البعث والحساب في الإسلام
البعث لغة: هو الإرسال و الإحياء. و اصطلاحاً: هو قيام الخلائق يوم القيامة عند بعث الموتى من القبور، ويطلق عليه أيضًا النشور، وهو اليوم الذي سيحاسب الله الناس فيه على أعمالهم التي عملوها في الدنيا. والإيمان بالبعث ركن من أركان الإيمان، وهو الإيمان باليوم الآخر، جاء في التنزيل الحكيم: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٤﴾ [البقرة: 4].
قال ابن كثير: «البعث وهو المعاد، وقيام الأرواح، والأجساد يوم القيامة».
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٥ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٦ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ٧﴾ [الحج: 5–7].
أما الجزاء فهو ما يترتب عن أعمال العباد من ثواب أو عقاب يوم البعث. قال تعالى: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ١٢٤﴾ [النساء: 123–124].
بل إن الحياة الحقيقية في الإسلام هي حياة الآخرة، يقول الله تعالى: ﴿وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون﴾ العنكبوت: 64. والحيوان كما يقول المفسرون تعني الحياة الحقيقية الباقية. وعند البعث يحاسب الناس على ما قدموا في سالف الأيام، إن خيرًا دخلوا الجنة وذلك بفضل الله ولطفه ورحمته، وإن شرًا دخلوا النار وذلك بِعَدْله.
أدلة البعث والجزاء
وقد عني القرآن الكريم بكثرة التذكير به، وأوردة أدلة على تحقيقه، حتى يترسخ الايمان به في القلوب، ويبطل شباهات المنكرين له. ومن هذه الأدلة :
- قياس الأعادة على الابتداء ، فكما أن الله ابتدأ الخلق ولم ينكره أحد من المشركين، فكذلك سيعيدهم بالبعث والنشور كما بدأهم أول مرة.
- قياس البعث على إحياء الأرض بعد موتها ،قال تعالى: ((يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١٩﴾ [الروم:19]..
- قياس البعث على خلق السماوات والأرض ، قال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ٨١ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٣﴾ [يس:81–83].