باسيليوس
باسيليوس أو باسِيِلي (بالإنجليزية: basileus) هو مصطلح يوناني ولقب رمز لأصناف عدة من الحكام في التاريخ. ويُفهم هذا المصطلح، ربما بشكل أكثر شيوعاً، في العالم الناطق بالانجليزية، بأنه يعني «الملك» أو «الإمبراطور». أشهر استعمال للقب هو للملوك (أو الأباطرة) البيزنطيين، لكن للقب تاريخ أطول من استعمال الحُكَّام وأشخاص ذوي سلطات في اليونان القديمة، فضلاً عن ملوك اليونان الحديثة.
وكان مواطنو الجمهوريات اليونانية القديمة يطلقونه على شاه الفرس وعلى ملوك الشعوب الأخرى التي كانوا يرونها همجية بالنظر إليهم، كما كانوا في أعماقهم يكنون لهذا اللقب من الازدراء ما أصبح الرومان يكنونه فيما بعد للقب ركس rex أي ملك. وانتهى أمر هذا اللقب في بيزنطه إلى أن حل محل ألقاب الإمبراطور وقيصر والأمير princeps التي كان يتلقب بها قادة الإمبراطورية الرومانية وكان لهم منها مظاهرها دون مضمونها. ويدلنا استبدال لقب البازيليوس الجديد بالألقاب القديمة على أنه كان ثمة تغيير سياسي واجتماعي وقع، وأن الدولة البيزنطية لم تكن امتدادًا حقيقيًا للدولة الرومانية، وأن السيادة قد تحولت من جنس إلى آخر ومن شعب غزا العالم أجمع إلى شعب اليونان، أشد الشعوب المقهورة حضارة. وفي الحق أن هذ الشعب العريق قد تناسى اسمه القديم وآثر أن يسمي نفسه ((بالروماني)) محتفظًا باسم الهيلينيين أسلافه الوثنيين فأطلق على الدولة البيزنطية اسم ((الإمبراطورية الرومانية الشرقية)). والواقع أن لقب الرومان كان أشد ملاءمة لهم من لقب الهيلينيين، فلم تكن شعوب الإمبراطورية كلها من اليونان، إذ شكل الصقالبة نصف سكان شبه جزيرة البلقان كما شكل الأتراك والأرمن والعرب نصف سكان آسيا الصغرى. ومن ثم كانت الرابطة التي تجمع بين هذه الشعوب جميعًا هي العقيدة التي كان يدين بها البازيليوس، وكانوا يرون عاهلهم هو الوريث الشرعي لقياصرة روما، فلم تكن الإمبراطورية البيزنطية تعني شعبًا بعينه بل كانت أخلاطًا من أجناس عشرين يجمع بينها خضوعهم لسيد واحد ودين واحد، كما لم تكن الجنسية هي صفة المواطن في الدولة البيزنطية بل كانت العقيدة.
ووفق التقاليد البيزنطية كان البازيليوس يلقب ((بالإمبراطور)) Imperator أي القائد الأعلى للجيوش و((بالمشرع)) إذ كان إليه مرد القانون. وحين تسللت إلى بيزنطه عادات وتقاليد الدول الأسيوية المجاورة التي تتميز بالهيمنة والاستبداد أصبح يلقب ((بالسيد)) Despotes و((القاهر)) Autocrator، وكما كان ((ربًا للقصر)) كذلك كان ((ربًا للحريم)). وبعد أن استتب الأمر للمسيحية غدًا ((نظيرًا للرسل)) Isapostolos أو الرسول الذائد عن الرسالة وحامي حمى العقيدة ، وأصبح ((أسقفًا للشئون الدنيوية)). وإذ كان في الوقت نفسه مشاركًا للبطريرك الرئيس الأعلى للعقيدة الأرثوذكسية أصبح كل من البازيليوس والبطريرك ((نصف إله)).