المقاومة السلبية

المقاومة السلبية (بالإنجليزية: Passive Resistance) أسلوب من أساليب العمل السياسي وتكتيك للمقاومة غير العنيفة للسلطات. وتعتبر مفيدة من قبل اللذين يعتقدون أن الأساليب التقليدية المتبعة من خلال البرلمانات، والتي كثيراً ما تنطوي على إمكان الوصول إلى الأحزاب، بطيئة وغير مؤكدة.

وفي الديمقراطيات التي يسمح فيها بالمظاهرات، فإن العمل المباشر من هذا النوع إذا امكن استدعاء انتباه كاميرات التلفاز وسيلة جيدة لتعبئة الرأي العام، كما أن المقاطعة والإضرابات أمثلة أخرى على اللاعنف الذي له مختلف الدرجات، احداها تحرص على عدم مخالفة القانون، أي: انها ترفض الأضرار بالممتلكات وسد الطرقات السريعة، وفي أقصى الطرف الآخر يوجد أناس يرغبون من خلال استفزاز الشرطة لممارسة العنف إحداث وعي ثوري لدى السكان المسالمين، وبين هذين الطرفين يوجد مواقف عدة، من بينها المسالمون المستعدون للذهاب إلى السجن من أجل تعزيز تصميمهم على النجاح، وتقديم شهيد من أجل قضيتهم.

كان للمهاتما غاندى فضل ريادة المقاومة السلبية فى حملته ضد الحكم البريطانى فى الهند فى الثلاتينيات والأربعينيات من القرن المضاي. وقد أصبحت المقاومة السلبية منذ ذلك الحين أسلوباً مقبولاً تستخدمه الأقليات لتمارس ضغطاً معنوياً على جماعات الأغلبية. وحقق نجاحاً باهراً فى حركة الحريات المدنية الأمريكية في الفترة بين عامي ١٩٥٥ و١٩٦٤ عندما كان يتم القبض على عدة آلاف من النشطاء سياسيا لخرقهم قواعد الفصل العنصرى فى الجنوب، حيث اعتمدها مارتن لوثر كينغ في الكفاح الأمريكي من أجل الحقوق المدنية، مما أدى إلى صدور قانون الحقوق المدنية لعام ١٩٦٤ . وتجدر ملاحظة أنه تم انتصار النضال في كلتا الحالتين ضد حكومات ديمقراطية، لكن فشل هذا التكتيك فى تشيكوسلوفاكيا عام ١٩٦٨،

وقد استخدم هذا التكتيك أيضا على نطاق واسع من قبل حركات السلام، والحركات المعادية للقوة النووية، وحركات مناهضة الإجهاض. وبصفة عامة، تحتوى المقاومة السلبية مجموعات من المتظاهرين الذين يحتلون حيزاً عاماً أو محظورا، ويسمحون بإلقاء القبض عليهم أو التحرش بهم من جانب السلطات، دون أن يظهروا أية مظاهر للعنف نتيجة لذلك. وتعد قوة المقاومة السلبية فى جوهرها قوة أخلاقية. وهى تخلق تصورات يمكن أن تستميل وسائل الإعلام، وقد تفضى إلى الشعور بالذنب وعدم اليقين بين السياسيين وحاتزى القوة.

انظر أيضاً