المخاطر الصحية للرجال

إن معدلات الوفاة الناتجة عن العوامل الخمسة عشر الرئيسية المسببة للوفاة في الولايات المتحدة هي أعلى عند الرجال منها عند النساء. حيث يموت الرجال أبكر بسبع سنين تقريبا من النساء. كما أن الرجال مرجحون للمعاناة بشكل أكبر من الأمراض المزمنة و صدمة إصابة الدماغ إضافة إلى الموت جراء مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وبينما الرجال أقل ممارسة للتمارين فإنهم أكثر عرضة للوزن الزائد. كما يقل احتمال تناولهم المكملات الغذائية مثل الفيتامينات، وقضاء أوقاتهم وهم يعتنون بأنفسهم.

يجادل البعض أن السبب الجزئي في هذا هو أن الرجال "مسموح" لهم بأن يكونوا ذوي وزن زائد. [من صاحب هذا الرأي؟]

قد تقدم وسائل الإعلام الرجل القصير المكتنز على أنه لا زال ذكوريا جدا وحتى جذابا. إن التصرف والوعي الأعظم بالنسبة للسلوك الصحي عند النساء يأتي بشكل جزئي نتيجة للقيمة الاجتماعية الحضارية لحضورهن ولأجسادهن. إن كانت المرأة زائدة الوزن، فإنها تعتبر أقل أنثوية. النساء يضعن قيمة أعظم للعناية بأجسادهن وهو الأمر الذي يقودهن إلى سلوك أكثر صحة.

إنه موضوع مثير للجدل لكن العديد من العلماء يعتقدون أن ذلك التصرف هو العامل الأكثر أهمية الذي يؤثر على الصحة وأن ذلك التغير في السلوك هو الطريق الأكثر فاعلية للوقاية من الأمراض. بعض التصرفات المرتبطة بالذكورة المهيمنة تتضمن الطموح ”توضيح الحاجة“ والعقلية الموجهة للنجاح والاستقلالية والتصرف الآمن والرزانة العاطفية والعدوانية إضافة إلى تحدي المخاطر. إن هذه التصرفات متوقعة وسمات مميزة للرجال ولكن إن وصلوا إلى المدى الأقصى فيمكن لأنماط سلوكهم أن تكون غير صحية.

الاستقلال والحصانة

من الملاحظ أن الرجال يذهبون بشكل أقل لزيارة أطبائهم للقيام بفحوصات الرعاية الطبية الوقائية. حيث أنهم يزورون أطبائهم 134.5 مليون مرة أقل من النساء الأميركيات في كل عام- مطبقين بذلك نسبة 40 بالمائة فقط من جميع الزيارات الطبية. إن ربع الرجال ممن يبلغون 45 إلى 60 عاما ليس لديهم طبيب خاص بهم. كما أن الرجال تغاضوا عن القيام بفحوصات القلب السنوية المنصوح بها. فالرجال الذين يبلغون من العمر بين 25 إلى 65 عاما مرجح أن يموتوا جراء مرض القلب والأوعية الدموية أربع مرات أكثر من النساء.

كما يرجح أن يتم تشخيص إصابة الرجال ب المرض العضال في مرحلة متأخرة ويعود ذلك لمعارضتهم الذهاب إلى الطبيب. وقد يكون ذلك بسبب ميل الرجال لعدم ملاحظة العلامات بشكل سريع كالنساء. يعتقد جيري كايسر، مستشار الرعاية الصحية، أن " الرجال....أساسا لا زالوا صيادين ومحاربين...كما أنهم ينزعون إلى عدم الانتباه إلى الأشياء الخفية والداخلية. إن لكم يكن هناك عوارض ظاهرية، فلن تكون هناك استجابة." إن الأسباب التي يعطيها الرجال لعدم قيامهم بالزيارات الطبية السنوية وزيارة أطبائهم تتضمن كلا من الخوف والنكران إضافة إلى الإحراج وتفادي التجربة التي قد لا يستطيعون التحكم فيها. وقد تكون هذه المشاعر نتيجة لأفكارهم حول كونهم ذكوريين وبشكل أكثر تحديدا، كونهم مستقلين ومسيطرين ولا يمكن إيذاؤهم.

وطأة دور الجنس الذكري

يشعر بعض الرجال بالإجهاد نتيجة ضغط مجتمعهم للتصرف بطريقة ذكورية. حيث يحس هؤلاء الرجال بأن عليهم الفوز في المواقف التي تحتاج قوة ولياقة بدنية. كما أن الظهور بمظهر الضعف أو العجز العاطفي أو الجنسي هو أمر يشكل تهديدا كبيرا على اعتدادهم بذاتهم. وفي سبيل الشعور بالاطمئنان، على هؤلاء الرجال أن يشعروا بأنهم حاسمون وواثقون بأنفسهم إضافة لكونهم عقلانيون. هذا وقد يزداد الضغط الناتج عن دور الجنس الذكري إذا ما شعر الرجل أنه قد تصرف بطريقة عديمة الرجولة.

