برجا

برجا هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان يبلغ عدد سكانها 22000 نسمة تبعد بحوالي 34 كلم جنوب العاصمة بيروت. ترتفع 310 م (1017.11 قدم - 339.016 يارد) عن سطح البحر وتمتد على مساحة 729 هكتاراً (7.29 كلم²- 2.81394 مي²). وهي إحدى قرى إقليم الخروب، تقع غربي قضاء الشوف، وترتفع عن سطحه بين 173 و405 أمتار. كلمة برجا مشتقة إما من اليونانية "Taparchia" وتعني العاصمة والقصبة ومركز المقاطعة، بنيت بيوتها المتلاصقة قرب نبع ماء غزير، على ثلاثة تلال.


تاريخ برجا

إستوطن هذه البلدة خليط من شعوب مختلفة، قاعدتها الأساسية بقايا كنعانيين(فينيقيين) وآراميين (سريان) وعناصر رومانيون < 'العهد العربي < وما إن قامت الدولة العباسية، وتولى أبو جعفر المنصور الخلافة سنة 136-15 هـ /753-774 م، تابع، ما قام به معاوية بن ابي سفيان والي الشام14-60هـ/661-680م، فمر بحصون الساحل ومدنها وعمَرها، وبنى ما احتاج من البناء فيها، وأنزلها المقاتلة "وهم محاربون من بني بحتر التنوخيين والمعنيين"، نقلهم الخلفاء من بلاد الشام والجزيرة العربية وأسكنوهم الجبال والتلال المشرفة على بيروت وصيدا الساحليتين لحماية الثغور الإسلامية، ورد غارات الفرنجة الغزاة وكذلك فعل سلاطين الأيوبيين والمماليك والأتراك، فثبتوا الأمراء في إقطاعاتهم، مكافأة لهم لجهادهم ضد الغزاة، فازداد النشاط العمراني وأقيمت المزارع والقرى.(راجع الفيلم الوثائقي عن برجا إنتاج جمعية بيت التراث 2002 مسجل في إذاعة الشرق وبصوت الفنان جهاد الاطرش)

وقد ورد اسم برجا في مناشير وعهود أرسلت من القاهرة ودمشق، ألحقتها بالأمراء التنوخيين الأعوام 1160و1187و1193 و1257 ميلادية.

ومرت عهود شهدت البلدة وجوارها أنواعا من الحكم الأقطاعي منذ القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، وأمست، بعد الاحتلال التركي العثماني، سنة 1516 م، مسرحا للصراعات بين الاقطاعيين المتزاحمين على النفوذ وبين الولاة في دمشق وصيدا، الطامعين، تتقاذهم أهواؤهم وأ؛قادهم فيما بينهم، أيام إمارتي المعنيين والشهابيين، في القرون الثلاثة الأخيرة، وتدخل الأوروبيين الاستعماريين في شؤون البلاد في عهدي القائمقاميتين والمتصرفية في جبل لبنان، كما ألحقت البلدة بإقطاعات آل جنبلاط وحمادة ونكد.

أما بني نكد فهم من قبيلة بني تغلب، من مُـتنصرة العرب، في الحجاز، ارتضوا بالإسلام دينا، وجاؤوا مع القائد عمرو بن العاص إلى فتح مصر ثم ساروا مع شبيب التغلبي إلى فتح شمال أفريقيا.. ثم قدموا مع الفاطميين بعد قيام دولتهم في مصر إلى بلاد الشام عام 359هـ واعتنقوا المذهب الدرزي. وفي القرن الحادي عشر الميلادي نزحوا إلى البقاع إلى أن نقلهم الفاطميون إلى الثغور الساحلية لحمايتها من غارات الافرنج... ثم انتقلوا إلى صيدا ومنها إلى القرى المجاورة لها وجعلوا من برجا قاعدة لتوسعهم حتى شمل نفوذهم القسم الشمالي الغربي من اقليم الخروب.

وفي مطلع القرن التاسع عشر شمل نفوذ النكديين منطقة الشحار وصولا إلى الناعمة، وشملت سيطرتهم قرى برجا، البرجين، بعاصير، الدبية، الدلهمية، الجية، دلهون، الرميلة، عين الحور، كترمايا والوردانية، إلى جانب عدد كبير من قرى المناصف والشحار واقليم التفاح والشوف البياضي.

