الفن المملوكي

الفن المملوكي (1250 - 1390). شهدت الأسرة الأولى من أسر المماليك حكام مصر وسوريا - وهي أسرة المماليك البحرية - آخر مراحل أسلوب التصوير العربي. وقد اتسمت فنون هذا العصر بالصرامة، فلم تكن الزخارف الهندسية المتشابكة تغطي جدران المساجد وقبابها فحسب بل امتدت إلى المنابر والأبواب والنوافذ والكثير من الأشكال المعدنية وأغلفة الكتب الجلدية وترقينات المصاحف والبسط. والسمة الثانية لفن هذا العهد هي استخدامه للشكل الزخرفي في كتابة اسم السلطان أو الأمير وألقابه وشعاره. ويفسر هذا التعلق بالصرامة والشكلية formalism في فن التصوير انصراف المصورين في عصر المماليك عن إنجاز فن واقعي يقدم صورًا من الحياة اليومية بما تتضمنه من نقد للسلوك النفسي والاجتماعي، لأنهم توجهوا بفنهم إلى المسجد الإسلامي إذ كانوا في خدمة الأمراء الذين أوقفوا أوقافهم لهذه الجوامع، فانبرى الفنان لتذهيب المصاحف وابتكار المشكاوات والشماعد وكراسي المصاحف المزدانة بالرسوم الهندسية والزخارف النباتية فضلاً عن الكتابات القرانية.

وقد حافظ فن تصوير المخطوطات في عصر المماليك بقدر الإمكان على تقاليد الفن التصويري الذي نشأ في العراق وسوريا فقدم من جديد أبحاثًا علمية مصورة مثل كتاب "دعوة الأطباء" Banquet of the physicians (1273) (مكتبة أمبروزيانا بميلانو) وكتبًا أدبية مصورة مثل كتاب "الحيوان" للجاحظ (مكتبة أمبروزيانا بميلانو) وكتاب "كليلة ودمنة" (دار الكتب القومية بباريس). كما زاد الاهتمام بالمؤلفات التي تعنى بالموضوعات العسكرية، مثل كتاب "تعليم فنون القتال والفروسية" (دار الكتب المصرية)، والمؤلفات العديدة عن التدريبات وصناعة المعدات العسكرية واستخدامها وإن كانت قليلة الأهمية من الناحية الفنية.