التكنولوجيا الجديدة

التكنولوجيا الجديدة (بالإنجليزية: New Technology) أى مجموعة من التقنيات الإنتاجية التى تفضى إلى تحسن ملموس (سواء قيس ذلك بمعيار زيادة الإتتاجية أو تخفيض تكلفة الإنتاج) مقارنة بما هو متاح من التكنولوجيا المستخدمة فى عمليات الإتتاج فى إطار تاريخى محدد. واستنادا إلى هذا التعريف، يبدو جليا أن مايعد "جديدا" يخضع إلى إعادة تعريفه بصفة مستمرة، كلما حدثت تغيرات متتابعة فى التكنولوجيا.

وإبان كتابة هذه السطور، فإن التكنولوجيا الجديدة التى تثير اهتمام علماء الاجتماع حالياً هى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى تستند إلى الإلكترونيات الدقيقة، والتى أفضى تطبيقها -كما يروى البعض- إلى إحداث ثورة فى تنظيم العمل: ومن بين الاتجاهات التى اعتبرت نتاجا مفترضا لهذه التكنولوجيات تلك المتعلقة بفقدان المهارات، واضطراد التحول نحو البروليتاريا، والأوتوميشن (الآلية)، والاتصال المنظم بمقر المؤسسة، والتشغيل المرن، و أنظمة التسليم فى الموعد، وخلق أسواق عمل مزدوجة أو مجزأة، والتقسيم الدولى الجديد للعمل، وهى جميعا نتائج سوف نتناول كلا منها على حدة على امتداد هذه الموسوعة. ونمثل الآثار المفترضة للتكنولوجيا الجديدة فى بعض الأحيان الأساس للتصور المستقبلى الذى يتنباً به البعض للتغير الاجتماعى الواسع النطاق، كما هى الحال على سبيل المثال فى نظريات مجتمع مابعد الصناعة، ومجتمعات الخدمة الذاتية.

وتدلنا البحوث الاجتماعية الدقيقة دائماً أن أصحاب هذه الاتجاهات و النظريات يبالمغون فيما يذهبون إليه، وأن التأثير الاجتماعى والسياسى للتكنولوجيات الجديدة ذو طابع معقد ومشروط بظروف أخرى، كما أنه يخضع للتباينات فى الاستراتيجيات الإدارية، ومقاومة العمال، ومجموعة من الظروف الثقافية والسياسية الأخرى (انظر على سبيل المثال مجموعة دراسات الحالة التى أورد ها ويلكينسون فى كتابه: "مواجهة التكنولوجيا بسياسات الورشة"، الذى صدر عام 1983.