الإمبراطورية البرتغالية
الامبراطورية البرتغالية | ||||
---|---|---|---|---|
|
||||
الامبراطورية البرتغالية ومناطق نفوذها في الخارج.
██ مناطق كانت للامبراطورية البرتغالية في أحد الأوقات ██ الإكتشافات ██ مناطق نفوذ والتجارة ██ ادعاءات السيادة ██ محطات تجارية ██ مناطق نفوذ وطرق الاستكشافات البحرية الرئيسية |
||||
الإمبراطورية البرتغالية (برتغالية: Império Português)، وتعرف أيضًا إمبراطورية ما وراء البحار البرتغالية (Ultramar Português) أو إامبراطورية البرتغال الاستعمارية (Império Colonial Português), وهي أول امبراطورية عالمية في التاريخ.[١][٢][٣]. بالإضافة إلى أنها كانت أطول الامبراطوريات الأوربية الاستعمارية الحديثة عمرا، فقد استمرت قرابة الستة قرون، بداية من احتلال سبتة سنة 1415 إلى تسليم ماكاو سنة 1999. انتشرت الإمبراطورية في أنحاء عديدة من أراض هي الآن جزء من 49 دول ذات سيادة مختلفة.
بدأ البرتغاليون في استكشاف ساحل أفريقيا سنة 1419 مستخدمين الطرق الحديثة في الملاحة والخرائط والتقنيات البحرية مثل سفن الكارافيل وذلك من اجل استكشاف طريق بحري ليكون مصدرا لتجارة التوابل . وفي سنة 1488 عبر بارثولوميو دياز حول طريق رأس الرجاء الصالح، ثم وصل فاسكو دا جاما إلى الهند سنة 1498. وفي سنة 1500 وبطريق الصدفة المحضة تمكن بيدرو ألفاريز كابرال من الوصول ليابسة أمريكا الجنوبية ويكتشف البرازيل. واستمر البحارة البرتغاليون على مر العقود التالية في استكشاف السواحل والجزر في شرق آسيا، مؤسسين حصون وطرق تجارة اينما ذهبوا. ولم تمر سنة 1571 حتى كانت هناك سلسلة من المواقع الاستيطانية تصل لشبونة بناغازاكي على طول سواحل أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وجلبت تلك الشبكة التجارية ثروة كبيرة للبرتغال.
بين 1580 و 1640 أصبحت البرتغال الشريك الاصغر لاسبانيا في الإتحاد الأيبيري لتاج الدولتين. لذلك فقد استمرت الامبراطوريتان في إدارة مستعمراتهما منفصلتين، فالمستعمرات البرتغالية أصبحت عرضة للهجمات من ثلاث قوى أوروبية معادية لاسبانيا وحاسدة للنجاحات الايبيرية عبر البحار: هولندا (التي اشتركت في حرب الاستقلال ضد إسبانيا) وإنجلترا وفرنسا. ولم تتمكن البرتغال من الدفاع بكفاءة عن ممتلكاتها وعن شبكتها التجارية الممتدة بصورة أكبر من طاقتها وذلك بسبب قلة عدد سكانها، لذا فقد بدأت الامبراطورية في الإنهيار الطويل والمنتظم.
جلبت هولندا خسائر كبيرة للهند البرتغالية وجنوب شرق آسيا خلال القرن 17 مما وضع حد لاحتكار التجارة البرتغالية في المحيط الهندي. وأضحت مستعمرة البرازيل أثمن مستعمرات البرتغال جزءا من موجات حركات الاستقلال التي اجتاحت الأمريكتين أوائل القرن 19، حتى انفصلت عنها سنة 1822. كانت الإمبراطورية البرتغال قد قللت مستعمراتها على الساحل الأفريقي (بحساب التوسع إلى الداخل أثناء التدافع على أفريقيا أواخر القرن 19) وتيمور الشرقية والجيوب الموجودة في الهند وماكاو.
بعد الحرب العالمية الثانية حاول الزعيم البرتغالي أنطونيو سالازار الإحتفاظ على ما تبقى من إمبراطوريته متعددة القارات سليمة في وقت كانت فيه دول أوروبية أخرى بدأت بالانسحاب من مستعمراتها. في 1961 لم تستطع القوات البرتغالية القليلة المرابطة في غوا منع القوات الهندية من دخول المستعمرة. ثم بدأ سالازار حربا طويلة ودموية لقمع الثورات المناهضة للاستعمار في المستعمرات الأفريقية. واستمرت الحرب التي لا تحظى بشعبية في البرتغال حتى الاطاحة بالنظام في 1974. وبدأت الحكومة الجديدة على الفور تغيير سياساتها والاعتراف باستقلال جميع مستعمراتها باستثناء ماكاو التي عادت بالاتفاق مع الحكومة الصينية إلى الصين في عام 1999 مسجلة بذلك نهاية الامبراطورية البرتغالية. ولا يرتبط بالبرتغال سياسيا بالوقت الحالي سوى أرخبيلي جزر الأزور وماديرا.
مجموعة البلدان المتحدثة بالبرتغالية (CPLP) هي خليفة الثقافية للإمبراطورية.
البداية (1139–1415)
تعود بدايات الإمبراطورية البرتغالية والبرتغال نفسها إلى حركات الاسترداد: الاسترداد المسيحي التدريجي لشبه الجزيرة الايبيرية من الموروس المسلمين. بعد تأسيسها باعتبارها مملكة منفصلة في 1139. واستكملت البرتغال اعادة استرداد اراضيها من المسلميين عند وصولهم الغرب في 1249، ولكن استقلالها لا يزال تهدده جارتها قشتالة حتى التوقيع على معاهدة أيلون في 1411.
فعندما خلت الأخطار المهددة بوجودها وعدم وجود اعداء بسبب الحروب التي بين الدول الأوروبية الأخرى، تحول اهتمام البرتغاليون إلى ماوراء البحار، فأرسلوا بعثة عسكرية إلى أراضي المسلمين بشمال أفريقيا[٤]. وكان هناك عدة دوافع محتملة للهجوم الأول: أتاح الفرصة لمواصلة الحملات الصليبية مسيحية على السلطنة المرينية المسلمة (في المغرب في الوقت الحاضر) :أما في الطبقة العسكرية، فأنه مجد واعد في ساحة المعركة وغنائم حرب؛[٥]) وأخيرا فقد كانت أيضا فرصة لتوسيع التجارة البرتغالية ومعالجة التدهور الاقتصادي للبرتغال[٤].
في 1415 تعرضت سبتة لهجوم، وهي جيب مسلم ذات موقع إستراتيجي شمال أفريقيا تطل على البحر الأبيض المتوسط وأحد المنافذ النهائية لعبور الذهب والرقيق عبر الصحراء الكبرى. ويعتبر غزوها دليل على النجاح العسكري، ومؤشر أولي للخطوات الأولى في توسع البرتغاليون خارج الجزيرة الإيبيرية[٦]، ولكنه اثبت أنه مكلف جدا في الدفاع ضد القوات المسلمة التي حاصرته بعد ذلك. ولم يكن باستطاعة البرتغاليون القدرة على استخدامه كقاعدة لمزيد من التوسع في المناطق التي تليها[٧]، فتحولت قوافل الصحراء عن سبتة لتتجاوزها وبدأت باستخدام موانئ إسلامية بديلة[٨].
عصر الاستكشاف (1415–1542)
مع أن سبتة برهنت على خيبة أمل البرتغال إلا أن قرارا اتخذ بإبقاءها إلى حين استكشاف الساحل الأفريقي المحاذي للأطلسي[٨]. وكان الأمير هنري الملاح من أشد المؤيدين لهذه السياسة، وهو من الذين ساهموا في احتلال سبتة، وقد تولى دورا قياديا في تعزيز وتمويل استكشافات البحرية البرتغالية حتى وفاته في 1460[٩]. وفي ذات الوقت فإن الأوروبيين لا يعرفون ما يكمن وراء بوجدور على الساحل الأفريقي. وقد رغب هنري في معرفة إلى أين تنتهي أراضي المسلمين في أفريقيا، وهل من الممكن الوصول إلى آسيا عن طريق البحر، وقد كانت النية هي الوصول إلى مصدر تجارة التوابل المربحة أو ربما للانضمام إلى جنود مملكة الراهب يوحنا المسيحي المفقودة، والتي يقال أنها موجودة في مكان ما في "الهند"[٥][١٠].ثم وصل المستكشفون بدعم منه (أي هنري الملاح) إلى جزر الأزور (1427) وماديرا (1420) حيث شرعوا في استيطانها والبدء في إنتاج القمح وتصديره للبرتغال.