الكهوف والمغاور والآثار

على مقربة من مدخل برجا الشمالي، والشمال الشرقي في خاصرتي الوادي وسفوحه تشاهد بضعة عشر كهفا، ومغاور مدفنية محفورة في الشواهق الصخرية فيها نواويس متباينة المقاييس، تشكل مع ما حولها من المغاور المحطمة أو المطمورة بالتراب، تعود إلى العصر الحجري الحديث. فالرسوم والنقوش الباقية على مدخل بعض المغاور، والأواني التي عثر عليها، حين حفرت ركائز بيوت حديثة، هي بقايا أقوام تعاقبت على هذه المنطقة، كشعوب بلاد الرافدين والفرس واليونان والرومان والبيزنطيين.

ولدى زيارة بعثة رينان الفرنسية إلى فينقيا سنة 1863 قدمت إلى البلدة وأطلقت على ما شاهدته "المدينة المدفنية" Necropole واصطحبت إلى القنصلية الفرنسية في بيروت، آنذاك، نصبا عليه كتابة يونانية "خورستوس الشريف سلام، رحل قبل أوانه، عاش 27 سنة، مات سنة 228 في العشرين من شهر ذايسويس" وهي تسمى، "قصر بو حنين" نسبة إلى صاحب الأرض.

أما قلعة النواويس بجوار مبنى الثانوية، المطلة على وادي المعنية سبلين والتي تسمى خطأ أجران الدبس، فهي نواويس، أي قبور كهنة فينيقيين أو غيرهم من الشعوب الوثنية، محفورة في كتل صخرية، بعمق لا يزيد على 40 سم، في تلك الهضبة العالية، تقربا من الآلهة. وكانت تلك النواويس تحفر بعيدا عن المساكن ومقابر افراد الرعية الذين كانوا يدفنون في مغاور هي مدافن، بالقرب من السواقي والوديان في البلدة العتيقة، بعمق بضعة امتار بحيث سطح الأرض، تتسع كل منها لبضعة نواويس محفورة طولية في جوران المغارة المدفن من ثلاث جهات، كالتي اكتشفت مؤخرا، غربي طريق الديماس-المسقى وقد عثر فيها على جرار فخارية وبقايا عظام بشرية ومنحوتة صغيرة تمثل نحلة وعنقود عنب دلالة على الخصب والنماء. كما عثر من قبل في إحدى المقابر القريبة على فخاريات وكؤوس زجاجية. ومن الآثار الحديثة مسجد قديم 11 بني، على الأرجح، في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني (1572- 1635) وابنية ذات اقواس وقناطر ونصف دائرية واعمدة رخامية ونوافذ زجاجية مستديرة ملونة من العهد التركي العثماني، وضريح مجهول التاريخ لأحد الأولياء الصالحين، وكان مزارا، ومغاور عديدة في جنات الوديان وسفوح الروابي، هي مساكن كان يأوي إليها الأقدمون في فصل الشتاء،. اما في الصيف فكانوا يبتون في اكواخ يبنونها من جذوع الأشجار وأغصانها. ولعله من غير المصادفة ان تطل تلك الشواهق الصخرية وكهوفها ومغاورها، من فوق ذلك الوادي الحصين، على مدينة "بورفيريون" البيزنطية المكتشفة حديثا، على ساحل البحر، في قرية الجية القريبة.(راجع ربورتاج معالم برجا الأثرية) فيلم من إنتاج جمعية بيت التراث برجا وأبرز المواقع الأْثرية الدينية في برجا الشوف هو جامع برجا الكبير والذي يعد من أْقدم المساجد في جبل لبنان (أْنظر موقع بلدة برجا) www.ebarja.com التابع لجامع برجا الكبير.

الزراعة

في البدء كانت البلدة دسكرة أو مزرعة يربى اهلها الماشية والدواجن ودود الحرير، ويعملون في الأرض، اما الزراعات فبعلية، ابرزها الزيتون والتوت والخروب القليل من اشجار الفاكهة والخضار. نشطت هذه الزراعات في القرن التاسع عشر، فكانت حاصلات البلدة 12 من الشرانق 1600 اوقية ومن الزيت 150 قنطارا ومن الحيوانات الداجنة 960 وزيتها معروف بجودته ونقاوته، وفيها مجلس بلدي (كوميسيون) من ثمانية اعضاء، وسوق يوم الاربعاء الاسبوعي، ولم تكن زراعة الخضار رائجة، لفقر التربة وقلة المياه. نمت الزراعات الصناعية واشجار اللوز والكرمة والتين في النصف الأول من القرن الماضي; ثم تراجع الإنتاج تدريجيا، نتيجة حاجات النمو السكاني ومتطلبات العصر، فهجر المزارع والحرفي عمله لمواجهة أزمات ارتفاع مستوى المعيشة بعد الحرب العالمية الثانية، فاندفع الاباء بالأبناء إلى معاهد العلم وميادين العمل، في الوظائف والخدمات والحرف المختلفة، واجتاحت العمارات السكنية الاراضي الزراعية، وباتت البلدة اليوم تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع، عدا إنتاج عدة اطنان من زيت الزيتون الفاخر. ونشطت في البلدة حرفة تربية النحل في النصف الثاني من القرن العشرين، لكنها بلغت ذروة نشاطها في الربع الأخير منه. ففي البلدة اليوم سبعة وخمسون نحالا يملكون حوالي 600 خلية، عشرة منهم تقريبا يملكون 250 خلية والباقون يملكون الخلايا الباقيات. ولا يقل إنتاج العسل السنوي عن 2000 كلغ يتم تصريفها في البلدة وخارجها، ولكن كمية العسل تظل رهينة الظروف المناخية والطبيعية والصحية العائدة لخلايا النحل نفسها. اما مصادر خلايا النحل وتجهيزاتها فعديدة، نذكر منها بيروت وصيدا وصور وتعاونية الغازية في الجنوب، وفي الإقليم اليوم تعاونية ترعى شؤون هذه الحرفة الناهضة.

