احمد عبد الهادي الجلبي



ولد احمد عبد الهادي الجلبي(أبو هاشم) عام 1944، وقد روى لنا أحد الاصدقاء نقلا عن المفكر العراقي عبد الفتاح إبراهيم وكان مساهما في شركة يديرها الحاج عبد الهادي الجلبي (ان الحاج جاء في أحد الايام مضطربا وحين سألناه أجاب : والله مااعرف اشأكول اليوم رزق ابني رشدي بولد ورزقت انا أيضا بولد) والمولود المعني هو الدكتور احمد الجلبي).

عاشت العائلة في مدينة الكاظمين ببغداد وارتبطت بعلاقات قديمة بالملكية الهاشمية التي حكمت العراق بعد الحرب العالمية الأولى. خدم جد الجلبي في 9 مناصب وزارية عراقية، وكان والده موظفاً لدى مجلس الوزراء ورئيساً للمجلس النيابي. أبو هاشم كان من اصغر أولاد عبد الهادي الجلبي. وأما والدته فقد كانت تدير صالوناً سياسياً للنخبة العراقية. غادر الجلبي في العام 1958 مع عائلته إلى الأردن. فأمضى شبابه متنقلا بين عمان ولندن وبيروت وواشنطن.

وكان يمتاز بمثابرة ومواكبة في الدرس والتمحيص وساعده ذكاؤه على اجتياز أكثر مراحل الدراسة صعوبة حتى تخرج وهو شاب من الجامعة الأمريكية (جونز هوبكنز). ودرس الرياضيات في جامعة شيكاغو فحصل منها على درجة الأستاذية، ثم درس في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا. وعمل أستاذا للرياضيات في الجامعة الأميركية ببيروت حتى العام 1977 حيث دعاه الأمير حسن شقيق الملك حسين إلى تأسيس بنك البترا، وفي مدة صار البنك ثاني ابرز بنك في الأردن ومن أهم البنوك من نوعه في المنطقة. واستمر يتدرج في عالم المال حتى أصبح من رموز المستثمرين العرب في أوروبا والوطن العربي. طوال مدة إدارته لبنك البتراء، في الثمانينيات، كان الجلبي يعلن معارضته الواضحة للنظام البعثي في وقت كانت فيه المملكة الأردنية تفتح موانئ العقبة أمام تجارة السلاح المتدفقة إلى العراق، وخرج من عمان عام 1989، ليعود إلى بريطانيا، ثم عاد إلى العراق عام 1992 ليقود حركة النضال ضد النظام الديكتاتوري في جبال كردستان، وبقي هناك حتى عام 1997، ثم عاد في الشهر الأول من عام 2003 استمر ووثق الصلات العائلية السابقة مع مختلف العوائل العراقية التي فرت من طغيان النظام الدموي، وتزوج من عائلة عسيران وقام السيد موسى الصدر بعقد قرانه، وهذا يؤكد الصلات المستمرة والوثيقة مع عائلة الصدر بشقيها العراقي، حيث سعى لإخراج الشهيد محمد باقر الصدر، لكن العلامة الصدر فضل البقاء والشق اللبناني ممثلا بالسيد موسى الصدر عميد العائلة هناك.