الخضيرية
مفردها خضيري والخضيري هو لقب يطلق على الشخص الذي لا ينتمي إلى قبيلة معينة أو ممن ضاع نسبه لسبب من الأسباب , وجدير بالذكر أن هذه التسمية لا تستخدم إلا في نجد أو المناطق التي نزح إليها سكان هذا الإقليم وذلك للعصبية القبلية التي يتميزون بها سواء بادية أو حاضرة , وقد ساهم الكثير من أبناء هذه الأسر في بناء الدولة السعودية بمختلف مراحلها ، فكان منها المحاربون و موظفو الدولة و العلماء الشرعيون ، كما تولى الكثير منهم مناصب مهمة من وزارات و غيرها تحت حكم الملك عبد العزيز و أبنائه .
وذهب عبد الله بن خميس مؤلف كتابي معجم اليمامة وتاريخ اليمامة-وتبعه كثيرون- أن سبب التسمية يعود إلى أن بني خضير كانوا موالين للدولة الأخيضرية التي تأسست في إقليم اليمامة في شرق نجد عام 252 هـ - 866 م على يد محمد بن يوسف الأخيضر والمعادية لدولة القرامطة في شرق الجزيرة العربية ، واتخذت من المذهب الزيدي مذهبالهاوكان هو مذهب معظم القبائل النجدية والتي بدورها قامت بالمؤازرة،وكان من أسباب ضعف تلك الدولة صراعها مع القرامطة والموالي, ومحمد الأخضير الذي يعود بنسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب. و كان محمد بن يوسف قد قدم إلى اليمامة مع حشد من قبائل الحجاز ونجد هربا من مواجهة الجبوش العباسية من الترك والديلم والبربر بقيادة السفاح الأشروسي من الحجاز بعد فشل الثورة التي قام بها هناك ضد العباسيين و وفاة أخيه و شريكه في الثورة إسماعيل بن يوسف . تمكن محمد بن يوسف من اتخاذ مدينة الخضرمة (في نواحي مدينة الخرج حالياً واصبح اسمها الان الدلم) قاعدة له و بسط نفوذه على كل إقليم اليمامة وما جاورها من شط الفرات الى جوف اليمن ومن هجر الى ينبع،واستقرت خصوصاً في المنطقة الممتدة من الافلاج جنوباً و حتى منطقة وادي قرّان (شعيب حريملاء حالياً) شمالاً . و لا يعرف الكثير عن أحوال الدولة التي أسسها ابن الأخيضر ، إلا أن الرحالة الفارسي ناصر بن خسرو كان قد مر بأراضيهم في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) فوصف عاصمتهم الخضرمة بالقوة و المناعة و وصف المنطقة بأنها مزدهرة في فصل الشتاء، كما وصف أمراء المنطقة بأنهم "علويون" يتبعون المذهب الزيدي و يقولون "محمد و علي خير البشر" في أذانهم ، و أن أحداً لم يستطع انتزاع سلطتهم منهم لقوتهم و قوة جيشهم الذي قوامه أربعمائة فارس . و لا يعرف عن كيفية زوال ملك بني الأخيضر حيث لم تذكر المراجع التاريخية الشيء الكثير عن تلك الدولة أو عن مصير من حكمها بعد زوال حكمهم،ولكنها تضائلت وتقلصت تدريجيا حتى اقتصرت على منطقة الخرج ثم اختفت تماما في القرن العاشر الهجري ،وحلت محلها أمارة آل عثمان العائذيين.