النعمة

النعمة

مدينة موريتانية تقع على بعد 1200 كلم شرق العاصمة نواكشوط وهي عاصمة ولاية الحوض الشرقي.وتحيط سلسلة جبال النعمة الشاهقة بالمدينة من الشرق والشمال والجنوب وتبقي الجهة الغربية هي المنفذ الوحيد للمدينة ،تاريخيا إشتهرت سلسلة جبال النعمة بأنها كانت بمثابة القاعدة الخلفية للمقاومة الوطنية ضد المستعمر الفرنسي بقيادة الشيخ ولد عبدوكه وإزوين ولد عبدوكه. كان رجال المقاومة يتحصنون في جبال النعمة ويشنون حرب عصابات على الحاميات الفرنسية في جميع أنحاء ولاية الحوض الشرقي حيث كان النصر حليفهم في جميع العمليات التي قاموا بها ومن أشهر تلك المعارك معركة زوروقو التي تمكن من خلالها رجال المقاومة من القضاء على سرية فرنسية بكاملها.

زوروقو عبارة عن بحيرة فصلية في الحافة الشمالية لوادي 'الخط' الذي يفيض في فصل الخريف بالمياه القادمة من الشرق ومتجهة غربا. تقع زوروقو على بعد 12كم إلى الشمال الشرقي من مدينة كمبي صالح (عاصمة إمبراطورية غانا) و50 كم إلى الجنوب من مدينة تمبدغة وتتبع زوروقو لبلدية كمبي صالح التابعة لمقاطعة تمبدغة.

عرفت غابة زوروقو تاريخيا بالمعركة التي دارت رحاها في عين المكان بين قوات المستعمر الفرنسي والمقاومة الوطنية بقيادة الشيخ ولد عبدوكه وإزوين ولد عبدوكه حيث علمت القوات الفرنسية بورود أفراد من المقاومة بئر البدع (30 كم شمال تمبدغة) فقامت سرية من الجيش الفرنسي مدعومة بمجندين (كوميات) بتقفي أثرهم نحو الجنوب فسلكوا طريقا يمر ببئر المالحة ،بحيرة أمات التيكاتن، أكنكاي ،بيرة، لكليوات الشرقين وأخيرا عزز أفراد المقاومة مواقعهم في كمين حول بحيرة زوروقو وعندما ورد أفراد السرية الفرنسية البحيرة باغتهم رجال المقاومة وبعد معركة شرسة تمكن رجال المقاومة من القضاء على السرية الفرنسية.

الشيخ (الكبير) ولد الشيخ شاهد عيان قال أنه كان آنذاك مراهقا قدم ضمن ورد من فخذ أهل إبو المشظوفي إلى بحيرة زوروقو ليستقوا مباشرة بعد انتهاء المعركة وقال أنه رأى بأم عينه الجثث مرمية على الأرض لكن ما كان مقززا بالنسبة له هو رؤيته إزوين ولد عبدوك وهو يربط معدة أحد الجنود الفرنسيين بحبل في غصن إحدى شجر 'أمور' ويصب فيها الماء وهي تتدلى إلى أن لامست الأرض دون أن تنقعر فكان ذلك بالنسبة له دليل على مدى قوة معدة الإنسان.

يذكر أن أسرة أهل عبدوكه تنتمي لفخذ من مشظوف يدعى أهل سيدي معروف بشوكته وبأسه، كما أن أسرة أهل عبدوكه أصبحت أكثر شهرة من فخذ أهل سيدي نفسه نظرا لانخراط أفرادها في مقاومة المستعمر الفرنسي وتمترسهم في جبال النعمة.