المهلهل
"أعز من كليب وائل". نشبت بسبب مقتله حرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب في أواخر القرن الخامس الميلادي. ويذكر الرواة أنها دامت أربعين سنة.
ويُرْوَى في سبب هذه الحرب أنّ البسوس بنت منقذ التميمية، خالة جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان البكري كانت نازلة في جواره، وكانت لها ناقة يقال لها سَراب. فمرت إبل لكليب وائل بسراب وهي معقولة بفناء البسوس، فلما رأت سراب الإبل خلخلت عقالها وتبعت إبل كليب واختلطت بها، حتى انتهت إلى كليب، فلما رآها كليب أنكرها ورماها بسهم في ضرعها، فنفرت سراب وولّت حتى بركت بفناء صاحبتها، وضرعها ينزف دمًا ولبنًا، فبرزت البسوس صارخة، يدها على رأسها تصيح واذلاّه؟ وأنشأت تقول:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
فلما سمع جساس صوتها أْسْكتها وقال : والله ليُقتلن غدًا جمل عظيم أعظم عقرًا من ناقتك.
غضب جساس لغضب خالته البسوس وثارت ثائرته، فانطلق إلى كليب فقتله. وكان مقتل كليب الشرارة التي أشعلت نيران هذه الحرب الضارية. تقول العرب ¸أشأم من سراب· و ¸أشأم من البسوس·.
وكان المهلهل بطل هذه الحرب، اجتمعت إليه وجوه قومه بعد مقتل أخيه، وأصبح رئيس تغلب. فنهض يطلب الثأر من قتلة أخيه بعد أن كان في حياة أخيه منصرفًا إلى متعه وملذاته، وكان كليب يسميه زير النساء، وإلى ذلك يشير المهلهل في قوله :
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
والذنائب يوم من أعظم أيامهم، انتصرت فيه تغلب بقيادة زعيمها المهلهل على أعدائهم البكريين وقتلوا منهم أعدادًا كبيرة.
قاد المهلهل قبيلة تغلب من نصر إلى نصر. ثم بدأ ميزان الحرب يتحول لصالح قبائل بكر. وذلك حين دخل الحارث ابن عباد ـ سيد قبائل بكر كلها ـ الحرب، وكان قد اعتزلها منذ بدايتها. إلا أن قتل مهلهل لابنه بجير دفعه لدخول الحرب والمطالبة بثأر قبيلته. وقد أوقع بتغلب في يوم قِضَة (وهو يوم تحلاق اللِّمم) وفيه أسر الحارث مهلهلاً وهو لا يعرفه ثم أطلق سراحه وقال فيه:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
واختلف الرواة حول نهاية المهلهل، فمن قائل إنه مات، ومن قائل إنه قتل. ويقال إن وفاته كانت في أوائل القرن السادس الميلادي.
وأكثر الرواة يجمعون على أنه لُقِّب بالمهلهل لأنه هلهل الشعر يعني سلسل بناءه، كما يقال ثوب مهلهل، إذا كان خفيفًا، أو لأنه أول من رقق الشعر وتجنب الكلام الغريب والحوشي، وهو خال امرئ القيس بن حُجْر الكندي، وجدّ عمرو بن كلثوم الشاعر لأمه. وقد أشار الفرزدق في قصيدة له إلى أشهر شعراء الجاهلية فقال عن المهلهل:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
والمهلهل أهم شاعر ظهر في حرب البسوس. وشعره يعد وثيقة تاريخية لهذه الحرب، وهو بإجماع الرواة أول من
قصّد القصائد، وذكر الوقائع، وكانت القصيدة العربية قبله أبياتًا مفردة أو مقطوعات قصيرة. ذكره ابن سلام في طبقاته فقال عنه: ¸وزعمت العرب أنه كان يدعي في شعره، ويتكثر في قوله بأكثر من فعله·.
وأغلب شعره في المصادر يغلب عليه التهديد والوعيد، وهو في قصائده ومقطوعاته يعبِّر عن إحساسه بوقع فجيعته. فقد ألحّ عليه الحزن، فبالغ في تهديد بني بكر. وشعره يعكس ماتفيض به نفسه من مشاعر الحقد والغيظ والرغبة في الانتقام.
ومن أبياته الشهيرة التي قالها في رثاء أخيه كُليب:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
ثم يقول في قصيدة أخرى:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
انظر أيضًا: أيام العرب.
