المجتمع المحلي والمجتمع

المجتمع المحلي والمجتمع (بالإنجليزية: Gemeinschaft and Gesellschaft) يشير هذان المصطلحان الألمانيان، واللذان غالبا ما يؤخذان سوياً، إلى منظومة فرديناند تونيز عن المجتمع المحلى والمجتمع. وبالرغم من أن المفهوم الأخير يترجم فى بعض الأحيان "بالرابطة" (انظر كتاب تونيز بعنوان: المجتمع المحلى والمجتمع، الصادر عام 1887). وطبقاً لأطروحة تونيز عن التحديث الأوروبى، فإن الانتقال من المجتمع المحلي إلى المجتمع يتم خلال عملية تحول عقلاني، تقوم على التحول من العلاقات القائمة على الأسرة والطائفة إلى العلاقات القائمة على الرشد والحساب. فالمجتمع المحلي هو عالم من الروابط الأليفة والعاطفية والمؤسسة على علاقات الوجه للوجه، كما أنه يعرف الارتباط بالمكان، وسيادة المكانة المكتسبة والروابط المجتمعية المتجانسة و المنضبطة. أما المجتمع فإنه يرتبط بالحضرية والحياة الصناعية، والحراك، واللاتجانس، واللاشخصية. ولقد تشكل معظم الجدل حول مفهوم المجتمع المحلي، فى ضوء هذه الآراء (انظر مؤلف بيل ونيوباى: دراسات الممجتمع المحلى، الصادر عام 1971).

والواقع أن المفهومين يشكان نمطين مثاليين وكذلك الأفكار المشابهة حول التراث والحداثة. أما فى الواقع فإن عناصر من كلا النمطين توجد بتسب مختلفة فى معظم العلاقات الاجتماعية والمجتمعات. ويرجع التراث الفكرى لمفهومى المجتمعات التقليدية والحديثة عادة إلى تمييز إميل دوركايم بين التضامن الآلى والتضامن العضوي (والصور المصاحبة من الوعي الجمعي)، ولكنه قد يوجد أيضاً (وربما بشكل أكثر وضوحاً) فى كتابات ماكس فيبر حيث يتقابل أسلوب الحياة القائم على المكانة والمشاعر العادية مع اسلوب الحياة القائم على المصالح و الجماعات الاقتصادية والطبقات. و لقد انبثقت قكرة التوجهات القيمية عند يارسونز - كالتفرقة بين الخصوصية والعمومية والعزو والإنجاز - من هذه الفكرة للتقابل بين أزواج من المفهومات، وجميعها اتجهت نحو فهم جوهر التغير النظامي والفردي المصاحب للتحديث.

انظر كذلك