في عام 1987، أجرى إيسلر وسكي دمور دراسات حول مستوى الضغط الذكوري. ووجدا خمس تقنيات من الذكورة ترافق الضغط الناتج عن الدور الذكري. حيث تشمل:

أ) التشديد على التغلب في المواقف التي تتطلب اللياقة والقوة. ب) التواصل مع النساء اللواتي يمتلكن حسا من التميز، سواء في مجال الألعاب الرياضية أو الكسب الاقتصادي. ج) أن تتم رؤيتهم كأشخاص عاطفيين فيما يتعلق بالنساء. د) الحاجة للشعور بالتفوق فيما يتعلق بالأمور الجنسية والعمل. ه) الحاجة إلى قمع المشاعر الضعيفة حيث أن إظهار الأحاسيس يكون محدد طبقا للمفاهيم الذكرية التقليدية.

استرتيجيات التأقلم

لا يمكن للمقاييس الذكرية أن تخلق الضغط على بعض الرجال فحسب، بل أنها تحدد قدرتهم على التخفيف من إجهادهم. يمتلك الرجال والنساء طرقا مختلفة يقيمون من خلالها الظروف المرهقة لهم وكيفية التأقلم معها. حيث يقيم بعض الرجال الظروف باستخدام مخطط لما يمكن أن يكون رد ذكري مقبول أكثر مما قد يكون الرد الموضوعي الأفضل.

إن الرجال مقيدون بمدى محدد من الردود " الموافق عليها" واسترتيجيات الفوز. وبسبب هذا المخطط المقيد، فإن الرجال قد لا يتغلبون على الضغط بالفعالية ذاتها التي تقوم بها النساء. فالنساء يملن إلى التوقف والإفراج عن مشاعرهن ومناقشة ضغوطاتهن مع صديق مقرب لهن. حيث يشعرن بالارتياح بعد ذلك. أما الرجال فقد حددوا خيارات تغلبهم على الضغط. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى قبول الضغط بدلا من التعامل معه وهو الأمر الذي يقود فقط إلى تعزيز الجهد داخليا والتأثير على الصحة.

الرزانة والكبت العاطفي

يمتلك المجتمع قواعد مختلفة حول الطريقة التي يتوجب فيها على الرجال والنساء أن يعبروا عن أنفسهم. وبشكل عام، ينظر إلى الرجال على أنهم من يفترض بهم أن يمنحوا العزاء والقوة. فإن انهاروا أو بكوا أو حتى طلبوا العزاء عندها قد يفقدون جلادتهم. ومن جانب آخر، فإن النساء وبعض الرجال لا يمنحون الرجال الخيار للتعبير عن مشاعر الحزن والتعب والضعف والإحباط أو حتى الحاجة والوحدة دون أن تكون النتيجة هي التضحية بذكوريتهم.

كما يرجح أن الرجال يميلون إلى الانتحار بما يزيد أربع مرات على النساء، وغالبا لا تمتلك العائلة والأصدقاء فكرة عما إذا كان هناك شيء خاطئ. وبدلا من طلب المساعدة من المختص أو حتى الحديث مع أصدقائهم، فإن الرجال يحاولون غالبا التعامل مع الإحباط بمفردهم، وهو الأمر الذي ينتهي في كثير من الأحيان بالموت.

المخاطرة

من الملاحظ جدا أن الرجال يميلون أكثر بكثير من النساء إلى الشرب والقيادة وعدم ارتداء حزام الأمان كما أنهم ينزعون إلى العدوانية والقتال والقيادة بسرعة وعلى نحو خطير. إضافة إلى أنهم أكثر ضلوعا في ارتكاب جرائم القتل والتعرض لحوادث السيارات وغيرها من الحوادث. وفي الحقيقة فإن الرجال يموتون جراء الحوادث أكثر من النساء بثلاث مرات، كما أنهم يشكلون نسبة 93% من حوادث العمل. وفي الوقت الذي يجادل الكثيرون فيه أن هذا يعود إلى ممارسة الأعمال الخطرة التي يسيطر عليها الرجال كالتعدين، فإن البعض يقولون أن هذا يشكل على الأقل جزءا من السلوك الذكري المخاطر.