بدأ الخوف بما وراء بوجدور وإن كان من الممكن العودة مرة أخرى بعد تجاوزها يخف في سنة 1434 عندما عبرها أحد القادة المقربين للأمير هنري وهو جيل ايانس. فعندما تجاوز هذا الحاجز النفسي، وأصبح من السهل استكشاف المزيد من الساحل الأفريقي[١١]. وفي سنة 1443 منحه الأمير بيدرو -شقيق هنري- حق احتكار الملاحة والحرب والتجارة من الأراضي جنوب من بوجدور. ثم بعدها ظهرت الأوامر البابوية "Dum Diversas" (1452) و"Romanus Pontifex" (1455)، التي منحت البرتغال حق احتكار التجارة في الأراضي المكتشفة حديثا[١٢]. ثم وفي منتصف القرن 15 حصل تقدم كبير تسارع مع مشروع الاستكشافات وهو ظهور المركب الشراعي كارافيل، وهي السفينة التي يمكن أن تكون أقرب مع مسار الرياح من أي سفينة أخرى تعمل في أوروبا في ذلك الوقت[١٣]. فتمكن البرتغاليون باستخدام هذه التكنولوجيا البحرية الجديدة من الوصول جنوبا إلى خطوط عرض ابعد من أي وقت مضى والتقدم بمعدل درجة واحدة سنويا[١٤]. فوصلوا إلى السنغال وشبه جزيرة الرأس الأخضر سنة 1445.
أنشأت سنة 1445 أول محطة تجارية خارجية في جزيرة آركين قبالة سواحل موريتانيا، وذلك لجذب التجار المسلمين واحتكار الحركة التجارية في الطرق المؤدية إلى شمال أفريقيا. وفي 1446 اندفع أنطونيو فرنانديز إلى مدى ابعد، حيث وصل إلى ما تسمى حاليا سيراليون ثم وصل خليج غينيا في الستينات من القرن نفسه.
بدأ بسنة 1455 التوسع في زراعة قصب السكر في ماديرا، وذلك باستخدام مستشارين من صقلية والغالبية من عاصمة جنوة لإنتاج السكر (ويسمى: "الملح الحلو") النادر في أوروبا. وهي المزروعة بالفعل في الغارف، وجذبت سهولة الوصول إلى ماديرا تجار جنوة والفلمنكيون الحريصون على تجنب احتكارات البندقية. واستخدمت تجارة العبيد، حيث وصلت نسبة العبيد المستوردين إلى ماديرا حوالي 10 ٪ من اجمالي السكان خلال القرن 16[١٥]. "ولم تمض سنة 1480 حتى كان لأنتويرب حوالي سبعين سفينة تعمل بتجارة السكر في ماديرا، حيث يكرر ويوزع في انتويرب. ولم تمر تسعينات القرن حتى تخطت ماديرا بإنتاجها للسكر قبرص[١٦]. دفع نجاح تجار السكر مثل ماركيوني بارتولوميو بالاستثمار في الرحلات بعد ذلك.
بعد وفاة الأمير هنري سنة 1469 ونتيجة لهبوط عائدات الاستكشافات الأفريقية، فقد منح الملك الفونسو الخامس حق احتكار التجارة في جزء من خليج غينيا إلى التاجر فرناو غوميز. فكان غوميز يستكشف مئة ميل من الساحل سنويا ولمدة خمس أعوام، فاكتشف خلالها جزرا في خليج غينيا من ضمنها ساو تومي وبرينسيبي ووجد ايضا تجارة الذهب الغريني مزدهرة بين الأهالي وزوارها من تجار عرب وبربر في المينا ، حيث أنشأ مركز تجاري فيها. فازدهرت التجارة بين المينا والبرتغال لعقد من الزمن. وفي سنة 1481 قرر الملك جون الثاني المتوج حديثا بناء قلعة ساو جورج دا مينا من أجل ضمان حماية هذه التجارة التي ابقاها لاحتكار الملك. خلال تلك الفترة اي سنة 1473 سار مستكشفين أرسلهم غوميز لعبور خط الاستواء، وعبر دييغو كاو نهر الكونغو سنة 1482، وفي سنة 1486 وصلت كاو إلى كيب كروس التي تقع في ناميبيا بالقرب من مدار الجدي.
في سنة 1488 دار بارثولوميو دياز حول رأس الرجاء الصالح وهي الحافة الجنوبية لأفريقيا، مما اثبت خطأ نظرية بطليموس بأن المحيط الهندي محبوس ولا يتصل بالأطلسي. وفي نفس الوقت سافر بيرو دا كوفيلا بطريق البر سرا حتى وصل إثيوبيا، فبدأت معالم الطريق البحري للهند تتضح أكثر فأكثر[١٧].
وبما أن البرتغاليون اكتشفوا سواحل أفريقيا إلا أنهم تركوا وراءهم سلسلة من النصب المسماة "padrões"، وهي صلبان حجرية نقش عليها شعار النبالة البرتغالية ليثبت أحقيتهم بالأرض[١٨]. وبنوا أيضا الحصون والمراكز التجارية، من خلال تلك المراكز عملوا في تجارة الذهب والرقيق المربحة، وقد تنعمت البرتغال باحتكار فعلي للتجارة البحرية للرقيق الأفريقي لأكثر من قرن، فقد كانوا يجلبون نحو 800 عبد سنويا. جلب معظمهم إلى العاصمة لشبونة، حتى قدر بأن الأفارقة السود المجلوبين شكلوا 10% من السكان[١٩].
تقسيم تورديسيلاس للعالم (1492)
كان اكتشاف كريستوفر كولومبوس العالم الجديد لاسبانيا سنة 1492 والتي اعتقد بأنها آسيا، قد أجج الخلافات بين الإسبان والبرتغاليون. حتى استقر في النهاية على معاهدة تورديسيلاس في 1494، والتي قسمت العالم خارج أوروبا في احتكار ثنائي حصري بين البرتغاليين والأسبان على طول خط الطول بين الشمال والجنوب 370 فرسخ أو ٩٧٠ ميل (١٬٥٦٠ كم) غربي جزر الرأس الأخضر، ومع ذلك فلم يكن من الممكن قياس خط الطول قياسا دقيقا في ذاك الوقت، فاستمر النزاع على تفاصيل الحدود بين البلدين حتى 1777[٢٠].
كانت المفاوضات مع إسبانيا واحدة من أسباب عدة اعتقدها المؤرخون بأنها سبب تأجيل البرتغاليون لدياز في متابعة رحلته إلى رأس الرجاء الصالح لمدة تسع سنوات، مع أنه تردد بأن هناك رحلات أخرى قد حصلت وإن كان بالسر خلال تلك الفترة[٢١][٢٢]. ومهما يكن تلك الحالة فإن هدف البرتغاليون الطويل هو العثور على أي طريق بحري يصلهم بآسيا وقد تحقق هذا الهدف في الرحلة الرائدة بقيادة فاسكو دا غاما.
دخول البرتغاليون المحيط الهندي
- طالع أيضاً: تاريخ البرتغال (1415–1542)
غادر اسطول فاسكو دا غاما البرتغال سنة 1497 ودار حول رأس الرجاء الصالح واستمر بمحاذاة ساحل أفريقيا الشرقية، استعان بابن ماجد كمرشد له في ترحاله وبخاصة في رحلته من ماليندي على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كاليكوت في الهند في مايو 1498[٢٣][٢٤][٢٥]. غادرت الرحلة الثانية إلى الهند سنة 1500 بقيادة بيدرو ألفاريز كابرال، وكانت وجهة الإسطول الثاني هو نفس طريق غاما ولكن جهة جنوب-غرب وعابرا الأطلسي، ولكن كابرال وجد نفسه فجأة على الساحل البرازيلي. ربما كان هذا الاكتشاف مفاجئ، ولكنه قيل بأن البرتغاليون يعلمون بوجود البرازيل ولكن أبقوا الأمرا سرا حتى رسموها إلى جانبهم في خط تورديسيلاس[٢٦]. وقد أوصى كابرال الملك البرتغال بأن تسكن تلك الأراضي، وقد استمرت الحملات متتابعة في 1501 و 1503. وعثر فيها على وفرة من أشجار تسمى "pau-brasil" أو brazilwood التي ورثت منها التسمية فيما بعد، ولكن الفشل في العثور على ذهب أو فضة بالبرازيل يعني يجب أن تتركز جهود البرتغاليون في الوقت الحاضر على الهند[٢٧].
الهند
- طالع أيضاً: تاريخ غوا
استفاد البرتغاليون من التنافس بين مهراجا كوتشي وزامورين (حاكم) كاليكوت، حيث استقبلوا استقبالا حسنا ونظر اليهم المهراجا بأنهم حلفاء، واعطاهم تصريحا لبناء (حصن مانويل) ومركز تجاري وهي أول مستوطنة أوروبية في الهند. وفي سنة 1505 عين الملك مانويل الأول فرانسيسكو دي ألميدا كأول نائب له في الهند البرتغالية ومنشئا حكومة في الشرق. في تلك السنة غزا البرتغاليون كانور وأسسوا حصن سانت انجلو. ثم وصل لورنسو دي ألميدا إلى سيلان حيث اكتشف مصدر القرفة.
