الشبيبي (قبيلة)

الأشراف آل الشبيبي من أبرز القبائل في المملكة العربية السعودية، يعود نسبها إلى أشراف المدينة المنورة وهم من ذرية الأمير منصور بن جماز من آل مهنا، الذين حكموا المدينة المنورة لمدة ستة قرون. عُرفت هذه الأسرة منذ حكمها لإمارة المنتفق بالكرم والشجاعة ودفاعها عن دينها ووطنها ومن مما ذكر في فترة مشيخة الأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي بمنحه المدد بالرجال والوقوف مع الإمام عبد العزيز الأول بن محمد آل سعود هو الإمام الثاني للدولة السعودية الأولى وقد تعرضت الدولة السعودية في عهد الإمام عبد العزيز للعديد من الحملات المناوئة، وكان للامير ثويني الشبيبي دور كبير في مواجهة هذه الحملات مع الإمام عبد العزيز رحمه الله لصد هجمات مثل تلك التي شنها بنو خالد من الأحساء، والأشراف من الحجاز وحملات العثمانيين. ولقد التجأ الأمير ثويني الشبيبي إلى الدرعية بعد إعلانه الحرب على الأتراك وهزيمته في سنة 1785 ميلادية. والأشراف آل الشبيبي من الأشراف الحسينيين، أحفاد علي زين العابدين بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، زوج السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


ارتحلت الأسرة الحاكمة من المدينة المنورة إلى نجد والقصيم بعد نزاع مع أبناء عمومتهم. تولت قيادة أكبر اتحاد للقبائل في شمال شرق الجزيرة العربية، اتحاد قبائل المنتفق، والذي شهد ذروة نفوذهم وبعد وفاة جدهم الأمير ثويني بن عبدالله بن محمد الشبيبي، انتقل الحكم إلى آل سعدون، أبناء الأمير ثامر بن سعدون بن محمد. أُطلق عليهم اسم آل سعدون نسبةً إلى جدهم سعدون بن محمد.

المنتفق

إمارة آل شبيب كانت من بين الإمارات العربية البارزة، حيث احتلت مركزاً مهماً من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية. قادت هذه الإمارة اتحاد قبائل المنتفق، وهو أكبر اتحاد للقبائل في الصحراء الممتدة في شمال الجزيرة العربية وكانت مشيخة الاتحاد تحت قيادة أسرة آل الشبيبي، وقد تأسس هذا الاتحاد عام 1530م واستمر حتى 1918م.

وفي بداية ترؤس آل شبيب على المنتفق كانت راية (بني مالك) هي المستعملة لكن فيما بعد جرى تطريز علم خاص بالمنتفق وهذه الراية يتوسطها هلال وثلاثة أنجم، فالهلال يرمز لآل شبيب والأنجم الثلاثة يرمز للقبائل الثلاث الرئيسية في المنتفق (بني مالك، والأجود, وبني سعيد) والتي تحولت فيما بعد إلى ثلاث تجمعات ضخمة تسمى الأثلاث وكل ثلث يضم الكثير من القبائل والعشائر مختلفة الأصول.

وأسهم دور شيوخ المنتفق في ازدهار النشاط الاقتصادي بفضل تسهيل التجارة وإدارة الشؤون المحلية. كانت الإمارة مركز جذب للتجار والقبائل العربية الأصيلة من كافة مناطق الجزيرة العربية ومنها تأسيس الأمير ثويني بن عبدالله الشبيبي مدينة سوق الشيوخ وجعلها مدينة اقتصادية للقبائل جنوب العراق وشمال ووسط الجزيرة العربية لتكون مركز اقتصادي في المنطقة والسيطرة على تجارة القبائل داخل منطقة حكمه.

