الإمام المهاجر
الإمام أحمد بن عيسى المهاجر (260 هـ - 345 هـ): هو أحمد بن عيسى بن محمد بن على العريضى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهم.
مولــده
ولد عام 260 هـ في العراق وأمضى أكثر حياته هناك وسمي بالمهاجر لهجرته من العراق إلى حضرموت.
زهده
وكان من أجل الزهاد ذا سيرة حميدة، وكان له في الوعظ لسان فصيح، ولما استولى أخوه الامام محمد بن عيسى على بعض أقاليم العراق أتى إليه ووعظه، ولم يزل به كذلك حتى ترك ذلك، وكان مشتغلا بالعبادة والدعوة.
الإمام والهجرة
في أواخر القرن الثالث الهجري كانت الدولة العباسية في العراق تمر بأزمات متوالية وما يعرف بنهاية العصر العباسي الأول وابتداء العصر العباسي الثاني وذلك من سنة 232هـ وحتى 334 هـ والذي بدأت خلاله دولة السلاجقة في الشمال بالظهور والاستيلاء على مناطق كانت تسيطر عليها الدولة العباسية، وكان الإمام يعيش في البصرة التي كانت هي الأخرى مهددة بهجمات القرامطة وكان الخليفة بلغ من الضعف عدم قدرته السيطرة على زمام الأمور فانتشرت الفوضى وضربا الفساد أرجاء العراق.
أما حضرموت فبسبب بعدها عن مراكز الخلافة فكانت تعاني هي الأخرى من الثورات المتكررة وأيضا ردود فعل الخلفاء بين فترة وأخرى وإرسالهم للجيوش لإخضاعها فعانت بسبب ذلك من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
في عام 317 هـ قرر الإمام الهجرة من العراق آخذا معه بعض بنيه ولحقه في ذلك بعض بنو عمه حين وجد الإمام بأن العراق أصبحت مكانا لا يمكن أن يمارس فيه دعوته ولأن همه لم يكن منكبا على السلطة لذا لم يسعى لنيل أي إمارة في العراق وإنما قرر الهجرة إلى مكان يمارس فيه دعوته بعيدا عن الاضطرابات.
رحلته
طيبة الطيبة
خرج الامام من البصرة عام 317 هـ وقصد مدينة رسول الله، ومكث بها سنة ولم يتمكن من الحج في عامه ذاك لاضطراب الأمن بسبب فتنة القرامطة الذين هاجموا الحجاج واستباحوا مكة.
و قد اعتلى زعيمهم الكعبة ينشد:
| ||
أنا بالله وبالله أنــا | يخلق الناس وأفنيهم أنا |
ويعتقد بأنه قد اتصل به بعض أهل اليمن أو حضرموت يدعونه للقدوم عليهم والاستقرار عندهم.
مكة
مكث الإمام ومن معه بالمدينة المنورة والأخبار المؤسفة عن فتنة القرامطة تصله، حتى إذا هدأت الفتنة وأمكنته الفرصه حج ومن معه عام 318 هـ.
اليمن وحضرموت
بعد أنهى الامام حجه ارتحل بمن معه إلى اليمن يتنقل من بلاد إلى بلاد حتى وصل حضرموت في سنة 320 هـ، وكان ذلك أول تاريخ الإمام بحضرموت وأول بلد وصل إليها الإمام هي بلدة الجبيل التي حسن أهلها للإمام أحمد الهجرة إليهم وهى في وادى دوعن وسكانها من أهل السنة وكلهم أعداء الأباضية المنشرين في ذلك الوقت في حضرموت، وأهل الجبيل من كندة والصدف. ولم تطل إقامة الإمام أحمد عندهم بل تحول إلى الهجرين وأقام بها سنوات وملك فيها أرضا ونخيلا، ثم تركها ووهب ممتلكاته لبعض مواليه، ووصل قارة بنى جشير وأقام بها مدة وهى قرية قريبه من بور، ثم تحول إلى الحسيسه وهي أرض بها نخل على مدخل بور. أقام إلى أن توفي
جهوده في الدعوة
استطاع الإمام أحمد بقوة علمه وحجته ومجادلة الأباضية الذين كان يسيطرون على أغلب حضرموت والانتصار عليهم، وربما دخل في معارك معهم أحيانا كثيرة حتى استتب الأمر له ولبنيه وانزاح الأباضية ناحية عمان.
أبناءه
- عبيد الله
- عبد الله
- علوي
هولاء أبناءه المعروفين في حضرموت ويقال أن له أبناء آخرين تركهم في البصرة لم يهاجروا معه.
وفاته
أقام في الحسيسه إلى أن توفي عام 345هـ ويوجد قبره الآن على سفح جبل إلى الجنوب من قرية بور وهو واضح للعيان.
انظر أيضا
- قرية بور.
وصلات خارجية
Ahmad al-Muhajir]] id:Ahmad al-Muhajir ms:Ahmad Al-Muhajir