الكليجا (رواية)


تعتبر (الكليجا) باكورة الأعمال الروائية للكاتب والصحفي السعودي علي القحيص، صدرت في شهر سبتمبر عام 2009م، في 170 صفحة من القطع المتوسط، عن (مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع) في مملكة البحرين. ,وقد اختار القحيص أن يطلق روايته خلال معرض البحرين الدولي للكتاب عام 2009، ومن ثم أقام حفل توقيع للكيلجا على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان يترقب بحماس إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب في مارس 2010، إلا أنه فوجئ بقرار شفهي صادر من وزارة الإعلام السعودي يقضي بمنع مشاركة الرواية في معرض الرياض الدولي ومنع دخولها المملكة العربية السعودية الأمر الذي شكل صدمة للمؤلف.

التسمية

(الكليجا) الاسم الذي اختاره الكاتب عنواناً لأولى رواياته، هي نوع من الحلويات الشعبية تشتهر بها المملكة العربية السعودية وتتفرد نسوة منطقة القصيم في بريدة وأيضا شمال العاصمة (الرياض) بطريقتهن المميزة في صنعها، ويأتي المؤلف على ذكر (الكليجا) مرات عديدة في سرده لروايته التي تحمل ذات الاسم.

الحبكة القصصية

تدور أحداث الكليجا في ثلاثة بلدان هي المملكة العربية السعودية، الجمهورية العربية السورية، وجزيرة قبرص، يناقش خلالها المؤلف عدة محاور تسير متوازية عبر صفحات الرواية، من أبرز هذه المحاور أثر البيئة السعودية المحافظة والمكبلة بتلال من العادات والتقاليد الصارمة التي تحكم العلاقات في ذلك المجتمع، على الشباب السعودي الناشئ الذي تتملكه الحماسة وتغذيها الرغبة والفضول الدفينين تحت طبقات وطبقات من أكنّة تلك العادات والتقاليد التي لجأ الكاتب إلى وصفها بالقيود.

تقدم (الكليجا) طرحا مختلفاً ومتميزا عما عهدناه في الأدب السعودي المعاصر، ففي حين تكتفي أدبيات المنطقة عموماً بالإشادة بما تحمله العادات والتقاليد من قيم ومحاسن، يسلط القحيص الضوء على الآثار المدمرة التي يتسبب بها جمود المجتمع وإصراره على التمسك بذات الأسلوب المتبع لأجيال وأجيال في خضم أحداث عصر تدور فيه الدوائر والثابت الوحيد فيه هو التغيير.

كما يتطرق الكاتب لمسألة الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003م والإحباط الذي اصاب المحيط العربي جراء هذه الضربة التي هزت كيان كل عربي في المنطقة وحفرت أخاديد دامية في وجدان وضمير جميع العرب.

أحداث الرواية

"مساعد" شخصية "الكليجا" المحورية، شاب سعودي في مقتبل العمر يتميز بالطيبة والصدق والإخلاص وبر الوالدين، إلا أنه ضاق ذرعا بالحياة المنغلقة التي يحياها في منطقة القصيم السعودية، ويحلم بالانعتاق من تلك القيود التي يشعر بها تكبله وتجذبه قسراً نحو الأرض كلما حاول فرد جناحيه ليحلق بهما كأي شاب آخر تملؤه الحيوية والحماسة، ولذلك يختار دراسة الطب في سوريا ليحقق أحلام والديه في الظاهر ولكنه في أعماقه اتخذ قراره في الابتعاد والانخراط في تجربة العيش وحيدا في بلد آخر حيث لا حسيب ولا رقيب على تصرفاته، وهناك في دمشق يختبر "مساعد" تجارب شتى تقوده إليها رغباته وشهواته المكبوتة التي اندفعت من أعماقه فجأة، ويعيش في داخله صراعاً مريراً بين نفسه الأمارة بالسوء وتأنيب ضميره الذي ما فتئ والداه يمدانه من معين طيبتهما وخبرتهما ودعائهما. إلا أنه يستسلم في النهاية لتلك الشهوات وينغمس في الملذات لا سيما بعد تعرفه على "مشاري" ذلك الشاب السعودي المخادع الماكر الهارب من مجتمع صارم ظالم لا يرحم ولا يغفر، ويستمر "مساعد" على تلك الحال حتى يخسر كل ما هو جميل وبديع ومشرق في حياته لا سيما حبه العذري لـ "رندة" الفتاة التي فتنته بجمالها ومرحها وشغف قلبه بحبها، وعلى حين غرة في وقت بدأ يصحو من غفلته ينتهي الأمر بـ "مساعد" حبيساً خلف القضبان بعد فخ خبيث أوقعه فيه صديقه، مدمراً ما تبقى له من آمال وأحلام مستقبلية لن يحققها أبداً...

اقتباس

"أما هو فأسير أسوار عالية لامناص إلى الخروج من سجنها، أسموها العادات والتقاليد، وأحيانا ألبسوها ثوب الفضيلة، فبات الاقتراب منها أمرا في غاية الخطورة، لماذا لا يعيش حياته مثل هؤلاء الشباب الذين تعرف عليهم في المدرسة؟ لماذا لا يحلم بفتاة أحلامه مثلهم، لقد مل خلواته الفردية، مع صور الفتيات اللواتي يظهرن على أغلفة المجلات الفنية وغيرها، وهو يفرغ شحناته العاطفية لوحده.. في داخله ينمو شيء غريب، يدفعه للتفكير بفتاة ما، يرسم بطفولة ملامحها، ويحلم بلقائها..."

مؤلفات أخرى

رغم أن (الكليجا) تعتبر الرواية الأولى للمؤلف علي القحيص، إلا أن هذا الصحفي المتمرس يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الكتابة وله عمود أسبوعي ثابت في جريدة الرياض السعودية بعنوان '''إيكنوميات'''، كما يعد واحداً من أبرز رسامي الكاريكاتير السياسي في منطقة الخليج وقد جمع بعض رسوماته في كتاب (صوت الصمت.. للصمت صوت) الذي أصدره عام 2009م، كما صدر له عدة كتب آخرى منها (المسترجلات) وهي دراسة معمقة لمشكلة الفتيات اللاتي يتشبهن بالشبان والدخيلة على المنطقة الخليجية والعربية عموماً، وكتاب (الحذاء رقم عشرة) الذي يتناول حادثة رشق الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بالحذاء أثناء زيارته الرسمية الأخيرة إلى بغداد من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي، كما يتناول الكتاب جميع ما كتب ونشر ورسم حول الحادثة والأصداء الواسعة التي أثارتها في الأوساط العراقية والإقليمية والدولية.

وصلات خارجية

برنامج خطوة على قناة أبوظبي ومكالمة هاتفية مع علي القحيص حول كتابه (المسترجلات)