجهذا فإن كل معلول له علاقة مثلثة بعلته : فيه يبقى بما له من تشابه وإياه، ومنه يصدر( يخرج ) ، وإليه ينحل ويعود ، (35 ,.^00 11.^105) .
والوجود الأصلي ، الذي هوينبوع كل وجود، هومبد لا يمكن الإحاطة به ، ولا وصفه . وهو الذي يوجد الآحادات الإلهية الاء0 يء2٧05 وهيمثله ذات ماهية فوق لماهية ومعقولية فوق المعقولية ، وليست بعد الموجود المتكثر ، بل هي مبادى وحدة تكثر الموجودات وتعددها ، بيد أنها تعد أول « كثرة» . وهي تتداخل فيما بينها بعضها وبعض وتجتمع في ا الواحد» . ويقول برقلس إن هذه الآحادات الأولى هي آلهة الوثنية اليونانية .
والموجود المتكون هو المعقول : وبوصفه واحداً هو لماهية وبوصفه صادراً ( خارجاً ) عن الوجود هو الحياة ، وبوصفه غاية هو العقل . وكل واحدة من هذه الدرجات الثلاث تفترض ثلاثة عناصر : المتناهي ، واللامتناهي وما يصدر عنه . ومن ثم يوجد ثلاثة ثلاثات ، على رأسها ثلاث سلاسل على التناظر: سلسلة الآهة المعقولة ا٧0٦٣0 ، وسلسلة الألهة العقلية المعقولة 1ن1ء00 ا6م٧02 وسلسلة الآلهة العقلية!(^٧٥0.
وإدخال هذه الآحادات كان التغير لأساسي الذي أتت به ا لمرحلة ا لمتأ خرة من ا لأ فلا طونية ا لمحدثة، على مذ هب مؤ سسها أفلوطين. وكان الهدف من ذلك هو تقريب الهوات بين المبادى الإلهية الثلاثة لتي قال بها أفلوطين وهي : الواحد، العقل، النفس ٠ لكن الملاحظ هو أنها لا توضح الأمر فيما يتعلق بجماع المذه : فلا هي في طبقة الواحد ، ولا هي أقنوم بين الواحد EV والكون المعقول ؟KOap ؟VOTITO .
النفس
أما النفس التي أوجدها الموجود ( الأول ) فهي الوحدة الأصلية لكل النفوس الفردية ، وهذه بدورها تنقسم إلى ثلاث طوائف :الأولى طائفة لنفوس الإلهية وتنقسم بدورها إلى نلاثة أنواع : نفوس ميطرة 17601 0٧لمء٤٧ ونفوس محررة
أ0ة0 a ونفوس داخل الكون افلما٤00 والطائفة الثانية هي طائفة النفوس الجنية وتنقسم بدورها إلى : ملائكة ، وجن ( وهذه يمكن أن تسكن الأبدان وتعذبها ) ، وأبطال . والطائفة الثالثة هي طائفة النفوس الإنسانية ، وهي « نفوس جزئية» لكن كل واحدة منها هي عالم صغير، وبهذه المثابة هي الشخصية الرئيسية في دراما لكول .
ويمكن النفس أن ترجع إلى « الواحد» بما تنطوي عليه من امر إلهي : فبفضل الحب ترتفع إلى مشاهدة مثال الجمال، وبفضل «الحقيقة» تكتسب الحكمة، وبفضل الصدق ي710٣1 تستمتع بالخير. ولكن برقلس يرى ان هناك وسائل انجع من هذه في الوصول إلى تحقيق الاتحاد بالواحد «وهي الصلاة، والسحر، والطقوس، والأسرار الدينية، والتنبوء بالغيب.
الهيولى (المادة)
ويختلف برقلس في تصوره للهيولى ( المادة ) عن أفلوطين لذي رأى أن الهيولى هي ضعف ينتاب العقل . إذ يرى برقلس أن المادة مستمدة مباشرة من « الواحد » ( راجع شرحه على « طيماوس » ج— ١ ص ٨٨٤ سطر ١٤ وما يليه ) . ويحدد الهيولى بأغها القابلية لقبول الصفات والكيفيات . وهي ليست الشر ، وإلا لكانت مبداً نانياً مقالاً لمبدأ الخير . ومع ذلك لا
يمكن نعتها بالخير، لأنهانقص وعوز . وهي ضرورية لكمال الكون .