استولى ألبوكيرك على غوا من سلطنة بيجابور سنة 1510 بمساعدة القرصان الهندوسي تيموجي. حيث ثارت شهيتهم عليها لكونها أفضل ميناء بالمنطقة، وخصوصا في تجارة الخيول العربية إلى سلطنة ديكان فانتقل إليها من مقره القديم في كوتشي. مع كثرة الهجمات التي تتعرض لها غوا إلا أنها أصبحت مقرا لحكومة البرتغال في الهند، وبعد اخضاعه لغوا بدأت إشارات المسايرة من ممالك مجاورة: ارسلت كلا من غوجارات وكاليكوت السفارات يعرضون فيها التحالف والمساعدة لإقامة الحصون. وفي تلك السنة أصبح البوكيرك أول برتغالي يسك عملة غوا في الهند، واستغل تلك الفرصة للاعلان عن هذا الإنجاز[٢٨].
وفي سنة 1509 دارت رحى معركة ديو البحرية ما بين الإسطول البرتغالي وأسطول مشترك يتكون من المماليك وسلطان كوجرات والعثمانيون وراجا زامورين كاليكوت، بالمساعدة البحرية التقنية من جمهورية البندقية وجمهورية راجوسا (دوبروفنيك)، وقد انتصر فيها البرتغاليون انتصارا حاسما ساعد في استراتيجيتهم للهيمنة على بحر الهند: فنتيجة لذلك سحب الأتراك والمصريين اساطيلهم من الهند تاركين البحر للبرتغال، مما أدى إلى هيمنتهم على تجارة محيط هندي لقرن من الزمان فنمت ثروات امبراطورية البرتغال نموا هائلا. وقد كانت تلك المعركة علامة فاصلة حيث أضحت بداية الهيمنة الاستعمارية الأوروبية في آسيا.
في سنة 1534 ضغط المغول لاحتلال غوجرات فاضطر السلطان بهادر شاه سلطان غوجارات للتوقيع على معاهدة باسين (1534) مع البرتغاليين مكونا تحالف لاستعادة البلاد، فأعطى مقابل ذلك مدن دمان ومومباي وديو وباسين[٢٩]. ودارت رحى معركة ديو الثانية عندماأحاطت السفن العثمانية قلعة ديو مرة أخرى سنة 1538 ولكن لسبب ما فك العثمانيون الحصار ورحلوا. ثم قاموا بعد ذلك في سنة 1547 بضرب حصار آخر على قلعة ديو ولكنهم لم يتمكنوا من احتلالها، وهي آخر محاولات العثمانيين لمد نفوذهم إلى المحيط الهندي. فانتهت الطموحات العثمانية في الهند وأكدت الهيمنة البرتغالية في المحيط الهندي.
في البداية حاول الملك مانويل الأول ومجلسه الإستشاري في لشبونة بتوزيع سلطة المحيط الهندي وتكوين ثلاث إدارات حكومية: حيث يرسل ألبوكيرك إلى البحر الأحمر، وديوغو لوبيز دي سكويرا إلى جنوب شرق آسيا فيسعى إلى اتفاق مع سلطان ملقا، ويرسل وجورج دي أغيار وخليفته دوارتي دي ليموس إلى المنطقة الواقعة بين رأس الرجاء الصالح وغوجارات[٣٠]. ولكن تلك المهام تمركزت بيد ألفونسو دي البوكيرك وظلت كذلك لمن خلفه في الحكم.
سيلان
وصل التجار البرتغاليون سيلان في 1505؛ واستهلت أولى غزواتهم بكوتي ، التي تتمتع باحتكار مربح في تجارة التوابل، وهو أيضا له أهمية عند البرتغاليون[٣١]. وقد اثارت مملكة جفنة اهتمام البرتغاليين بعد مقاومتها للأنشطة التبشيرية ولأسباب لوجستية أخرى أحداها هو قربها من ميناء ترينكومالي مع أن الملك كانكيلي الأول حاكم جفنة قد قاومهم في البداية إلا أنه صالحهم في الآخر[٣١].
وفي سنة 1560 قاد نائب الملك الدوم كونستانتينو دي براغانزا بعثة إلى جزيرة جافنا وإن كان فشل في اخضاعها، ولكن تمكن من السيطرة على جزيرة منار[٣٢]. ثم أرسل الرتغاليين حملتين إلى جافنا في يونيو 1619، أحداهما بحرية والأخرى برية. أما البحرية فقد صدها قراصنة ماليبار وهزموها، ولكن الحملة البرية وعددها 5000 بقيادة فيليب دي اوليفييرا فقد هزمت كانكيلي ومع المقاومة الشرسة التي ابداها، وتمكنوا من الاستيلاء على جافنا، وقد عزز ذلك سيطرة البرتغال على طرق الشحن عبر مضيق بالك[٣٣].
الخليج العربي
- طالع أيضاً: السيطرة البرتغالية على الخليج العربي واحتلال الإمارات
احتل أسطول برتغالي بقيادة ترستاو دا كونها وألفونسو دي ألبوكيرك كلا من سقطرى عند مدخل البحر الأحمر سنة 1506 ثم مسقط سنة 1507، ولكنه فشل في اخضاع هرمز بعد وضع استراتيجية تهدف إلى إغلاق مداخل المحيط الهندي.
توسعت الامبراطورية البرتغالية في الخليج العربي في محاولة للتنافس بالسيطرة على تجارة التوابل مع الإمبراطورية العثمانية. فغزا البوكيرك سنة 1515 الهولة التابعين لهرمز على رأس الخليج العربي وجعلها خاضعة له. أما عدن فقد قاومت توسع البوكيرك عندما غزاها في السنة نفسها وأيضا محاولة خليفته لوبو سوارس في 1516 قبل الاستيلاء على البحرين سنة 1521 عندما وصلت قوة بقيادة أنطونيو كوريا فهزم أمير الجبريون مقرن بن زامل[٣٤]. وفي سلسلة من التحالفات المتغيرة، هيمن البرتغاليون على معظم الأراضي جنوب الخليج العربي لقرن من الزمان، وتمكنوا من الحفاظ على خط بحري منتظم يربط بين لشبونة وغوا منذ 1497، وفي السنة 1507 شيدت القلاع في جزيرة موزامبيق ومومباسا على الساحل الكيني. وقد استكشف دا كونها مدغشقر جزئيا وفي نفس العام اكتشفت موريشيوس. أما في جزر الأزور فالإسطول المسلح حمى السفن المتجهة إلى لشبونة
جزر اندونيسيا
وفي أبريل 1511 أبحر البوكيرك إلى ملقا في ماليزيا[٣٥] والتي تعتبر نقطة مهمة لشبكة تجارة الشرق حيث يلتقي تجار المالايو مع تجار الغوجارات والصين واليابان والجاوية والبنغال والفرس والعرب وغيرهم حيث وصفها بيريس تومي بثراء فاحش. وفي حكم البرتغاليون وعاصمتهم غوا تمكنوا من جعل شبه جزيرة ملقا قاعدة استراتيجية في توسعهم التجاري مع الصين وجنوب شرق آسيا. ولحماية المدينة اقيمت بوابة قوية تسمى فاموسا (بالبرتغالية: Famosa) وما زالت قائمة. ولمعرفة طموحات سياميين لملقا، أرسل ألبوكيرك بسرعة دوارتي فرنانديز على رأس بعثة دبلوماسية لمملكة سيام لإقامة علاقات ودية بين المملكتين[٣٦]. ولكي يستدل على موقع "جزر التوابل" وهي جزر الملوك فقد ارسل البوكيرك بعثة في نوفمبر من نفس العام بقيادة أنطونيو دي ألبريو للعثور عليها، فوصلت المنطقة أوائل 1512، وقد استمر ألبريو مبحرا إلى امبون بينما توجه نائبه سيرياو مباشرة إلى تيرنات، حيث سمح له ببناء حصن. وفي إندونيسيا من نفس العام احتل البرتغاليون مكسر ووصلوا إلى تيمور سنة 1514.
بعد بعثة فرديناندو ماجلان (1519-1522)، أرسل كارلوس الخامس ملك إسبانيا سنة 1525 حملة بقيادة غارسيا جوفري دي لويسا لاحتلال جزر الملوك، مدعيا بأنها تحت المنطقة الخاضعة له وفقا معاهدة تورديسيلاس. وفي ذلك الوقت لم يكن هناك حد معلوم لحدود الشرق. ووصلت الحملة بصعوبة إلى جزر الملوك، ورست سفنهم في تيدور، وقد كان هناك مناوشات دائرة بين البرتغاليين وتيرنات المجاورة مستمر منذ عشر سنوات في محاولة للاستحواذ عليها. ثم توصلا إلى اتفاق في معاهدة سرقسطة الذي وقعته إسبانيا والبرتغال سنة 1529 فأعطى جزر الملوك إلى البرتغال والفلبين لإسبانيا.
