الديموجرافيا الاجتماعية

الديموجرافيا الاجتماعية (بالإنجليزية: Social Demography) هو ميدان دراسى يهتم بتحليل كيفية ارتباط العوامل الاجتماعية والثقافية بالخصائص السكانية، وينصب اهتمامه الرئيسى على تأثير العوامل الاجتماعية الثقافية على الملامح الديموجرافية فى المجتمع، مثل أنماط المزواج والإنجاب، والتركيب العمرى للسكان، ومتوسطات الأعمارالمتوقعة وغيرها. وبالإضافة إلى ذلك تسعى الديموجرافيا الاجتماعية كذلك إلى تقديم تفسيرات للنتائج الاجتماعية المترتبة على التغيرات الديموجرافية. وحيث أن الخصائص الديموجرافية لجماعة ما أو مجتمع معين تعد فى ذاتها ظواهر اجتماعية، ونتاجا مباشرا لأحداث اجتماعية (وبيولوجية أيضاً) مثل وقائع الميلاد والوفاة، فإن الدراسة الديموجرافية لأى جماعة بشرية أو مجتمع تعد على نحو ما شكلا من أشكال الديموجرافيا الاجتماعية. وعلى أى حال فإنه على الرغم من أن الديموجرافيا نفسها تهتم فى المقام الأول بتحديد وقياس الخصائص السكانية والارتباطات بين المتغيرات الديموجرافية، فإن الديموجرافيا الاجتماعية تسعى إلى فهم وتفسير تلك الأنماط الديموجرافية. وهى تعتمد فى إنجازها هذا الهدف على الخبراء من علم الاجتماع وعلم السكان فى نفس الوقت.

والمتغيرات الرئيسية الثلاثة المؤثرة قى التغير السكانى هى : الخصوبة، والوفيات، والهجرة، وهى متغيرات ترتبط فى ذاتها بعوامل مثل سن الزواج ومعدلاته، ومدى استخدام وسائل تنظيم الأسرة، ومستويات وأنماط انتشار الأمراض، والهجرة الريفية الحضرية ... وغيرها، وجميع هذه العوامل تنال اهتماما من علماء الديموجرافيا الاجتماعية الذين يسعون إلى فهم هذه العمليات فى ضوء مجموعة من العوامل الاجتماعية - ذات الطبيعة المعيارية، مثل مستويات وتوزيع الدخول، ومستويات التعليم، وأوضاع المرأة، والدين، والتنمية الاقتصادية. وعادة ما يتم دراسة الارتباطات المحتملة بين المتغيرات باستخدام طرق المسح الاجتماعى والأساليب المنهجية لدراسة الارتباطات. و لعله مما يدعو إلى الأسف أن المهتمين بالتنظير فى هذا الميدان يبدون أقل تطورا، حيث يتقيدون بنماذج بسيطة، ولا يولون اهتماماً كافياً لمسألة المعنى. ففيما عدا استثناءات محدودة - ولكن مهمة - لا يوجد اهتمام مناسب بالطريقة التى تؤثر بها الثقافة فى تشكيل أفكار الأفراد ومعتقداتهم. كما يقل استخدام الأساليب الإثنوجرافية. ونتيجة لهذه النظرة الضيقة، فإن الديموجرافيا الاجتماعية، شأنها شأن الديموجرافيا نفسها، تظل فى عزلة نسبية بعيدا عن الخط الأساسى لعلم الاجتماع.