التداولية
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. |
تتباين آراء نقاد الحداثة في تعريف أو تحديد مصطلح "التداولية" فيعرفها في سنة 1938م أنها (جزء من السيميائية التي تعالج العلاقات بين العلامات ومستعملي هذه العلامات) ويرى غيره أنها (دراسة استعمال اللغة في الخطاب، شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية)
ينظر المقاربة التداولية/ ص8. وتشتمل على ثلاثة عناصر هي "عنصر ذاتي يتمثل في التعبير عن معتقدات المتكلم ومقاصده واهتماماته ورغباته. وعنصر موضوعي يتمثل في الوقائع الخارجية ومن ضمنها الظروف الزمانية والمكانية وعنصر ذواقي يدل على المعرفة المشتركة بين المتخاطبين" الأقلام ع 5/ 2008/ ص40. وهذه العناصر تفسر الأقوال المستعملة أولا ومن ثم معرفة المحيط الخارجي الذي تم به الخطاب الصادر من المتكلم ثانياً، ويكون للغة الخطاب أثرها بين المتحدث والسامع من خلال تراكيب الجمل في الثالث.
وقد وضع أوستين المفهوم اللغوي لهذا النوع من الخطاب باعتباره عملاً لغوياً وقد ميز فيه بين ثلاثة مكونات هي: "(1)- العمل القولي: أي أن نقول شيئاً ما. (2)- العمل المتضمن في القول: أي العمل المتحقق (المنجز) نتيجة قولنا شيئاً ما. (3)- عمل التأثير بالقول: أي "العمل المتحقق نتيجة قولنا شيئاً ما" يتم الأول نطقاً بالصوت المؤلف لكلمات لها معنى. وفي الثاني يتضمن قولاً بالإثبات أو النفي أو التمني..الخ وفي الثالث ينجز فعل القول. أي خلق حالات الخوف، الاقناع أو حمل المخاطب (بفتح الطاء) بسلوك معين. ورأى جون سيرل من بعده "أن انجاز هذا العمل يتم من خلال أعمال فرعية: "التلفظ/ الإحالة/ الإثبات فضلاً عن التأثير". ينظر التداولية اليوم/ 267.
أما غرايس فقد وضعنا أمام سؤال: "لماذا يقول القائل شيئاً وهو يقصد ما يقوله؟ لكنه يريد أن يقول شيئاً آخر" وبالمقابل كيف يمكن للسامع "أن يفهم العمل اللغوي غير المباشر في حين أن الجملة التي يسمعها تقول شيئاً آخر"؟ من هذه الزاوية ينظر إلى التداولية على أنها تأويل قول المتكلم بعيداً عن المعنى المحدد الذي نطق به. ومن ثم فهم المراد منه.