الأمن الوطني الأردني
هذه المقالة تتحدّث عن أدوار الجيش الأردني. إن كنت تقصد شيئاً آخر انظر أمن الأردن (توضيح).
الجيش والأمن الوطني
حدد الميثاق الوطني الأردني مرتكزات أمنية للالقوات المسلحة الأردنية منها:
- دعمها.
- تعميق مفهوم الاحتراف لديها.
- العمل على تعزيز قدراتها.
- توسيع قاعدتها وتطويرها وتعبئة طاقات الوطن والشعب.
يعد الأمن الوطني من أبرز مهام الدولة الحديثة، وقد كان مفهوم الأمن مقتصراً على الشعور بالمنعة والقوة وعدم التعرض لأخطار الغزو الخارجي، ثم تطور ليشمل:
- الأمن المادي
- الأمن الغذائي
- الأمن الوظيفي
- الأمن النفسي
- والمجالات التي تهم المواطن والمجتمع جميعها، لتشكل بمجموعها الأمن الوطني.
ويعد الأمن الوطني الأساس في حياة المواطنين، فلا يستطيع المواطن أن ينتج ويبدع ويعمل دون أن يكون آمناً، وعند فقدان الأمن في الطريق يسقط فرض الحج لمن أراده، وقد حدد الله تعالى جزاء من يروع الناس ويقطع طرقهم ويسعى في الأرض فساداً، أن يوقع الحاكم عليه العقوبة.
و الأمن الوطني أساسي لتوفير المُناخ الملائم لتنفيذ السياسات التنموية للدولة، والنهوض في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وتمثل القوات المسلحة الأردنية سياج الأمن الوطني والأداة الرئيسية في حماية المنجزات الوطنية.
القوات المسلحة الأردنية سياج الوطن ودرعه وضمان أمنه واستقلاله، والجيش العربي طليعة من طلائع التحرير والدفاع عن الكرامة العربية، وإن قوة الجيش وقدرته يستوجبان أن يكون المواطنون والجيش الشعبي ظهيراً فعالاً لتعزيز الأمن الوطني القومي. (الميثاق الوطني)
نجح الجيش في حماية الأمن الوطني والقيام بعمليات ومهام متنوعة منها العسكري والأمني لصد عدوان خارجي أو منع فتن داخلية، لذلك حقق أمن واستقرار الأردن بحماية حدوده من العدوان الإسرائيلي عام 1968 م في معركة الكرامة، وهو أول انتصار عربي على إسرائيل، وخاض معارك في فلسطين عامي 1948 و1967 م دفاعاً عن المقدسات والأرض، بل كان دوره مضعفاً لحماية أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة كما في حرب رمضان 1973 م بين سورية وإسرائيل، ونجح الجيش في تحقيق الأمن وإعادة الاستقرار للوطن وأعاد الأمور إلى نصابها، وحقق الأمن الوطني بجهود أبنائه منذ تأسيسه حتى وقتنا الحاضر.
دور القوات المسلحة في التنمية الوطنية
جيشنا، أيها الأخوة، جيش رسالة وجيش قضية، رسالة تجديد نهضة الأمة العربية وحماية هذه النهضة وتدعيم الحق العربي، ومساندة الأمة العربية في كل بقاعها، والحفاظ على أخلاق الإسلام الذي جعل من العروبة قاعدة لحضارة حية خلاقة عظيمة، تقوم على الخُلق والإيمان قبل القوة المادية والثروة والغنى، وجيشنا أيها الأخوة، هو أيضاً جيش المستقبل، فمع التحامه بالتاريخ والتراث، هو أيضاً حليف للعقل العلمي والعصري، وهو قوةٌ متصلةٌ بمستقبلها المنشود، ومستقبل النهضة والتقدم والعلم. (من خطاب المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال في حفل تخريج الدورة السابعة عشرة لضباط الكلية العسكرية في 10/11/1979 م).
ساهمت القوات المسلحة في التنمية في مجال العلوم بإنشاء معهد اللغات، والكلية العسكرية الملكية التي يتخرج فيها الضابط بدرجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ومواصلة الدراسة لنيل درجة الماجستير من كلية الدفاع الوطني الأردنية الملكية، كما تم إنشاء الجناح العسكري في جامعة مؤتة عام 1981 م، وكلية الأمير فيصل الفنية سلاح الجو الملكي، وكلية الحسين الجوية، وكلية الأميرة منى للتمريض وغيرها بهدف تخريج ضُباط أكفاء مؤهلين علمياً وعسكرياً.
إن قواتنا المسلحة تقوم بدورها في بناء الوطن وتنميته وقت السلم بصدق كما هي في وقت الحرب، فقد قامت القوات المسلحة الأردنية منذ تأسيسها بدور فعال في عملية التنمية عن طريق تأهيل القوى البشرية، وتقديم الخدمات في القطاعات المختلفة، كالتعليم في مدارس الثقافة العسكرية، والبناء والتعمير ومكافحة التصحر بزراعة الأشجار والإسهام في تطوير الصناعة، وتمتلك القوات المسلحة الأردنية إمكانات كبيرة اعتمدت على مقومات العلوم والتكنولوجيا والتحديث المستمر في بنيتها، ويتضح هذا في مجال الكفاءات العلمية والإمكانات الكبيرة في التصنيع والصيانة والتدريب والخدمات الصحية والاتصالات.
