المجتمع السيبرنطيقي

المجتمع السيبرنطيقي (بالإنجليزية: Cybersociety) شبكة الاتصالات (الفضائية، أو ذات الواقع المفترض أو المتخيل) المعتمدة على الأساليب الإلكترونية، والتى تتكون بين مستخدمى شبكات الكمبيوتر العالمية. ومع أنه قد جرت العادة على التمييز بين "تكنولوجيا المعلومات" (وهو مصطلح يطلق على استخدام الحاسب الآلى أو عملية من عملياته، على نحو ما يحدث فى الاستخدام الآلى للمعلومات فى الأعمال من Office automation الإدارية ناحية، و "تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية" (مثل آلات الفاكس أو عقد الاجتماعات عبر الفيديو -الفيديو كونفرنس- من ناحية أخرى. غير أن تكامل الوسائط المتعددة الذى استطاع أن يسخر تقريباً كافة تكنولوجيات الاتصال عبر الحاسب الآلى وفى نفس الوقت قد أفرغ هذا التمييز من مضمونه. ونلاحظ أن المصطلح الجديد: الفضاء السيبرنطيقي يدل على هاتين الظاهرتين معاً.

وقد برز الاهتمام بالتفاعل الاجتماعى من خلال الحاسب الآلى فى سياق تتظيم الحياة اليومية فى فترة أواخر القرن العشرين. ققد كان من شأن البريد الإلكترونى وشبكة الإنترنت أن تخلقت ظواهر جديدة مثل: التسوق عبر الإنترنت، وجماعات الدردشة chat-rooms عبر الشبكات، وفيديو الصور الإباحية الخاص فى المنازل. وتمثل دلالات هذا النمو الانفجاري فى عالم الاتصالات بالنسبة للعمل، وقضاء وقت الفراغ، وعالم السياسة؛ تمثل محل خلاف وأخذ ورد بين علماء الاجتماع. (انظر -على سبيل المثال-مؤلف ستيفن جونز (محرر) المعنون: المجتمع السبرنطيقى، الصادر عام 1994).

ومن المثير حقاً أننا يمكن أن نجد فى رواية "الشمس العارية" التى نشرها مؤلف روايات الخيال العلمى البارز ايزاك أسيموف لأول مرة فى عام 1956، نجد فيها واحداً من أكثر صور التعبير إثارة للفكر عن السمات السوسيولوجية المحتملة للمجتمع الذى يسير أموره بالوسائل والنظم السيبرنطيقية تماماً. ووجه العجب أن تطور الحاسب الآلى كان ما يزال يحبو فى ذلك التاريخ. وتحكى قصة هذه الرواية عن عالم بعيد يستطيع أفراده أن يروا بعضهم البعض عن بعد عن طريق صور ثلاثية الأبعاد، وأنهم نادراً ما يدخلون فى علاقات تفاعل مباشر (وجهاً لوجه). كما تحوى الرواية كما كبيراً من التأملات لدور علماء الاجتماع فى ذلك العالم، وفى عوالم أخرى لا تقل عنه غرابه (فى رواية أسيموف تعيش شعوب الأرض -على خلاف ذلك- فى كهوف ضخمة من الصلب تحت الأرض، يتملكهم الرعب من الأماكن المفتوحة، أو من الهواء النقي). كما تحوى الرسالة سطراً خالداً، يأتى على لسان أحد شخوص الرواية تلبية للحاجة إلى إرسال ممثل للأرض إلى الكو اكب الأخرى من أجل إنقاذ النوع البشري، حيث يقول: "الأفضل أن ترسلوا لهم متخصصاً فى علم الاجتماع".