الصين
- طالع أيضاً: العبودية في البرتغال وتاريخ ماكاو
وصل جورج الفاريز إلى جنوب الصين منطلقا من ملقا في 1513. وجاءت تلك الرحلة بعد الوصول إلى قوانغتشو. وبداية من سنة 1516 حيث أنشأ التجار البرتغاليون قاعدة في جزيرة شانغ خوان حتى سنة 1557 عندما أعطت حكومة مينغ الموافقة لوجود قاعدة رسمية تجارية دائمة للبرتغال في ماكاو مقابل رسم سنوي، فجعلوها أشبه بمستودع للتجارة بين كل من الصين واليابان وأوروبا.
أساء المستكشف البرتغالي سيماو دي اندرادي العلاقات مع الصين وذلك بسبب أنشطته بالقرصنة والإغارة على سفينة شحن الصينية وهاجم مسؤولا صينيا رفيع ثم خطفه الصينيون. وأقام لنفسه حصنا في جزيرة تاموا. وادعى الصينيون بأن سيماو يخطف الصبية والبنات لأجل المتعة. ونتيجة لذلك فقد أصدرت الصين مرسوما يحظر رجال لهم ميزات قوقازية دخول كانتون[٣٧]. وكانت ردة فعل الصينيين هو قتل العديد من البرتغاليون في كانتون ورد الآخرون مرة أخرى إلى البحر[٣٨]. واعتقل سلطان بنتان عدد من البرتغاليون، وأعدم الصينيون 23 برتغاليا وألقوا الباقي في السجن، حيث أقاموا في ظروف بائسة وقد مات الكثير منهم. وذبح الصينيون جميع البرتغاليون المقيمون في المراكز التجارية في نينجبو وفوجيان في سنة 1545 و 1549، وذلك بسبب غارات البرتغاليون الواسعة والمدمرة على طول ساحل الصين والذي اثار حفيظة الأهالي[٣٩]. لكن وبما أن البرتغال قد كثفت من وجودها على طول الساحل الصيني، فقد أستفاد الطرفان في ازدهار التجارة الرقيق. حيث بيع العديد من الصينيين كرقيق إلى البرتغال[٤٠][٤١]. وظهر الرق الصيني في البرتغال منذ القرن 16 ومعظمهم جلبوا أطفالا وغالبية هؤلاء اعيد شحنهم إلى جزر الهند[٤٢]. وكذلك كان حال السجناء الصينيون الذين ارسلوا إلى البرتغال فقد بيعوا في الأسواق، وكانت النظرة إليهم بأنهم أفضل من رقيق المغرب والأفارقة لذا فأسعارهم أعلى[٤٣]. ويعود توثيق أول وجود لشخص صيني في أوروبا إلى 1540، عندما اقتيد باحث صيني كرقيق خلال احدى الغارات البرتغالية على مكان ما في الساحل الصين الجنوبي حيث ارسل إلى الرتغال فاشتراه المؤرخ جواو دي باروس، فعمل مع المؤرخ البرتغالي على ترجمة النصوص الصينية إلى اللغة البرتغالية[٤٤]. وذكر أيضا بأن اميرة برتغالية اسمها دونا ماريا دي فلهينا من يابرة قد امتلكت عبدا صينيا في 1562[٤٥][٤٦][٤٧]. وغيرهم الكثير ممن اسروا في الصين وجلبوا إلى البرتغال كرقيق وقد ارسل بعضهم إلى البرازيل كبرى مستعمرات البرتغال[٤٨][٤٩][٥٠].
اليابان
في 1542 وصل إلى غوا المبشر اليسوعي فرنسيس كسفاريوس لخدمة الملك البرتغالي جون الثالث ومسؤولا عن السفارة البابوية. وفي نفس الوقت يصل اليابان فرانسيسكو زيموتو ومرافقوه من التجار لأول مرة. وفقا لفرناو منديس والذي ادعى بأنه كان في تلك الرحلة، فقد وصلوا تانيغاشيما، حيث أعجب السكان المحليين بالأسلحة النارية، التي من شأنها أن يصنعها اليابانيين على نطاق واسع[٥١]. وفي سنة 1570 اشترى البرتغاليون ميناءا يابانيا حيث أسسوا مدينة ناغازاكي[٥٢]، وهو مما خلق مركزا تجاريا قويا وصار ميناء اليابان إلى العالم لسنوات عدة.
تمكن البرتغاليون من إنشاء الموانئ التجارية في المواقع النائية مثل غوا، هرمز، مالاكا، كوتشي، جزر الملوك، مكاو، وناغازاكي. واستطاعوا حراسة تجارتهم من منافسيهم سواء الأوروبيون والآسيويون. وهيمنة البرتغال التجارية ليس فقط بين آسيا وأوروبا، ولكن هيمنت على التجارة بين العديد من مناطق آسيا المختلفة، مثل الهند واندونيسيا والصين واليابان. وخلال حملات البرتغاليون فقد رافقهم المبشرين اليسوعيين مثل فرنسيس كسفاريوس الباسكي لنشر المسيحية الكاثوليكية الرومانية في آسيا وبدرجات متفاوتة من النجاح.
الجهود الأولى للاستعمار في البرازيل
للتغلب على الحاجة في الدفاع عن البرازيل، فقد امر جون الثالث سنة 1534 بتنظيم الاستعمار فيها بزيادة الاستيطان ومنح الأراضي. فقد أدرك البرتغاليون منذ سنة 1520 بأن البرازيل مرشحة أن تكون منطقة متنازع عليها، حيث تحدى ملك فرنسا فرانسوا الأول معاهدة توردسيلاس ودعم القراصنة. ثم أن زيادة تهريب الأخشاب البرازيلية المسماة "brazilwood" قد ساهم بالضغط على الجهود باحتلال حقيقي للإقليم، ومع أن الرحلة الاستكشافية بقيادة غونزالو كويلهو سنة 1503 قد أفادت بوجود غارات فرنسية على ساحل البرازيل، وفي نفس السنة قام مارتم أفونسو دي سوزا بدوريات على كل السواحل البرازيلية وطرد الفرنسيون منها وأنشئ بعض المدن الأولى مثل: ساو فيسنت (1532) وساو باولو (1554).
ثم إنشئ خمسة عشر مسارا طوليا، تبدأ من الساحل إلى حد تورديسيلاس. وقد منحت تلك الأراضي الشاسعة حسب الزعامات الوراثية (بالبرتغالية: Capitanias Hereditárias) إلى أناس لديهم الثراء الكافي لدعم المستوطنات السكنية فيها، شبيهة بالنجاح الذي حدث في ماديرا والرأس الأخضر[٥٣]. فكل قائد قبطان (بالبرتغالية: Capitão do donatário) ينبغي عليه بناء المستوطنات ويمنح المخصصات وإدارة القضاء وهو المسؤول عن وضع وتدبير تكاليف الاستيطان، ومع أنه ليس المالك ولا يستطيع بيعها إلا أنه بإمكانه إحالة الإدارة إلى ذريته. واستلم منصب قائد قبطان اثنا عشر نبيل برتغالي ممن كان لهم بارزا في أفريقيا والهند وكذلك كبار المسؤولين في البلاط مثل جواو دي باروس ومارتم أفونسو دي سوزا.
من بين الزعامات الأصلية الخمسة عشر (وتبعد شهرين عن البرتغال) فإن اثنان منها قد ازدهرا وهما بيرنامبوكو وساو فيسنت، فكليهما كرِّسا لمحصول قصب السكر وتمكن المستوطنون من المحافظة على العلاقات الطيبة مع السكان الأصليون. فإنشاء صناعة قصب السكر يستدعي عمالة كثيفة وهو ماحصل مع الأهالي الأصليين، ثم بعد ذلك مع العبيد الأفارقة.
بعد أن رأى الملك أن نظام الزعامات غير فعال، قرر العمل بمركزية حكومة المستعمرة، من أجل "إعطاء العون والمساعدة" لمن منحت لهم الأراضي. فانشأ أول حكومة عامة سنة 1548، وإرسل تومي ديسوزا كأول حاكم عام ولينقذ زعامة خليج جميع القديسين، جاعلا منها زعامة ملكية ومقر الحكومة. ولم يستلزم هذا الإجراء انهاء الزعامات الأخرى. وقد بنى تومي ديسوزا السلفادور عاصمة للبرازيل في خليج جميع القديسين. وقد وصلت أول بعثة تبشيرية يسوعية في نفس السنة. وخلال الفترة من 1565-1567 تمكن المسؤول الاستعماري البرتغالية وثالث حاكم عام للبرازيل ميم ديسا من تدمير وبنجاح مستعمرة فرنسية عمرها عشر سنوات تسمى القطب الجنوبي الفرنسي في خليج غوانابارا. ثم أسس مع ابن أخيه ايستاسيو ديسا مدينة ريو دي جانيرو في مارس 1567.