كما أسهمت القوات المسلحة في تنفيذ المشاريع الاقتصادية والتنموية وإقامة السدود والحفائر الترابية في البادية الشمالية الشرقية، لزيادة الثروة المائية ضمن مشروع الحصاد المائي وإزالة الأنقاض، وفتح الشوارع وشق الطرق وإقامة الجسور، والإشراف على أعمال التفجير في المقالع وتوفير التعليم بفتح المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية، والإخلاء والإنقاذ في حالة الكوارث، ومكافحة الجراد قديماً وحديثاً، ورفد السوق بالأيدي العاملة المدربة بعد انتهاء خدماتها في القوات المسلحة، وطباعة ما تحتاجه الدوائر والمؤسسات الحكومية من المطبوعات ؛ كالجريدة الرسمية، والكتب المدرسية، والأطلس المدرسي في مطابع القوات المسلحة بالتعاون مع المركز الجغرافي الملكي.
دور القوات المسلحة في تقديم الخدمات الصحية
لقد مارست القوات المسلحة واجباتها الأساسية العسكرية وامتدت أعمالها لتسهم في تقديم الخدمات الصحية لمختلف فئات المجتمع، وتتولى الخدمات الطبية الملكية تقديم الخدمات الخدمات الصحية لأكثر من ثلث سكان الأردن تقريباً، فالعسكريون وعائلاتهم، وكذلك المدنيون الذين لا يجدون علاجاً أو إمكانيات في المؤسسات الطبية الأخرى يُعالجون في المراكز والمستشفيات التابعة للخدمات الطبية الملكية. ومن المستشفيات التابعة للخدمات الطبية الملكية :
- مدينة الحسين الطبية
- مستشفة الملكة علياء
- ومستشفى الأمير زيد
وغيرها من المستشفيات والمراكز الصحية الكثير.
تطورت الخدمات الطبية في القوات المسلحة، وأصبحت تضاهي في قدراتها الفنية أرقى الخدمات الطبية العالمية، وترتبط مدينة الحسين الطبية بخطوط اتصال بواسطة الحاسب الإلكتروني مع أرقى مستشفيات العالم، وتضم كوادر طبية من مختلف التخصصات ،وتُعقد المؤتمرات الطبية وتُجري عمليات لها السَّبق في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك يتم تدريب الكوادر الطبية العربية فيها، ويرتادها المرضى من الدول العربية والأجنبية لسمعتها المتميزة طبياً.
"العلاقة بين الصحافة الأردنية والأمن الوطني"
الباحث ممدوح سليمان العامري
قدمها لجامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا 17/8/2008 العرب اليوم : حصل الباحث ممدوح سليمان العامري, المقدم بمديرية التوجيه المعنوي للقوات المسلحة, على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا عن رسالته "العلاقة بين الصحافة الأردنية والأمن الوطني". وخلصت الدراسة إلى أن التشريعات والقوانين الصحافية ضَمنت حريةَ الصحافة, إلا أن الصحافة الأردنية لم تستفد من أجواء الحرية بالكامل كي تقدم صحافة حرة ومسؤولة لخدْمَة المصالح الوطنية, والسبب في ذلك أن هيئات التحرير في الصحافة الأردنية فرضت على نفسها رقابة ذاتية فيما يتعلق بالأمن الوطني. وهدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الصحافة اليومية والأسبوعية الأردنية ومؤسساتِ الأمن الوطني. وركّزَت الدراسة على واقع الصحافة, ومدى قدرتها على ممارسة حرية الصحافة بما يخدم المصلحة الوطنية. كما ركّزتْ الدراسة على مدى قابلية التشريعات والقوانين ذات العلاقة في الحرية الصحافية على صونها من دون انتهاك وتَهديد الأمن الوطني. ووُزِّعت استبانة على رؤساء ومديري وسكرتيري التحرير في 3 صحف يوميّة و3 صُحُف أسبوعيةِ. إضافة إلى إجراء مقابلات شخصية مَع بَعْض الخبراءِ للتحقق من طبيعة العلاقة بين الصحافة الأردنية وأجهزة الأمن الوطني. وتوصلت الدراسةُ إلى أن هناك علاقة إيجابية وتعاونية بين الصحافة ومؤسسات الأمن الوطني. وبينت ان الصحافة الأردنية ركّزتْ على هموم المواطنين وغَطّتْ أخبارَ الفساد, ولكن على الرغم من أن التشريعات والقوانين الصحافية ضَمنت حريةَ الصحافة. وأوصتْ الدراسةُ بأنّه يجب على المحرّرين أَنْ يمارسوا الحرية الصحافية كاملة, وأن يأخذوا بالاعتبار المسؤولية الاجتماعية بخصوص الأمن الوطني الأردني. كما دعت إلى الاستمرار بتدريب الصحافيين, وايجاد آلية للتعاون والتفاهم بين المؤسسات الإعلامية والأجهزة الأمنية أثناء الأزمات. وتشكلت لجنة المناقشة من كل من د. إبراهيم أحمد أبو عرقوب, رئيساً ومشرفا, وعضوية د. عصام الموسى, د. عزت حجاب, د. محمود شلبية.