المخالطة الفارقة

المخالطة الفارقة (بالإنجليزية: Differential Association) هى نظرية فى علم الجريمة والانحراف، ازدهرت على أيدى إدوين سذرلاند إبان عقد الثلاثينيات، كرد فعل على هيمنة المداخل التى كانت تأخذ بتعدد العوامل فى تفسير الجريمة وتعليلها. و لكنها ارتبطت بأعمال إليانور وشيلدون جلوك على وجه الخصوص. فقد كان سذرلاند على النقيض من أولئك الذين قدموا قائمة طويلة بالأسباب التى من المحتمل أن تسهم فى خلق الجريمة. ولذلك عمد إلى صياغة وتأسيس نظرية سوسيولوجية متكاملة تؤكد أن الجريمة هى فى الأساس ظاهرة يمكن تعلمها بالاكتساب. وحاول سذرلاند تدقيق هذه النظرية وتتقيحها فى الطبعات المختلفة من كتابه الواسع التأثير: مبادئ علم الإجرام، الذى صدرت الطبعة الأخيرة منه بالاشتراك مع دونالد كريسى. حيث قدم فى هذا الكتاب تسع قضايا، ذهبت أهم قضية فيها إلى أن "الفرد يصبح منحرفا عندما ترجح كفة التعريفات والآراء المحبذة لانتهاك القانون على التعريفات والآراء الناهية عن انتهاك القانون. فالسلوك الإجرامى سلوك متعلم بسبب تفاعل الأفراد فى إطار مواقف تحبذ انتهاك القانون وتشجع عليه. ولذلك قيل إن هذه النظرية هى نظرية للتعريفات الفارقة أكثر منها نظرية للمخالطة الفارقة.

وقد أثرت هذه النظرية تأثيراً بعيداً على بحوث الانحراف والجناح، ومحاولة تفسير الجريمة باعتبارها عملية تعلم فى المقام الأول، وليست مرتبطة بالاستعدادات البيولوجية. وعلى المرغم من ذلك فقد تعرضت نظرية المخالطة الفارقة لانتقادات عديدة، منها أنها نظرية فضفاضة بالغة العمومية، مما يجعلها عاجزة عن تقديم تفسير مناسب للجرائم الفردية كالاختلاس. وقد استجاب دعاة هذه النظرية لتلك الانتقادات من خلال الاجتهاد فى تدقيق المتظرية وجعلها أيسر اختبارا، و العمل على تطبيقها على مدى أوسع من ظواهر الانحراف الفردى، مستخدمين لغة الدوافع فى الغالب لتوضيح الطبيعة الاجتماعية حتى للجرائم التى يرتكبها الفرد بمفرده.