الإتحاد الإيبيري والتنافس مع الهولنديين (1580–1663)
في سنة 1580 غزا ملك إسبانيا فيليب الثاني البرتغال عقب أزمة خلافة ظهرت بعد مقتل ملكهم سيباستيان سنة 1578 في كارثة الهجوم على القصر الكبير بالمغرب. وفي كورتيس دي تومار نصب الملك فيليب نفسه باسم فيليب الأول البرتغالي سنة 1581، موحدا تاجين ملكيين وامبراطوريتين عالميتين تحت حكم هابسبورغ الإسبانية في سلالة اتحاد إيبيريا. وقد تعهد الملك فيليب بالمحافظة على الإمبراطورية متميزة قانونيا بحيث تكون إدارة شؤون الإمبراطورية البرتغالية للمواطنين البرتغال مع وجود نائب الملك للبرتغال في لشبونة لمتابعة الاهتمامات[٥٤]. وقد قبلت جميع المستعمرات البرتغالية بالشكل الحديث للدولة باستثناء جزر الأزور التي اذعنت لأحد الأمراء المدعين بالعرش البرتغالي وحظي بدعم من كاترين دي ميديشي الفرنسية مقابل وعد بالتخلي عن البرازيل. ولكن الجيوش الأسبانية تمكنت من الاستيلاء على الجزيرة سنة 1583[٥٥].
أورثت الوحدة مع إسبانيا مزايا وعيوب تتعلق بالامبراطورية البرتغالية. فقد فتحت شبكة التجارة الإمبريالية الإسبانية للتجار البرتغاليون وخصوصا تجار الرقيق البرتغاليين، وصارت تدر عليهم ارباحا أكثر من ذي قبل؛ بحيث يمكنهم بيع الرقيق في أمريكا الأسبانية بسعر أعلى ممما كانوا ينالونه في البرازيل[٥٦].
ثم بدأ البرتغاليون يهملون تماما حدود تورديسيلاس التي كانت بين الإسبان والبرتغاليون في أمريكا الجنوبية، فبدأوا بالولوج إلى أعماق البرازيل[٥٤]، وسمحوا بتوسيع المقاطعات غربا. وجرت بعثات استطلاعية سواء أمرت بها الحكومة، وتسمى (بالبرتغالية: entradas) أو بمبادرات شخصية تسمى أعلام أو (بالبرتغالية: bandeiras)[٥٧]، تلك الرحلات الشخصية استمرت خلال القرنين 16 إلى 18 بالمغامرة في مناطق لم تكتشف، كانت بدايتها هي سرقة الأهالي وبيعهم، ثم ركزت بعد ذلك في العثور على مناجم للذهب والفضة والماس.
ومع كل تلك الفوائد التي جناها البرتغاليون، إلا أن إسبانيا قد جرّت البرتغال في صراعاتها مع انكلترا وفرنسا والجمهورية الهولندية، وقد بدأت تلك البلدان بالتو في إنشاء امبراطورياتها العالمية[٥٨]. كان التهديد الأساسي من هولندا والتي دخلت في نضال لأجل الإستقلال ضد إسبانيا منذ 1568. في 1581 نالت المقاطعات السبعة عشر استقلالها من حكم هابسبورغ، فحظر فيليب الثاني التجارة مع السفن الهولندية، بما فيها البرازيل حيث استثمر الهولنديون مبالغ ضخمة في تمويل إنتاج السكر.
خلال حرب الإنجلترا مع إسبانيا تمكن الإسطول الإنجليزي في سنة 1592 من الاستيلاء على سفينة برتغالية كبيرة نوع كراك قبالة جزر الأزور واسمها (بالبرتغالية: Madre de Deus) محملة ب900 طن من بضائع الهند والصين، تقدر قيمتها بنصف مليون جنيه (ما يقرب من نصف موجودات الخزانة الإنجليزية ذاك الوقت)[٥٩]. وقد اعطت تلك الفكرة المستقبلية عن ثروات الشرق صدمة كهربائية للإنجليز بضرورة تحويل اهتمامهم إلى تلك المناطق[٦٠]. وفي السنة ذاتها، أرسل التجار الهولنديون مستكشفا لهم واسمه كورنيليس دي هوتمان إلى لشبونة لجمع مايمكن من المعلومات عن جزر التوابل. في 1595، التاجر والمستكشف يان هيجن فان لنشتن الذي عمل بخدمة البرتغاليون وسافر بكثرة إلى المحيط الهندي نشر تقريرا في أمستردام عن رحلاته: "قصة رحلة خلال ملاحة البرتغاليين إلى الشرق"[٦١]، وشملت على توجيهات واسعة في كيفية التنقل بين البرتغال وجزر الهند الشرقية ثم إلى اليابان. وقادت المعلومات الجديدة التي تغذى منها الهولنديون والإنجليز على حركة توسع التجاري وتأسيس شركة الهند الشرقية الإنجليزية سنة 1600، وشركة الهند الشرقية الهولندية (VOC) في 1602، والسماح بدخول الشركات المستأجرة في ما يعرف بجزر الهند الشرقية.
بادر الهولنديون القتال في ماوراء البحار، وهاجموا المستعمرات الإسبانية والبرتغالية وسفن شحنهم، وتحالفوا مع منافسيهم من الزعماء المحليين، وفككوا احتكار تجارة البرتغال في آسيا. فقد تعرضت مستوطنات الامبراطورية البرتغالية الساحلية والمكشوفة للسقوط الواحدة تلو الأخرى، مما أثبت أنها هدفا أسهل من الامبراطورية الأسبانية[٦٢].
بدأت الحرب الهولندية البرتغالية بالهجوم على ساو تومي وبرينسيبي سنة 1597 واستمرت حتى 1663. وكانت الحرب التي شنتها شركة الهند الشرقية الهولندية ونظيرتها الهند الغربية (انشئت سنة 1621) هي جزء من مشاريع تجارية تهدف بالسيطرة على الشبكات التي انشأها البرتغاليون لتجارة توابل آسيا ورقيق غرب أفريقيا وسكر برازيل[٦٣]. ففي آسيا تمكن الهولنديون من احتلال جزر التوابل (1605) وملقا (1641) ثم كولومبو (1656) وسيلان (1658) وناجاباتينام (1660) وأخيرا كرانجانور مع كوتشي (1662)[٦٤]. ومع أن غوا كانت عاصمة البرتغال في آسيا إلا انها تمكنت مع ديو وماكاو من صد الهولنديون، إخراج البرتغاليين من اليابان في 1639 منعهم من الاستفادة من خط التجارة المربح جدا بين الصين واليابان. أما في البرازيل، ومع أنهم نجحوا بمنع الفرنسيين من الحصول على موطئ قدم في مستعمرة فرنسا الإستوائية في 1615، إلا أن هولندا استولت منهم على سلفادور دي باهيا سنة 1624 (وإن استعادوها في السنة التالية بمساعدة الإسبان) وبيرنامبوكو في 1630. وبسبب حاجتهم للعبيد في إنتاج السكر بمناطق البرازيل التي استولوا عليها، فإن الهولنديون هاجموا مراكز البرتغال التجارية على طول ساحل أفريقيا الغربي، فنجحوا بالاستيلاء على المينا (1638) ثم لواندا (1641) واكسيم (1642)[٦٥]. ولم تأتي سنة 1654 إلا كانت البرتغال قد نجحت في طرد الهولنديين من البرازيل ولواندا، ولكنها فقدت مكانتها البارزة في آسيا وللأبد.
الإنحطاط (1663–1822)
كانت خسارة المستعمرات أحد الأسباب التي ساهمت في انهيار الاتحاد المنفرد مع إسبانيا. ففي سنة 1640 أعلن بجون الرابع ملكا على البرتغال فبدأت الحرب . في 1661 عرضت البرتغال على إنجلترا بومباي وطنجة كهبة، وعلى مدى القرن التالي أصبحت الإنجليز تدريجيا هم التجار المهيمنون في الهند، ثم بدأوا تدريجيا في ابعاد تجارة الدول الأخرى عنها. وفي سنة 1668 اقرت إسبانيا بنهاية الاتحاد الايبيري مقابل تنازل البرتغال عن سبتة إلى التاج الأسباني.
