السنجق

تقع مقاطعة سنجق في وسط شبه جزيرة البلقان حيث يحيطها كل من صربيا شمالا والجبل الأسود جنوبا والبوسنة والهرسك غربا وكسوفا شرقا ومساحتها 8687 كيلومترا مربعا.

كان هذا الإقليم جزء من ولاية البوسنة في عهد الحكم العثماني، وبعد أن سقطت البوسنة في يد الجيش النمساوي استمرت سنجق بالدفاع عن الخلافة الإسلامية لأكثر من ثلاثين سنة حتى عرفت بآخر قلعة إسلامية في أوروبا إلى أن استولى عليها كل من صربيا والجبل الأسود أثناء الحرب العالمية الأولى. ومن تلك اللحظة وبسبب أهمية موقعها الجغرافي قسمت سنجق إداريا وانتزع من أهلها كل الحقوق الجماعية والفردية. وفرارا من الظلم المستمر هاجر أهل سنجق هذا الإقليم عبر عدة موجات من الهجرة الجماعية. وحصيلة ذلك تواجد ثلثي أهله في المهجر مقابل ثلث في الداخل وعددهم حاليا يقارب أربعمائة ألف نسمة من المسلمين ومائتي ألف نسمة من النصارى.

أغلب مسلمي هذا الإقليم من القومية البوشناقية ويتكلمون باللغة البوسنية.


و من وسائل الضغط على مسلمي سنجق تعطيل النمو الاقتصادي ومنع فتح المؤسسات التعليمية مما أدى إلى عدم وجود أية جامعة في كل المنطقة أو بعبارة أخرى أهل سنجق هو الشعب الوحيد في أوروبا الذي ليس له جامعة.

و بالرغم من كل تلك الضغوطات استطاع مسلمو هذه المنطقة أن يصمدوا أمام حملات التنصيرية أولا والعلمانية من قبل نظام الشيوعي ثانيا وذلك لأنهم بمشيئة الله يتميزون بالتمسك بمبادئ الإسلام والخلق القويم ولا سيما من خلال الترابط الأسرى البارز.

و يمكن القول انه في أصعب الأوقات تم الحفاظ على الإسلام في سنجق وذلك بفضل الأمهات اللواتي استطعن أن يربين أطفالهن في عقر بيوتهن وقوفا في وجه أي تربية معاكسة من خلال المدارس ووسائل الإعلام وكل جوانب الحياة الاجتماعية العامة.

الحياة الدينية في سنجق

تشرف المشيخة الإسلامية على الحياة الدينية لدى المسلمين في سنجق وهي عبارة عن هيئة رسمية وفريدة من نوعها حيث جددت نظامها في سنة 1993 م بعد أن انهار النظام الموحد للطائفة الإسلامية في يوغوسلافيا السابقة ومقرها في سراييفو وذلك مع انهيار الدولة.