حياكة المنسوجات

راجت حياكة المنسوجات الحريرية في منطقة الشوف القريبة من بيروت وصيدا ايام الامير فخر الدين المعني الثاني في القرن السابع عشر، واشتهرت بإنتاج الشرانق والحرير الأصفر. وبعد مقتل الامير المذكور ارهق الاتراك العثمانيون الاهالي بالضرائب، فتراجع إنتاج الشرانق والحرير. ثم نمت زراعة التوت ونشط الإنتاج في القرن التاسع عشر إلى ان قضي عليه نهائيا في الحرب العالمية الأولى. لكن عمال النسيج في البلدة، استمروا بشراء الخيوط الحريرية والقطنية الأوروبية المستوردة، في ما بين الحربين العالمتين، ولم يقل عدد الانوال العربية عن الستين، فغزا النسيج البرجاوي الحريري والقطني المتنوع السوق اللبنانية، ومن قبل اسواق سورية وفلسطين، محمولا على البغال أو بحرا بالمراكب الشراعية، من مينائي النبي يونس في قرية الجية القريبة، والسعديات قرب قرية الدامور على بعد بضعة كيلومترات. ثم اصاب الحرفة الكساد والتقهقر، إلى ان اختفت، بتوقف آخر عامل نسيج عن العمل في السبعينات من هذا القرن، فأدرك الاهالي النهاية المحزنة التي آلت إليها حرفة النسيج الفولكلورية العريقة. ولا تزال المداخن المطفأة المنتصبة فوق الكراخين (معامل حل الشرانق) المغلقة في بلدة الدامور، على ساحل البحر أو في قرىالشوف، شهودا على صناعة الحرير، عصب الحياة الاقتصادية في لبنان والبلدة آجالا طوالا. ((وللاطلاح على تاريخ برجا الاجتماعي والسياسي وحركة العادات والتقاليد لا بد من العودة إلى مجلة برجا التراث التي تصدرها جمعية بيت التراث وتعد هذه المجلة هي المرجع لكل باحث عن تاريخ برجا والموثقة بأمانة لانها كتبت باقلام ومشاركة مجموعة من النخب البرجاوية المشهود لها بالمصداقية والمعرفة)). (أنظر كتاب الحياكة البرجاوية، وهو كتاب شامل عن هذه الحرفة العتيقة في برجا الشوف لمؤلفه الشيخ جمال بشاشة).

السكّان والناخبون والسلطات المحلّية

يبلغ عدد السكّان المسجّلين في برجا 13470 نسمة. في الانتخابات الأخيرة عام ألفين وأربعة، كان في برجا 20330 منتخب مسجل ومنهم 12107 منتخب فعليّ.

وفي إحصاء آخر بلغ عدد المسجلين 12437

يوجد في البلدة مجلس بلدي مؤلف من 18 عضوا، بالإضافة إلى 8 مخاتير ومجلس اختياري.

العائلات البرجاوية دمج، الشمعة، الخطيب، رمضان, الغوش، المعوش، الحاج، ترو، الدقدوقي، حوحو، شبو، سيف الدين، سعد، الجعيد، كجك ,أبو خشفة، البقيلي، حمية، كحول، الجوزو، الزعرت، الطحش، سرور، بدر، غزيل، أبو الريش، براج، بشاشة، سراج، غصن، الجنون، السيد، حدادة ،ياسين ،الأْلطي، سعيفان، يحيى، ادريس، يقظان، غطاس قموع، بكري، المحسن ،الضو، غطاس، عزام، حويلا، معاد، أْبو خانة، الحلاق، أْبو علفا، زين.

