الأزهر الشرايطي
الأزهر الشرايطي ولد حوالي عام 1920 وتوفي في 24 جانفي 1963، مناضل ومقاوم وطني تونسي.
البداية
ينحدر الأزهر الشرايطي من أولاد شريّط أحد عروش قبيلة الهمامة، وقد ولد في باطن العيش (عمرة) التي تقع على جبل عرباطة، بريف قفصة، في وسط فقير، وعمل في الفلاحة ثم في الرعي ثم التحق كعامل بمنجم المظيلة. وفي أواخر الأربعينات كان من بين آلاف الشباب الذين تحمسوا للقضية الفلسطينية وتطوع عدد منهم لفائدتها وقد تحول هو بالفعل إلى جبهات القتال عام 1947 ولم يعد إلى تونس إلا عام 1949، فكان محل ريبة من السلطات الاستعمارية حتى تدخل لفائدته أحد الفرنسيين ليعود للعمل بالمناجم.
المقاومة
عند اندلاع الثورة التونسية عام 1952 التحق بها الأزهر الشرايطي، وكان أحد قادتها إلى جانب قادة آخرين من بينهم الطاهر الأسود والساسي الأسود ومحجوب بن علي وعبد العزيز بن حسن والعجيمي بن المبروك وعمار سلوغة وهلال الفرشيشي وعلي الصيد ومصباح الجربوع والبرني البناني والطيب الزلاق... وذاعت شهرته في البلاد كقائد ثائر استبسل ضد الفرنسيين في عدّة مواقع، من بينها معركة زلّين في أبة قصور في صيف 1952 ومعركة السلوم في خريف 1952، ومعركة سيدي عيش الأولى في 18 سبتمبر 1954 ومعركة الرديف في أكتوبر من نفس السنة ومعركة سيدي عيش الثانية في 20 و21 نوفمبر 1954. وقد بلغ صيته حتى قال فيه أحد الشعراء المجهولين:
إيه الأزهــــر ولى دولة حاكملهم عــــلى عرباط | حاروا ما قدوا يمشوا له وعنده نسخة من السادات |
وبالفعل فقد أجمع على دوره حتى زملاؤه قادة المقاومة حيث انتخبوه في مؤتمرهم المنعقد في جبل سمامة في ربيع 1954 قائدا عاما للمقاومة. وقد وصفته الصحافة الفرنسية في ديسمبر 1955 بأنه أحد أبطال الأساطير (المرجع: الصباح، انظر الصورة)
مع بورقيبة
عندما دعا الحبيب بورقيبة المقاومين إلى تسليم السلاح، كان من بين من استجاب له الأزهر الشرايطي الذي سلم سلاحه بتاريخ 8 ديسمبر]] 1954، رغم أن آخرين يفعلوا مثله. وعندما اندلع الصراع اليوسفي البورقيبي كان من بين آزر بورقيبة، وعين على رأس مجموعتين قوامهما 40 رجلا أوكلت لهم مهمة مقاومة أنصار صالح بن يوسف، وقد كوفئ الرجل بعد ذلك بأن أسندت له فيلا بسان جرمان إحدى الضواحي الجنوبية لمدينة تونس، وحملت منذئذ اسمه إذ سميت الزهراء كما أسندت له ضيعة بمجاز الباب.
ضد بورقيبة
يبدو أن الأزهر الشرايطي قد أصيب بخيبة أمل من النظام الجديد، وهو ما دفعه إلى التورط بالمشاركة في المحاولة الانقلابية التي تم الكشف عنها في أواخر ديسمبر 1962، وقد سميت باسمه انقلاب الأزهر الشرايطي، وأحيل مع آخرين على المحكمة العسكرية التي أصدرت عليه يوم 17 جانفي 1963 مع 12 آخرين الحكم بالإعدام ونفذ فيه بعد أسبوع. بعد الاستقلال تنكر بورقيبة لمجاهدي تونس وسعى لارساء نظام حكم فردي متسلط يبرزه كالبطل الداحر للاستعمار في حين ابعد المجاهدون الحقيقيون من قبل الطغمة الحاكمة التي سيطر عليها في الغالب من لم يحمل السلاح في وجه الاستعمار قط فحرم بذلك المناضلون حقا من اي مناصب سياسية واقصوا تماما من الحكم بل ووقع تشويه صورتهم من خلال ارساء مفهوم جديد عوض المجاهد وهو مفهوم الفلاقة للوضع من شانهم وكان الانكى وصول جهات عرفت بموالاتها للاستعمار الفرنسي وبخياناتها لمراكز مهمة في الدولة مثل العديد ممن يعرفوون بالبلدية في تونس والذين لم يشذ عن هذه القاعدة سوى النزر اليسير منهم. واخر ديسمبر من سنة 1962 وبوشاية من شخص يدعى الباجي قايد السبسي والذي لم يعرف عنه حد تلك اللحظة سوى انه كان مبعوث بورقيبة والذي رشح من قبل الفرنسيين للمفاوضة مع المجاهدين أو الفلاقة لنزع اسلحتهم ابان الثورة المسلحة. بوشاية منه تم القبض على كبير المجاهدين التونسيين الشرايطي رفقة عدد كبير من رفقاء النضال ضد المستعمر الفرنسي ليعدم صحبة اثني عشر اخرين يوم السابع عشر من جانفي من عام ثلاث وستين وليمحى تاريخه ويطمس ولا يدرس بامر من بورقيبة. يذكر ان قايد السبسي وبعد هذه الوشاية تمت ترقيته ليصبح وزيرا للداخلية.
رحم الله المجاهد لزهر الشرايطي
المراجع
- عميرة علية الصغير، "في سيرة مقاوم: الأزهر الشرايطي (1920-1963)"، مجلة روافد، عدد 11، 2006.
انظر أيضا
وصلات خارجية
|