المُهَلْهَل ( ؟ - 100ق. هـ، ؟ - 521م). المهلهل ابن ربيعة، من شعراء الجاهلية، اسمه عدي وقيل امرؤ القيس. وهو أخو كُليب وائل الذي اندلعت بمقتله حرب بكر وتغلب. وكان كليب بن ربيعة أخًا للمهلهل، وأكبر منه سنًا، قاد قبيلة معد كلها يوم خُزاز فقضى على جموع اليمن وهزمهم، فاجتمعت عليه معدّ وجعلت له قَسم الملك وتاجه، وتحيته وطاعته، واستمر على ذلك حينًا من دهره، ثم دخله زهو شديد فبغى على قومه، حتى قالت العرب: "أعز من كليب وائل". نشبت بسبب مقتله حرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب في أواخر القرن الخامس الميلادي. ويذكر الرواة أنها دامت أربعين سنة.
ويُرْوَى في سبب هذه الحرب أنّ البسوس بنت منقذ التميمية، خالة جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان البكري كانت نازلة في جواره، وكانت لها ناقة يقال لها سَراب. فمرت إبل لكليب وائل بسراب وهي معقولة بفناء البسوس، فلما رأت سراب الإبل خلخلت عقالها وتبعت إبل كليب واختلطت بها، حتى انتهت إلى كليب، فلما رآها كليب أنكرها ورماها بسهم في ضرعها، فنفرت سراب وولّت حتى بركت بفناء صاحبتها، وضرعها ينزف دمًا ولبنًا، فبرزت البسوس صارخة، يدها على رأسها تصيح واذلاّه؟ وأنشأت تقول:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
فلما سمع جساس صوتها أْسْكتها وقال : والله ليُقتلن غدًا جمل عظيم أعظم عقرًا من ناقتك.
غضب جساس لغضب خالته البسوس وثارت ثائرته، فانطلق إلى كليب فقتله. وكان مقتل كليب الشرارة التي أشعلت نيران هذه الحرب الضارية. تقول العرب ¸أشأم من سراب· و ¸أشأم من البسوس·.
وكان المهلهل بطل هذه الحرب، اجتمعت إليه وجوه قومه بعد مقتل أخيه، وأصبح رئيس تغلب. فنهض يطلب الثأر من قتلة أخيه بعد أن كان في حياة أخيه منصرفًا إلى متعه وملذاته، وكان كليب يسميه زير النساء، وإلى ذلك يشير المهلهل في قوله :
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
والذنائب يوم من أعظم أيامهم، انتصرت فيه تغلب بقيادة زعيمها المهلهل على أعدائهم البكريين وقتلوا منهم أعدادًا كبيرة.
قاد المهلهل قبيلة تغلب من نصر إلى نصر. ثم بدأ ميزان الحرب يتحول لصالح قبائل بكر. وذلك حين دخل الحارث ابن عباد ـ سيد قبائل بكر كلها ـ الحرب، وكان قد اعتزلها منذ بدايتها. إلا أن قتل مهلهل لابنه بجير دفعه لدخول الحرب والمطالبة بثأر قبيلته. وقد أوقع بتغلب في يوم قِضَة (وهو يوم تحلاق اللِّمم) وفيه أسر الحارث مهلهلاً وهو لا يعرفه ثم أطلق سراحه وقال فيه:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
واختلف الرواة حول نهاية المهلهل، فمن قائل إنه مات، ومن قائل إنه قتل. ويقال إن وفاته كانت في أوائل القرن السادس الميلادي.
وأكثر الرواة يجمعون على أنه لُقِّب بالمهلهل لأنه هلهل الشعر يعني سلسل بناءه، كما يقال ثوب مهلهل، إذا كان خفيفًا، أو لأنه أول من رقق الشعر وتجنب الكلام الغريب والحوشي، وهو خال امرئ القيس بن حُجْر الكندي، وجدّ عمرو بن كلثوم الشاعر لأمه. وقد أشار الفرزدق في قصيدة له إلى أشهر شعراء الجاهلية فقال عن المهلهل:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
والمهلهل أهم شاعر ظهر في حرب البسوس. وشعره يعد وثيقة تاريخية لهذه الحرب، وهو بإجماع الرواة أول من
قصّد القصائد، وذكر الوقائع، وكانت القصيدة العربية قبله أبياتًا مفردة أو مقطوعات قصيرة. ذكره ابن سلام في طبقاته فقال عنه: ¸وزعمت العرب أنه كان يدعي في شعره، ويتكثر في قوله بأكثر من فعله·.
وأغلب شعره في المصادر يغلب عليه التهديد والوعيد، وهو في قصائده ومقطوعاته يعبِّر عن إحساسه بوقع فجيعته. فقد ألحّ عليه الحزن، فبالغ في تهديد بني بكر. وشعره يعكس ماتفيض به نفسه من مشاعر الحقد والغيظ والرغبة في الانتقام.
ومن أبياته الشهيرة التي قالها في رثاء أخيه كُليب:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
ثم يقول في قصيدة أخرى:
<tbody></tbody>
<tbody></tbody>
|
انظر أيضًا: أيام العرب.