حيث يتعرض الرجال بشكل عام للمخاطر الصحية أكثر من النساء. وجميع تلك التصرفات مقبولة بالنسبة إليهم كما أنها تعتبر رجولية إلى حد كبير. إن الرجال معرضون للوفاة جراء مرض السرطانأكثر مرتين من النساء كما أنهم يقومون بالتدخين أكثر ولا يرتدون الواقي من الشمس ويأكلون الطعام الغير صحي ولا يتمرنون.

تشكل الأسباب الكامنة وراء هذه الرغبة بتحدي المخاطر أمرا يدعو إلى الجدال على نحو واسع. فالبعض يقول أن مرجع هذا السلوك يعود غالبا أو كليا إلى التوقعات الاجتماعية أو تقبل أسلوب المخاطرة من الرجال. بينما يعتقد آخرون أن الرجال وخاصة الشباب منهم، مهيئون جينيا ليكونوا أقل إدراكا للخطر من النساء لأن فقدان الشاب أقل ضررا بكثير من فقدان الشابة، وذلك من ناحية المقدرة الإنجابية للمجموعة, وهو الأمر الذي يبدو أنه ينتج ضغطا للتطور تجاه الرجال ويدفعهم ليكونوا أكثر ميلا للمجازفة والمخاطرة. كما يستشهد البعض بالمفاهيم المحددة الواسعة الانتشار للهوية الذكورية بغض النظر عن الثقافات. فإن كانت الذكورية تلقن إلى حد بعيد، لكانت المجتمعات المتعددة في الأوقات المختلفة تمتلك أفكارا مختلفة للغاية حول دور الجنس الذكري، الذي بقي ثابتا نسبيا على مر العصور.

تشجيع الإعلام

وفقا لآران ستيب، فإن مشاكل وتصرفات الرجال الصحية يمكن ربطها بدور الجنس الاجتماعي للرجال في ثقافتنا. فقد وجد أن مجلات التحري تشجع على الذكورية التقليدية، حيث تحتفل المجلة بالأشياء " الذكرية" مثل حب المسدسات والسيارات السريعة والنساء السريعات إضافة إلى قراءة الخلاعة على نحو منتظم. كما أن هناك عدة رجال "مثاليين" تشجع عليهم المجلة، لكن المشكلة تكمن في أن جميع أولئك الرجال يعانون المخاطر الصحية.

إن صورة لاعب كمال الأجسام التي تشجع عليها في العادة لديها نظام تمرين متواضع يفشل في تحريك الجسد كله أو القيام بعمل القلب والأوعية الدموية. كما أن صورة "شريحة اللحم والبطاطا" ترتبط بالمستوى العالي للكوليسترول، وصورة من يشرب البيرة بكثرة يمكن أن تؤدي إلى إدمان الخمر والقيادة أثناء الثمالة. إضافة إلى ذلك فإن صورة الرجل البارع في الأمور الجنسية تعرض الرجال لخطر أكبر من الأمراض المتنقلة جنسيا، وفي النهاية فإن فكرة الرجل المحب للرياضة ومشاهدة التلفاز تشجع القسوة والعدائية.

سلوك شرب الكحول

أظهرت دراسة حول الإعلانات التجارية للكحول قام بها كل من ستريت (بوست مان ونيستروم وستريت ووين غارتنر في عام 1987 إضافة إلى ستريت في عامي 1989 و1990) ووينر في عام 1991، أظهرت بعض النتائج المثيرة للاهتمام، ففي إعلانات البيرة التجارية، تقدم الأفكار الذكرية (وبشكل خاص حب الخطر) ويتم التشجيع عليها، كما تركز الإعلانات على الحالة التي يكون فيها الرجل متغلبا على العوائق في المجموعة. فالرجال إما يعملوا كثيرا أو يلعبوا كثيرا، على سبيل المثال، ستصور الإعلانات الرجال الذين يقومون بجهد جسدي مثل رعاة البقر وعمال البناء أو الفلاحين، حيث تبدو البيرة كجائزة لعمل تم إنجازه بشكل جيد.

كما أن البيرة مرتبطة أيضا بنهاية اليوم بوصفها نقلة من العمل إلى الراحة. إعلانات البيرة التي تنطوي على اللعب الثابت تمتلك موضوعا رئيسيا من الإتقان (يتجاوز الطبيعة أو يتجاوز بعضها بعضا) من المخاطرة والمجازفة. على سبيل المثال، سيكون الرجال في الخارج يمارسون الصيد أو التخييم أو الرياضات أو يتسكعون في الحانات. ودوما يكون هناك عنصر من الخطر إضافة إلى التركيز على الحركة والسرعة، وهذا الأمر يؤكد على فكرة أن الرجال الحقيقيون يتحدون المخاطر ويستمتعون بالسرعة (على سبيل المثال امتلاكهم للسيارات السريعة والقيادة بسرعة). كما يتم استخدام الحانة كمحيط لامتحان الذكورية (فمهارات مثل الرهان والقوة البدنية والقدرة على الشرب) تستخدم كأساس للصداقة بين الذكور. كما يتم ربط البيرة مع الطبيعة أيضا، فهي طبيعية وصافية وغير مؤذية وربما أيضا يتم تقديمها بقوة على أنها صحية.

