ايمانويل مونييه

مفكر فرني دعا إلى نزعة «الشخصية الجماعية» -Person

. nalisme communautaire

ولد في جرينوبل في ١٩٠٥/٤/١، وتوفي في ٢٣ مارس سنة ١٩٥٠ في شاتنيه مالبرى (احدى الضواحي الجنوبية لباري). بدأ بدراسة الطب، لكنه ما لبث أن عدل عنه إلى دراسة الفلسفة في جامعة جرينوبل حيث تتلمذ على جاك شفالييه. ثم ارتحل إلى باري، حيث حصل على الأجريجاسيون في الفلسفة في سنة ١٩٢٨ وهنا تأثر بجاك ماريتان ونقولا برديائف ٠ ثم أعجب بأفكار الشاعر الكاثوليكي شارل بيجي Charles Péguy، وفيه كتب أول دراسة بعنوان : «فكرشارل بيجي» (سنة ١٩٣١)

وعلى غرار ما فعل بيجي ترك •الماكينة الجامعية القذرة» وقرر انثا ء مجلة تكون لان حركة فكرية تهدف — في زعمه — إلى التجديد الشامل للحضارة ذلك أن الأزمة الاقتصادية

التي بدأت في أمريكا في سنة ١٩٢٩ بدت له كأنها عرض لأزمة أخطر، هي الأزمة الروحية والفلفية. واعتقد أن الحضارة الأوروبية تتجه الى كارثة، لا سبيل إلى تجنبها - في نظره د إلآ بإعادة النظر الجذرية في قيم هذه الحضارة ومبادئها . إنه ينفر من المجتمعالبورجوازي لأن الجشع للتملك أفسده، وتفشى فيه قهر الانسان، وضحى فيه بالحاجات الحقيقية للانسانية, والماركسية ليست علاجا لهذا المجتمع لانها تأثرت بعدوتها: الرأسمالية، إذ انغمست الماركسية في المادية وخانت بذلك حاجات الانسان الروحية. وتلك المجلة هي <الروحاع؛8۶٢£، وقد بدات في الظهور شهرياً من اكتوبر سنة ١٩٣٢ .

ولن كان مونييه كاثوليكياً شديد الحماسة، فقد أغضبه تضامن الكاثوليكية مع •الفوضى المستحكمة،، يقصد: النظام الحضاري القانم : وهو لا يعتقد ان الحل لهذ الوضع حلسياسي : لان اليسار، وقداًءدتهءدوىالروحالبورجوازية، عاجزعنمقاومة الديكتاتوريات الغازية الكاسحة ( يقصد النازية والفاشية).

وإما الحل يكون بتحرير الروح ٠ يقول: «إما أن تكون الثورية روحية، وإما لن تكون أبداً، ٠ ولهذا يطالب بالتغييرفي قيم الانسان، وفي مؤسساته، لأن القهر ليس فقط واقعة اقتصادية أو سياسية، بل هو «في نسيج قلونا،

لقد آمن مونييه بأن الشر مصدره الحضارة التي جعلت من الإنسان فرداً مجرداً abstrait، مقطوعاً عن الآخرين وعن الطبيعة. وديكارت، بتأسيسه للروح الحديثة، قد كرس هذا الانشقاق.

والعلاج لهذا هوإعادة النهضة من جديد»، أي اعادة بنام نزعة انسانية قادرة على أن تدمج في حضارة جديدة كل معطيات التاريخ الانساني والعلوم الانسانية ومحور هذه النزعة الانانية هوم الشخص.

وهو لا يقصد بالشخص: الشخص بالمعنى القانوني، الذي ينبغي الدفاع عن حقوقه تجام المجتمع، بل بالعكس: يرى مونييه أن المجتمع موجود في الشخص، بقدر ما

الميتاقيزيقا

الشخص موجود في المجتمع . وانما «الشخص» هو ما يقابل (يضاد) «الفرد» الذي هو كانن منعزل، وتجريد محض، بينا «الثخص» منخرط منذ ميلاده في الجماعة: ان الفرد وحدة عددية حابية، أما الشخص فذات خلاقة لذاتها. «انه الحقيقة الوحيدة التي نعرفها والتي نصنعها من الداخل في نف الوقت؛ إنه يكتسب على حاب اللاشخصي بواسطة حركة تشخيص» أي اضفاء صفات الشخصية الفرد كاثن مغلق، اما الشخص فمفتوح عل العلو، وهو جواب عن نداء. «إن الانسان العيني هو الإنسان الذي يبذل ذاته» بالانفتاح على الكون، وعلى الناس.

وقد استمد مونييه نزعته الشخصية هذه من روافد عديدة: التوماوية، الوجودية، المثالية الروسية وهويهدف بها اساساً إلى اعادة الاتصال بين الذوات الانسانية، وإلى اعادة الاندماج بين المادة والروح، بين الانسان والطبيعة.

وعل الرغم من حواره مع الماركسيين الفرنسيين، فقد ظل دائياً يرفض الماركسية أو التورط معها في أي شيء. يقول مونييه : «ضدماركس نحن نؤكد أنه لا مدينة ولا حضارة انسانية إلآ إذا كانت ميثافيزيقية الاتجاه»

وكان مونييه منفتحاً عل ساثر الأديان، رغم مسيحيته العميقة، ولهذا جمع حول مجلته Esprit مؤمنين من ختلف الأديانكماضمغيرمؤمنين. ورغم اخلاصه للكنيسة الكاثوليكية فكثيراً ما نقد رجعيتها، وجلب سخط الكاثوليك اليمينيين بدعوته إلى علمانية المدارس .

مؤلفاته

E. Mounier: جمعت مؤلفاته في أربعة أجزاء بعنوان Oeuvres, 4 vois. Paris 1961-63.