تمكنت البرتغال من المحافظة على غوا بعد انتهاء الحرب مع هولندا، وكذلك على بعض القواعد الصغيرة بالهند، واستطاعت أن تسترد أراضيها في البرازيل وافريقيا، لكنها لم تستطع استرداد مكانتها البارزة في آسيا، بسبب تحول التجارة عنها وازدياد أعداد المراكز التجارية الإنجليزية والهولندية والفرنسية. وبالتالي فقد اكتسبت البرازيل أهمية متزايدة إلى الإمبراطورية طوال قرن من الزمان، التي صدرت إليها الخشب البرازيلي والسكر.
ابتداءا من سنة 1693 ازداد الاهتمام في منطقة برازيلية عرفت باسم ميناس جيرايس حيث تم اكتشاف الذهب فيها ثم ظهر بعدها الألماس. فقادت تلك الاكتشافات الكبرى للذهب والالماس في ميناس جيريس وماتو غروسو وغوياس إلى ماسمي "بإندفاع الذهب"، فتدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين[٦٦]. فأصبحت القرية التي تأسست في سنة 1696 مركز جذب اقتصادي جديد للامبراطورية، مع ازدياد العمران السريع وظهور المشاكل. وأدت دورة الذهب تلك إلى إنشاء سوق داخلي وجذب أعداد غفيرة من المهاجرين. ونما عدد السكان 750٪ بين 1650 و 1770 وسرعان ما أصبحت أكبر مدينة في البرازيل، وساهمت في الاستقرار الداخلي. 78٪ من سكانها هم من فئة السود والمستيزو وأيضا من المسيحيين الجدد القادمين من شمال البرتغال وجزر الأزور وماديرا، الذين استقروا كوكلاء تجاريون مهمين في القرى المحيطة بقرية أورو بريتو وماريانا.
ازدادت عائدات التاج البرتغالي بسبب اندفاع الذهب زيادة كبيرة، حتى قيمت بأنها تحتوي على خمس ركاز المعادن الخام، مما أدى لحدوث عمليات تسريب وتهريب متكررة، وتجنبا لذلك فقد أقيم جهاز إداري متكامل للضبط. وازداد إنتاج الذهب من 2 طن سنويا في 1701 إلى 14 طن في 1750 لكن بدأ في الانخفاض بعدها انخفاضا حادا حتى استنفد كله قبل نهاية القرن. تجاوزت عائدات ذهب البرازيل عائدات منتجات المستعمرات الأخرى وجلبت تلك التجارة الازدهار لريو دي جانيرو بل والمملكة باكملها.
في 1755 أصاب لشبونة زلزال مدمر فأعقبه تسونامي كبير قتل أكثر من 100،000 شخص من اجمالي السكان 275000. مما أضعف وبشدة طموحات البرتغال الاستعمارية في أواخر القرن 18.
على عكس إسبانيا فإن البرتغال لم تقسم أراضيها الاستعمارية في أمريكا. فالزعامات التي انشئت فيها كانت تخضع لإدارة مركزية في سلفادور الذي يقدم التقارير مباشرة إلى الحكومة في لشبونة. واتسم القرن 18 بزيادة مركزية السلطة الحاكمة في جميع أنحاء الامبراطورية البرتغالية، مع سلطة اليسوعيون لحماية الهنود ضد العبودية، والتي قمعها بوحشية الحاكم (ويلقب باسم ماركيز بومبال)، مما أدى إلى تفكك أرضية هذا النظام الديني في البرتغال 1759.
بدأ المستوطنون في التعبير عن سخطهم على الحكومة في لشبونة بسبب تراجع التعدين الذي جعل من الصعب دفع الضرائب التي تطالب بها الدولة. فاندلعت ثورة في أورو بريتو سنة 1789 عندما أعلنت ضريبة 20٪ على الذهب المستخرج. وشجعها على ذلك ظهور الولايات المتحدة الأمريكية التي نالت استقلالها من بريطانيا (1776-1781)، وتركزت المحاولة في محافظة ميناس جيريس لتحقيق نفس الهدف. ولكن الثورة المسماة مؤامرة ميناس (بالبرتغالية: Inconfidência Mineira) فشلت، واعتقل قادتها المشاركين في التمرد وأعدم زعيمهم.
في سنة 1808 غزا نابليون بونابرت البرتغال، فأمر الدوم خوان الوصي على عرش والدته دونا ماريا الأولى بنقل البلاط الملكي إلى البرازيل. ثم ارتقت البرازيل في 1815 إلى مرتبة مملكة، فأصبح اسم البرتغال رسميا هو المملكة المتحدة للبرتغال والبرازيل والغارف (Reino Unido de Portugal, Brasil e Algarves)، ونقلت العاصمة من لشبونة إلى ريو دي جانيرو، وتلك هي الحالة الوحيدة التي حكمت فيها دولة الإوروبية من أحد مستعمراتها. فأصبح هناك أيضا ممثلون برازيليون منتخبون في المحكمة الدستورية البرتغالية "Cortes Constitucionais Portuguesas".
مع أن العائلة المالكة قد عادت إلى البرتغال في 1821، إلا أن فترة وجودهم بالبرازيل ساعد على زيادة رغبة الاستقلال بين البرازيليين. فأعلن ابن الدوم خوان (بيدرو الأول بعد التتويج) استقلال البرازيل في 7 سبتمبر 1822 وتوج امبراطورا عليها، وعلى عكس مستعمرات إسبانيا في أمريكا الجنوبية فإن البرازيل حققت الاستقلال دون إراقة دماء كثيرة.
الإندماج في أفريقيا (1822–1951)
خسرت البرتغال أراضيها في أمريكا الجنوبية في ذروة الاستعمار الأوروبي في القرن 19، وخسرت أيضا معظم قواعدها في آسيا ولم يتبق لها إلا القليل. ولكن خلال تلك المرحلة فقد ركز الاستعمار البرتغالي على توسيع البؤر الاستيطانية في أفريقيا لتصل بها إلى مقاطعات بحجم الدول لتتنافس مع القوى الأوروبية الأخرى هناك. وشملت الأراضي البرتغالية أمم حديثة مثل الرأس الأخضر وساو تومي وبرينسيبي وغينيا بيساو وأنغولا وموزامبيق.
دخلت البرتغال المناطق النائية من أنغولا وموزامبيق، ويعتبر المستكشفين سيربا بينتو وهرمنغيلدو كابلو وروبرتو ايفنز من أوائل الأوروبيين الذين قطعوا من غرب أفريقيا إلى شرقها. فمشروع لربط المستعمرتين أو مايسمى بالخريطة الوردية كان هدف البرتغال الرئيسي في النصف الثاني من القرن 19. ولكن لم يتقبل البريطانيون الفكرة، فقد كانت لهم تطلعاتهم الخاصة لأراضي بريطانية متجاورة تمتد من القاهرة إلى كيب تاون. ففرض الإنذار البريطاني على كارلوس الأول ملك البرتغال سنة 1890، مما انهى مشروع الخريطة الوردية، وقد استغل الجمهوريون ردة فعل الملك لهذا الإنذار. فقتل الملك كارلوس وولي عهده الامير لويس فيليبي في لشبونة سنة 1908. فأصبح شقيق لويس فيليبي ملكا باسم مانويل الثاني. وبعد ذلك بعامين أصبحت البرتغال جمهورية.
في الحرب العالمية الأولى هددت الجيوش الألمانية موزامبيق، فاضطرت البرتغال دخلول الحرب لحماية مستعمراتها.
التحرر من الاستعمار (1974–1999)
- طالع أيضاً: الحرب الاستعمارية البرتغالية وثورة القرنفل
بدأت حركات التحرر من الاستعمار تكتسب زخما في الإمبراطوريات الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، فجاءت الحرب الباردة التي هيأت مناخ من عدم الاستقرار في أوساط سكان المستعمرات البرتغالية، فتنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على زيادة مناطق نفوذهم. ففي الهند وبعد أن منحتها بريطانيا الاستقلال سنة 1947، ثم القرار الذي اتخذته فرنسا للسماح الجيوب الاستيطانية في الهند إلى أن تندمج في الدولة المستقلة حديثا، مما هيئ ضغوطا على البرتغال أن تفعل نفس الشيء[٦٧]، ولكن أنطونيو سالازار الذي استولى على السلطة سنة 1933 قد قاوم ذلك ورفض طلب رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو سنة 1950 لعودة تلك الجيوب، حيث اعتبرها جزءا لا يتجزأ من البرتغال[٦٨]. ثم عدل الدستور البرتغالي في العام التالي لتغيير الوضع من المستعمرات إلى مقاطعات ماوراء البحار. وفي سنة 1954 أدت انتفاضة محلية بإطاحة السلطات البرتغالية في القطاع الهندي من دادرا وناغار هافيلي. فتزايدت الصعوبات في الدفاع عن المستعمرات البرتغالية المتبقية في الهند، وبما أن نهرو يحظى بتأييد معظم الأحزاب السياسية الهندية إضافة إلى الاتحاد السوفياتي وحلفائه. فتحين الفرصة حتى سنة 1961 عندما اندلعت انتفاضة في أنغولا ضد البرتغاليين فأمر الجيش الهندي بدخول غوا ودامان وديو فاستولى عليها بسرعة وضمها رسميا في السنة التالية. وقد رفض سالازار الاعتراف بنقل السيادة معتبرا أن الأراضي محتلة فقط. واستمر تمثيل مقاطعة غوا في الجمعية الوطنية البرتغالية حتى 1974[٦٩].