بعض من الاحداث التاريخية في زمن امارة الاشراف الشبيبي

مع تراجع قوة النفوذ العثمانية في المنطقة، وبعد احتلال البصرة من قبل زعماء المنتفق، بدءًا من الأمير مانع بن شبيب في عام 1693م، والأمير مغامس بن مانع في عام 1705م، وصولاً إلى الأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي في عام 1787م، شهدت المنتفق تغييرات في السلطة المحلية والاقتصادية. هذه الفترة تشكل جزءًا من تاريخ العرب وقوتهم ضد الفرس والروم، وتوضح كيف شكلت الأحداث التاريخية مسارها.

في عام 1190 هجري / 1775 ميلادي، زحف الأعاجم (أهل فارس) نحو المنتفق بعد احتلالهم البصرة، طمعاً في توسيع نفوذهم وغزو بلاد المنتفق. ساق صادق خان جنوده نحو قبائل المنتفق، ولكن الأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي والأمير ثامر بن سعدون، وهو ابن عمه وأخوه من أمه، تصدوا لهم. وقعت المعركة في الموضع المسمى الفضيلة، حيث تمكنت قوات الأمير ثويني من تحقيق انتصار كبير، وهُزم الأعاجم شر هزيمة وأدبرت قواتهم مكسورة.

لكن صادق خان لم يستسلم، وطلب المدد من أخيه كريم خان الزندي. في عام 1192 هجري / 1777 ميلادي، قاد محمد علي خان هجوماً جديداً على بلاد المنتفق. تصادم الجيشان في معركة أبا حلانة، حيث انتصر العرب مجدداً على العجم، وقتلوا ولي عهد الدولة الفارسية. أباد الأمير ثويني الشبيبي جيش العجم، وأصبحت أموالهم وأسلحتهم غنيمة لقوات مملكة المنتفق.

وفي عام ١٢٢٦هـ تحالف أمراء الروم للمسير إلى الحجاز، حيث جمعوا كل آلات الحرب والمال والذخائر اللازمة. تجمعت القوات من اسطنبول ونواحيها والشام ومصر، بقيادة صاحب مصر محمد علي قائد القوات المصرية براً وبحراً، وتبعها ابنه أحمد طوسون بقوة عسكرية كبيرة. اجتمعت القوات البرية والبحرية، وانضم إليهم آلاف المقاتلين من الترك وغيرهم. وعندما علم الامام سعود بن عبد العزيز بمسيرتهم، خرج لمواجهتهم فحدثت معارك شديدة وزادت القتالات والوقائع، وهُزمت القوات المصرية وتركوا معداتهم وذخائرهم وفروا. توجه عدد كبير منهم إلى السفن وقتل العديد منهم. قُتل من الروم أربعة آلاف رجل. في المقابل، قتل نحو ستمائة رجل من المسلمين، بينهم مقرن بن حسن بن مشاري ابن سعود وبرغش بن بدر بن راشد الشبيبي، وسعد بن إبراهيم بن دغيثر ورئيس قحطان هادي بن قرملة ورئيس عبيدة مانع بن كرم، وراشد بن شبعان وأخو محمد بن سالم أمير بني هاجر ومانع أبو وحير العجمي الفارس المشهور.

المراجع

  1. معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي-المستشرق النمساوي ادوارد زامباور.
  2. قاموس تراجم الأعلام – خير الدين الزركلي.
  3. كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية، مختصر الشيخ أمين الحلواني، المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري.
  4. دوحة الوزراء في تاريخ بغداد الزوراء، رسول الكركوكلي.

المصادر

  1. تاريخ امراء المدينة المنورة- د. عارف عبد الغني.
  2. التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية (قسم امارة المنتفق)– للنبهاني.
  3. معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي -المستشرق النمساوي ادوارد زامباور. ‏# قاموس تراجم الأعلامخير الدين الزركلي.
  4. مطالع السعود في أخبار الوالي داود، ابن سند.
  5. عثمان بن عبدالله بن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول. عبد الرحمن عبد اللطيف آل الشيخ. ص. 158.