وبسبب هذا الوصف الذي تقوم به وسائل الإعلام ومشهد "الرجل القوي"، فإن الرجال يحستون الكحول أكثر من النساء، حيث أنهم يشربون أكثر من النساء بثلاث مرات، كما أنهم يضلعون في التصرفات الخطيرة مثل حفلات الشرب. وذلك وفقا لدراسة قام بها روراباخ، فإن الشبان في الجامعة يعدون من بين أكثر السكيرين في المجتمع الأميركي. ويعود ذلك إلى أنهم يسعون إلى المغامرة، فمن بداية تجربتهم في الجامعة، ينخرط الرجال في الشرب.

وفقا لغرين، فإن ألعاب الشرب تمثل "عاملا هاما في تربية الطلاب الجدد على الاستعمال الثقيل" حيث يرى الشرب كمغامرة بحد ذاتها علاوة على كونه يحرر الرجال ويدفعهم لتجربة الجنس والعنف وغيرها من التصرفات التي تتسم بالمغامرة. وكبديل عن ممارسة الخطر، فإن الشباب في الجامعة يتقلون القبول من نظرائهم. ليس الكحول بحد ذاته هو الخطر في حياة هؤلاء الرجال، وإنما بعض الشعائر والتقاليد الجامعية التي توجب على الرجال أن يتحدوا الخطر بينما يقومون بشرب الكحول. ففي الجامعات الأميركية، يقوم الشباب بإظهار رجولتهم كتطور في اللحظة التي يسيطر فيها اجتماعيا عبر الكحول.

انظر أيضا

المراجع

Arrindell, Willem A., Ph.D. (2005 1 October) “Masculine Gender Role Stress” Psychiatric Times Pg. 31

Burstin, Fay “What’s Killing Men”. Herald Sun (Melbourne, Australia). October 15, 2005.

Canada, Geoffrey “Learning to Fight” Men’s Lives Kimmel, Michael S. and Messner, Michael A. ed. Allyn and Bacon. Boston, London: 2001

Courtenay, Will “Constructions of masculinity and their influence on men's well-being: a theory of gender and health” Social Science and Medicine, yr: 2000 vol: 50 iss: 10 pg: 1385-1401

Kaufman, Michael “The Construction of Masculinity and the Triad of Men’s Violence”. Men’s Lives Kimmel, Michael S. and Messner, Michael A. ed. Allyn and Bacon. Boston, London: 2001

Robinson, L. (October 21, 2005). Not just boys being boys: Brutal hazings are a product of a culture of masculinity defined by violence, aggression and domination. Ottawa Citizen (Ottawa, Ontario).

Stibbe, Arran. (2004). “Health and the Social Construction of Masculinity in Men’s Health Magazine.” Men and Masculinities; 7 (1) July, pp. 31–51.

Strate, Lance “Beer Commercials: A Manual on Masculinity” Men’s Lives Kimmel, Michael S. and Messner, Michael A. ed. Allyn and Bacon. Boston, London: 2001

Williamson P. “Their own worst enemy” Nursing Times: 91 (48) 29 November 95 p 24-7

Wray Herbert “Survival Skills” U.S. News & World Report Vol. 139، No. 11; Pg. 63 September 26, 2005

وصلات أخرى

www.menshealth.com This is the site for the magazine, Men’s Health. It has information on how to take care of yourself and improve your overall well being. It covers fitness, sex, health, guy wisdom, weight loss, nutrition, and style. In the health section you can find information on illnesses and how to fight them, in addition to information about cholesterol, back pain, heart disease, and stress management.

  • Menshealth.org dedicated to promoting the health and wellness of men and boys. Their goal is to reduce preventable risks and help men and boys live longer and healthier lives. It has a health assessment program and offers services to help men and their families improve their health.
  • http://www.menweb.org/throop/health/health.html

This website provides articles on health issues and studies that provide statistics and facts. Information on self-help through diet and lifestyle changes as well as information on mental health is highlighted.

This website talks about men and their depression and how to get help.

af:Mans se gesondheidsrisiko's