عندما اندلعت أعمال العنف في أنغولا في فبراير 1961 كانت هي بداية النهاية للإمبراطورية البرتغالية في أفريقيا. فأشار ضباط الجيش البرتغالي في أنغولا برأي مفاده بأنهم لن يكونوا قادرين على التعامل عسكريا عند اندلاع حرب عصابات ومن ثم فإن عليهم البدأ بالمفاوضات مع حركات الاستقلال. ولكن سالازار قد أعلن قراره علنا بالمحافظة على الإمبراطورية سليمة، وبحلول نهاية العام كان هناك 50000 جندي متمركزا فيها. في العام نفسه، ضمت الحكومة الجديدة في داهومي الحصن البرتغالي ساو جواو بابتيستا دي اويدا في أويدا وهو من بقايا تجارة الرقيق في غرب أفريقيا، وكان قد نالت استقلالها توا من فرنسا. فانتشرت الاضطرابات من أنغولا إلى غينيا التي ثارت في سنة 1963 ثم موزامبيق في 1964[٦٩].
أثر صعود النفوذ السوفياتي على حركة القوات المسلحة (بالبرتغالية: Movimento das Forças Armadas) العسكرية (MFA) والطبقة العاملة، وكذلك كلفة وعدم شعبية الحرب الاستعمارية البرتغالية (1961-1974) التي قاومت فيها البرتغال حرب العصابات للحركات القومية الناشئة في بعض الأقاليم الأفريقية، مما أدى في النهاية إلى انهيار نظام استادو نوفو سنة 1974 في ثورة المسماة بثورة القرنفل. وكان أول عمل ل (MFA) -وهو المجلس العسكري الخلاص الوطني الذي قاد الحكومة التي جاءت إلى الحكم بعد ذلك- هو وضع حد للحروب والتفاوض على انسحاب البرتغاليين من مستعمراتها الأفريقية. دفعت تلك الأحداث إلى نزوح جماعي للمواطنين البرتغاليون من الأراضي البرتغال الأفريقية (ومعظمهم من أنغولا وموزامبيق)، وقدر عددهم بأكثر من مليون لاجئ البرتغالي[٧٠]. واعترفت الحكومة البرتغالية الجديدة بجميع الأراضي التي استولت عليها الهند مثل غوا وغيرها. وقبلت أيضا بمطالب بنين بحصن ساو جواو بابتيستا دي اويدا، وأعيدت العلاقات الدبلوماسية مع الهند وبنين.
اندلعت الحروب الأهلية في كل من موزامبيق وأنغولا بمجرد استقلالهما، فالحكومات الشيوعية التي شكلها الثوار السابقون (ولقيت الدعم من الاتحاد السوفياتي وكوبا وغيرها من دول الكتلة الشيوعية) قد كونت جبهة قتال ضد جماعات متمردة مدعومة من زائير وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة.
أما تيمور الشرقية التي أعلنت الاستقلال في نفس العام (1975) ونزح منها العديد من اللاجئين البرتغاليون عائدين إلى موطنهم البرتغال وعرفوا باسم العائدون (بالبرتغالية: retornados). ومع هذا فإن تيمور الشرقية قد تعرضت بمجرد استقلالها إلىغزو من اندونيسيا المجاورة التي احتلتها إلى سنة 1999 عندما جرى استفتاء برعاية الأمم المتحدة أدى إلى اختيار التيموريين الاستقلال، وقد نالوه في سنة 2002.
ويمثل نقل السيادة من ماكاو إلى الصين يوم 20 ديسمبر 1999، بموجب شروط اتفاق تم التفاوض بشأنها بين جمهورية الصين الشعبية والبرتغال قبل إثني عشر عاما، مثلت العلامة الفارقة بنهاية امبراطورية البرتغال لما وراء البحار. ومع ذلك فقد ظلت اللغة البرتغالية هي اللغة الثانية في الكانتون الصيني مكاو.
التراث
هناك سبعة من مستعمرات البرتغال السابقة لغتهم الرسمية هي البرتغالية. وهم جميعا الآن بالإضافة إلى البرتغال أعضاء في مجموعة البلدان المتحدثة بالبرتغالية، ومساحة تلك الدول مجتمعة 10,742,000 كم2، أو ٪7,2 من مساحة الأرض (148,939,063 كم2)[٧١]. وقد اعتمدت غينيا الاستوائية اللغة البرتغالية لغة رسمية ثالثة سنة 2007، وهي حاليا مراقب في مجموعة البلدان المتحدثة بالبرتغالية CPLP إضافة إلى موريشيوس والسنغال. وهناك اثني عشر بلدا أو منطقة قدموا طلباتهم للانضمام إلى عضوية تلك المجموعة وتنتظر الموافقة عليها[٧٢].
وتعتبر اللغة البرتغالية في الوقت الحالي إحدى لغات العالم الرئيسية وترتيبها السادس ويتحدث بها حوالي 240 مليون شخص حول العالم[٧٣]. وهي اللغة الثالثة انتشارا في الأمريكتين وخصوصا في البرازيل، مع أن توجد هناك أيضا مجتمعات كبيرة من الناطقين بالبرتغالية في دول مثل كندا والولايات المتحدة وفنزويلا. وبالإضافة إلى ذلك فهناك بعض اللغات المحلية تأثرت بالبرتغالية مثل شعب الكريستانغ في مالاقا.
وتقدر اللغة البرتغالية بأنها اللغة السابعة استخداما في الفضاء الإلكتروني والإنترنت، أما في الويكيبيديا فهي الويكيبيديا التاسعة من حيث عدد المقالات المنشورة[٧٣][٧٤]. وتقود البرتغال والبرازيل حملة لجعل اللغة البرتغالية احدى اللغات الرسمية المستخدمة في الإمم المتحدة[٧٥].
مصادر
- ^ Melvin Eugene Page, Penny M. Sonnenburg, p. 481
- ^ Liam Matthew Brockey, p. xv
- ^ Richard M. Juang, Noelle Anne Morrissette, p. 894
- ^ أ ب Newitt, p. 19
- ^ أ ب Boxer, p. 19
- ^ Abernethy, p. 4
- ^ Newitt, p. 21
- ^ أ ب Diffie, p. 55
- ^ Diffie, p. 56
- ^ Anderson, p. 50
- ^ Diffie, p. 68
- ^ Daus, p. 33
- ^ Boxer, p. 29
- ^ Russell-Wood, p. 9
- ^ Godinho, V. M. Os Descobrimentos e a Economia Mundial, Arcádia, 1965, Vol 1 and 2, Lisboa
- ^ Ponting, Clive (2000) [2000]. World history: a new perspective. London: Chatto & Windus. pp. 482. ISBN 0-7011-6834-X.
- ^ Anderson, p. 59
- ^ Newitt, p. 47
- ^ Anderson, p. 55
- ^ Diffie, p. 174
- ^ Diffie, p. 176
- ^ Boxer, p. 36
- ^ قطب الدين النهروالي، المتوفى سنة 988هـ، "البرق اليماني في الفتح العثماني"
- ^ جابرييل فراند، "الربان العربي عند فاسكو دي جاما والملاحة العربية في القرنين الخامس عشر، بالفرنسي، دورية الجغرافية، 1922.
- ^ Scammell, p. 13
- ^ McAlister, p. 75
- ^ McAlister, p. 76
- ^ DeSouza, p. 220
- ^ Singh, Sarina (2003). India. Lonely Planet. ISBN 1-74059-421-5. [١].
- ^ Diffie, p. 245–247
- ^ أ ب Abeysinghe, T. Jaffna Under the Portuguese, p. 2
- ^ Abeysinghe, T. Jaffna Under the Portuguese, p. 3
- ^ Kunarasa, K The Jaffna Dynasty, p. 115
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p 37
- ^ Ricklefs, M.C. (1991). A History of Modern Indonesia Since c. 1300, 2nd Edition. London: MacMillan, p. 23. ISBN 0-333-57689-6.