أعلام من برجا

النائب علاء الدين ترو. نائب عن دائرة الشوف. الدكتور علي توفيق سعد: العالم والأديب والموسوعي. رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين سابقا الأستاذ والمربي ،أمين خضر شبو، رئيس نادي الديماس الاجتماعي. من الروّاد الأوائل لتطوير برجا. الأستاذ حسن خالد حوحو، مدير ثانوية برجا الرسمية سابقاً. من الروّاد الأوائل لتطوير برجا. الدكتور فاروق عبد العزيز سعد، محام وفنان ومؤلف وأْستاذ جامعي. مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو. الأستاذ محمد علي الضو مؤلف ومخرج مسرحي. مؤسس حركة الإنسانيون، ومركز الدراسات الإنسانية. الدكتور حسن محمد غصن، عضو المجلس الأعلى للجمارك سابقاً، رئيس بلدية برجا. الدكتور مصطفى علي الجوزو، أستاذ جامعي وباحث ومؤلف. اللواء الركن علي صلاح الحاج: مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني سابقاً. الدكتور خالد حدادة: الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني. الشيخ زهير عثمان الجعيد: رئيس جبهة العمل المقاوم، وعضو قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان. الدكتور محمد حسني الحاج، مدير كلية في الجامعة اللبنانية - الفرع الرابع. الدكتور الياس عبد السلام البراج: صاحب ورئيس تحرير مجلة الأقليم التنموية المناطقية(1996/2001)، حالياً مستشار مجلة " الثقافة العالمية " ومدير مركز البابطين لدعم الترجمة.. الدكتور سالم المعوش: عضو في اتحاد الكتاب العرب, كلف برئاسة قائمقامية الشوف واتحاد بلديات الشوف من ٨6 إلى ٨٩. البروفسير غسان سميح شبو: مدير أبحاث, ومنسق الهيئة المركزية اللبنانية لدعم الأبحاث. الأْستاذ منذر الخطيب، رئيس مجلس الخدمة المدنية سابقا ومستشار رئيس الحكومة.. العميد أْسامة دمج. له منصب مرموق في الصليب الأْحمر الدولي في الشرق الأْوسط ومدير شركة ميس في لبنان سابقا. السيدة فرح عمر الخطيب، قنصل لبنان في دبي. الفنان : محمد علي الخطيب فنان تشكيلي ومسرحي معروف في لبنان والعالم العربي الأستاذ شفيق دمج، أحد مؤسسي مكتبة نشر الثقافة ثم النادي الثقافي الاجتماعي، مؤلف ومدرِّس. الأستاذ محمد سليم الحاج: المدرس والمربي والناشط في العمل الاجتماعي. الفنان : محمد خالد حوحو من آوائل الذين مارسو الفن في برجا. أشرف على الاعمال الفنية في جمعية بيت التراث الفنان نبيل محمد يحيى سعد، مؤرخ برجا الشوف بفنه التشكيلي، له عشرات اللوحات التي تحكي تراث برجا اقامت له جمعية بيت التراث عدة معارض كان آخرها في قصر الاونيسكو. الفنان والخطاط محمود صديق الجنون الشيخ أْحمد سيف الدين، امام وخطيب جامع الديماس. الشيخ يونس الشمعة الدكتور برهان الدين الخطيب، مستشار وزير التربية. الفنان محمد مرعي السعيدي. الفنان عبد الرحمن سعد الفنان والملحن ضرغام غطاس الفنان احمد شبو الفنان وسام دمج الفنان طاهر حمية الفنان عماد سيف الدين الفنان سعد رمضان. الفنان سعيد أبو الريش. الفنانان موفق وحكم الحكيم. الفنان صبحي توفيق (حدادة). الاستاذ علي أبو خشفةالمديرالإداري للفئات العمرية لنادي الأنصار

مكتبة برجا

1- مكتبة النادي الثقافي: العنوان حي الجبانة - بناية الثقافة - بلدية برجا - قضاء الشوف رقم الهاتف 07/ 623 129

2- مكتبات علوم الإسلام: جامع برجا الكبير - وسط البلدة القديمة - تلفون 921291-07

بلدية برجا

العنوان السراي - بلدية برجا - قضاء الشوف رقم الهاتف 07/ 623 586 رقم الفاكس 07/ 623 586


ملاحظة: تم تعديل هذه الوصلة من قبل المهندس "علي سليم حنوش"

المراجع

لوكاليبان Barjaonline

جامع برجا الكبير

ملف:Cedaricon flag.png هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان.

Barja]] fr:Barja pl:Barja