- ^ Donald Frederick Lach, Edwin J. Van Kley, "Asia in the making of Europe", p. 520–521, University of Chicago Press, 1994, ISBN 978-0-226-46731-3
- ^ Carlos Augusto Montalto Jesus (1902). Historic Macao. Kelly & Walsh, limited. p. 5. [٢]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ Richard Stephen Whiteway (1899). The rise of Portuguese power in India, 1497-1550. A. Constable. p. 339. [٣]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ Ernest S. Dodge (1976). Islands and Empires: Western Impact on the Pacific and East Asia. U of Minnesota Press. p. 226. ISBN 0816608539. [٤]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ José Yamashiro (1989). Chòque luso no Japão dos séculos XVI e XVII. IBRASA. p. 103. ISBN 8534810680. [٥]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ Maria do Rosário Pimente (1995). Viagem ao fundo das consciências: a escravatura na época moderna. Edições Colibri. p. 49. ISBN 9728047754. [٦]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ Julita Scarano. MIGRAÇÃO SOB CONTRATO: A OPINIÃO DE EÇA DE QUEIROZ. Unesp- Ceru. Retrieved 2010-07-14.
- ^ Paul Finkelman, Joseph Calder Miller (1998). Macmillan encyclopedia of world slavery, Volume 2. Macmillan Reference USA, Simon & Schuster Macmillan. p. 737. ISBN 0028647815. [٧]. Retrieved 2010-10-14.
- ^ David E. Mungello (2009). The great encounter of China and the West, 1500-1800. Rowman & Littlefield. p. 81. ISBN 0742557987. [٨]. Retrieved 2010-10-14.
- ^ Alberto da Costa e Silva (2002). A manilha e o libambo: a África e a escravidâo, de 1500 a 1700. Editora Nova Fronteira. p. 849. ISBN 8520912621. [٩]. Retrieved 2010-10-14.
- ^ Hugh Thomas (1999). The slave trade: the story of the Atlantic slave trade, 1440-1870. Simon and Schuster. p. 119. ISBN 0684835657. [١٠]. Retrieved 2010-10-14.
- ^ Jorge Fonseca (1997). Os escravos em Évora no século XVI. Câmara Municipal de Évora. p. 21. ISBN 9729696535. [١١]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ José Roberto Teixeira Leite (1999). A China no Brasil: influências, marcas, ecos e sobrevivências chinesas na sociedade e na arte brasileiras. Editora da Unicamp. p. 20. ISBN 8526804367. [١٢]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ José Roberto Teixeira Leite (1999). A China no Brasil: influências, marcas, ecos e sobrevivências chinesas na sociedade e na arte brasileiras. Editora da Unicamp. p. 20. ISBN 8526804367. [١٣]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ José Yamashiro (1989). Chòque luso no Japão dos séculos XVI e XVII. IBRASA. p. 101. ISBN 8534810680. [١٤]. Retrieved 2010-07-14.
- ^ Arnold Pacey, "Technology in world civilization: a thousand-year history", ISBN 0-262-66072-5
- ^ Yosaburō Takekoshi, "The Economic Aspects of the History of the Civilization of Japan", ISBN 0-415-32379-7.
- ^ Diffie, p. 310
- ^ أ ب Boyajian, p. 11
- ^ Anderson, pp. 104–105
- ^ Lockhart, p. 250
- ^ Boxer, pp. 386
- ^ Anderson, p. 105
- ^ Smith، Roger (1986). Early Modern Ship-types, 1450–1650. The Newberry Library. Retrieved 2009-05-08.
- ^ The Presence of the "Portugals" in Macau and Japan in Richard Hakluyt's Navigations", Rogério Miguel Puga, Bulletin of Portuguese/Japanese Studies, vol. 5, December 2002, pp. 81–116.
- ^ Van Linschoten, Jan Huyghen. Voyage to Goa and Back, 1583–1592, with His Account of the East Indies : From Linschoten's Discourse of Voyages, in 1598/Jan Huyghen Van Linschoten. Reprint. New Delhi, AES, 2004, xxiv, 126 p., $11. ISBN 81-206-1928-5.
- ^ Boxer1969, p. 109
- ^ Boxer1969, p. 110
- ^ RussellWood, p. 24
- ^ Davies, p. 124
- ^ Boxer, p. 168
- ^ Pearson, p. 158
- ^ Pearson, p. 160
- ^ أ ب Anderson, p. 153
- ^ Dismantling the Portuguese Empire, مجلة التايم (Monday, July 7, 1975)
- ^ CPLP. Retrieved 2010-08-12.
- ^ CPLP. Retrieved 2010-08-12.
- ^ أ ب língua portuguesa. Retrieved 2010-08-12.
- ^ Wikipedia homepage. Retrieved 2010-08-12.
- ^ ONU: Petição para tornar português língua oficial. Diario.iol.pt
- (2005-11-17). Retrieved 2010-04-21.
قائمة المراجع
- Andrada (undated). The Life of Dom John de Castro: The Fourth Vice Roy of India. Jacinto Freire de Andrada. Translated into English by Peter Wyche. (1664) Henry Herrington, New Exchange, London. Facsimilie edition (1994) AES Reprint, New Delhi. ISBN 81-206-0900-X.
- Brockey, Liam Matthew (2008). Portuguese colonial cities in the early modern world. Ashgate Publishing, Ltd.. ISBN 978-0-7546-6313-3. [١٥].
- Page, Sonnenburg, Melvin Eugene, Penny M. (2003). Colonialism: an international, social, cultural, and political encyclopedia, Volume 2. ABC-CLIO. ISBN 1-57607-335-1. [١٦].
- Abernethy, David (2000). The Dynamics of Global Dominance, European Overseas Empires 1415–1980. Yale University Press. ISBN 0-300-09314-4. [١٧].
- Anderson, James Maxwell (2000). The History of Portugal. Greenwood Publishing Group. ISBN 0-313-31106-4. [١٨].
- Boxer, Charles Ralph (1969). The Portuguese Seaborne Empire 1415–1825. Hutchinson. ISBN 0-09-131071-7. [١٩].
- Boyajian, James (2008). Portuguese Trade in Asia Under the Habsburgs, 1580–1640. JHU Press. ISBN 0-8018-8754-2. [٢٠].
- Davies, Kenneth Gordon (1974). The North Atlantic World in the Seventeenth Century. University of Minnesota Press. ISBN 0-8166-0713-3. [٢١].
- Daus, Ronald (1983). Die Erfindung des Kolonialismus. Wuppertal/Germany: Peter Hammer Verlag. pp. 33. ISBN 3-87294-202-6.
- Diffie, Bailey (1977). Foundations of the Portuguese Empire, 1415–1580. University of Minnesota Press. ISBN 0-8166-0782-6. [٢٢].
- Juang, Morrissette, Richard M., Noelle Anne (2008). Africa and the Americas: culture, politics, and history : a multidisciplinary encyclopedia, Volume 2. ABC-CLIO. ISBN 978-1-85109-441-7. [٢٣].
- Lockhart, James (1983). Early Latin America: A History of Colonial Spanish America and Brazil. Cambridge University Press. ISBN 0-521-29929-2. [٢٤].
- McAlister, Lyle (1984). Spain and Portugal in the New World, 1492–1700. University of Minnesota Press. ISBN 0-8166-1216-1. [٢٥].
- Newitt, Malyn D.D. (2005). A History of Portuguese Overseas Expansion, 1400–1668. Routledge. ISBN 0-415-23979-6. [٢٦].
- Pearson, Michael (1987). The Portuguese in India. Cambridge University Press. ISBN 0521257131. [٢٧].
- Russell-Wood, A.J.R. (1998). The Portuguese Empire 1415–1808. Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-5955-7. [٢٨].
- Scammell, Geoffrey Vaughn (1997). The First Imperial Age, European Overseas Expansion c. 1400–1715. Routledge. ISBN 0-415-09085-7. [٢٩].
- De Souza, Teotonio R. (1990). Goa Through the Ages:an economic History, Issue 6 of Goa University publication series Volume 2. Concept Publishing Company. ISBN 81-7022-259-1. [٣٠].
وصلات خارجية
مشاريع شقيقة | هناك المزيد من الصور والملفات في ويكيميديا كومنز حول: الإمبراطورية البرتغالية |
- التسلسل الزمني للإمبراطورية البرتغالية
- لوحة مصورة يابانية عن البرتغاليون في الهند (Enlarge)
- مساحة أضخم الإمبراطوريات في التاريخ:"في حكم العالم"
- The First Global Village by Martin Page
- البرتغاليون والشرق (بلغات برتغالية وصينية ويابانية وتايلندية) المقدمة باللغة الإنجليزية.
- تاريخ الاستعمار البرتغالي الهولندي تاريخ الاستعمار البرتغالي الهولندي: تاريخ البرتغاليون والهولنديون في سيلان والهند ومالاكا والبنغال وفرموزا وأفريقيا والبرازيل، الإرث اللغوي وبقايا قوائم وخرائط.