ابتزاز جنسي


الابتزاز الجنسي هو نوع من أنواع التحرش الجنسي، يمكن أن يعرّف ‏ على أنه أيّ عرض جنسي غير مرغوب فيه، أو طلب خدمة جنسية، ‏أو أي تصرف آخر له طبيعة جنسية سواء كان شفوي أو جسدي، موجه نحو فرد بسبب نوعه (ذكر أو ‏أنثى) أو مثليته (ذكر تجاه ذكر، أنثى لأنثى)، بحيث يكون:‏

‏* التعرض لمثل هذا التصرّف يبني فهما ضمنيا أو صريحا لدى المتلقي على أنه شرط ومرتكز ‏لقضاء حوائج الناس كمدخل مباشر دون تعقيدات النظام، كتوظيف الأفراد أو ارتفاع منزلة ‏الطلاب أو إنجاز المعاملات أو التغاضي عن الأخطاء، وبمعنى آخر: شيء مقابل شيء.‏

‏* أن يكون خيار الرفض أو الاستسلام لمثل هذا التصرّف، محدد هام لاتخاذ قرارات تؤثّر على ‏ذلك الفرد فيما يتعلق بالتوظيف (زيادات، حصول على عمل، مهام عمل، انضباط، الخ.) أو في ‏منزلة الطالب (درجات، امتياز، واجبات، الخ.)؛ وبمعنى آخر: الرفض هو النتيجة المضادّة.‏

‏* أن يكون عدم قبول مثل هذا التصرّف له أبعاد هجومية أو معادية أو تخويفية تلحق بالفرد في ‏بيئة العمل أو المدرسة أو دائرة المراجعة، وتؤثر بشكل غير معقول في أداء عمله أو في تجربته ‏التربوية، وبمعنى آخر: عدم الخضوع يخلف البيئة العدائية وقد تكون هذه البيئة هي قاعة الدرس ‏أو الأماكن الطبية، أو مواقع السكن، أو برامج نشاطات، أو المكاتب. وذلك من خلال نشر ‏الشائعات والتغرض والتهكم وتحفيز الآخرين على كره الشخص، لا لشيء ولكن بسبب رفضه ‏للعرض الجنسي.‏

درجات الابتزاز الجنسي

قد يعتقد البعض أن مفهوم الابتزاز الجنسي المعتمد على عدم رضا الطرف الأخر، تتمثل في ‏المساومة المباشرة لممارسة الجنس، والأمر ليس كذلك، بل يتدرج من محاولات التلميح إلى أقصى ‏درجات التصريح والممارسة، وفقا للتدرج التالي ‏:‏

‏* 1 التعليقات الجنسية غير المرغوبة: نكات أو أقوال شائعة الاستخدام ولها مضامين استحسان ‏أو إيحاء جنسي موجه لشخص بسبب نوعه (ذكر أو أنثى).‏

‏* 2 التعبير الجنسي غير المرغوب: وهو تعبير يتمثل في قول نكت أو ملاحظات أو أسئلة بشكل ‏التعبير المباشر للشخص ولها مضامين جنسية أو تحتوي على تعبيرات جنسية غير مرغوب فيها. ‏

‏* 3 لفت الانتباه الشخصي غير المرغوب: ‏رسائل أو اتصالات أو زيارات أو ضغط من أجل المقابلة ‏والمواعيد.‏

‏* 4 الاقتراح الجنسي غير المرغوب: طلب أو عزيمة لمحاباة أو ممارسة جنسية.

‏* 5 ممارسة جنسية جسدية متقدمة غير مرغوب فيها: لمس أو معانقة أو تقبيل أو جماع أو أي نشاط ‏جنسي آخر. ‏

حقائق علمية عن الابتزاز الجنسي

يرتكز مفهوم الابتزاز أو التحرش الجنسي على مجموعة عوامل ولعل من أهمها: أن تكون هناك ‏مسائل معلقة بيد الشخص الذي يمارس فعل الابتزاز الجنسي، كأن يكون مشرف أو رئيس أو مسئول ‏في حقل العمل، وأن يكون للفرد المبتز جنسيا حاجة لديه في شكل معاملة أو مراجعة أو أي كانت ‏الحاجة المعلقة بيد الفاعل وبقراره.‏

غالبية من يمارسون الابتزاز الجنسي، المشرفون في العمل والرؤساء. وقرابة 95% من التحرش ‏والابتزاز غير مسجلة، إلى جانب أن معظم التحرش الجنسي يقع من الرجل على المرأة. علما بأن ‏غالبية الابتزاز تتعرض له المتدربات والطالبات ومن لا تزال إجراءاتهن تحت الطلب (كالمعاملات ‏والقضايا والمراجعات). والابتزاز الجنسي لا يقع من الرجل فقط بل من المرأة أيضا على الرجل، ‏ويتمثل الابتزاز الجنسي الذي تقوم به المرأة للرجل في شكل تجملها وحركتها وتمايعها وترنمها، أو ‏إظهارها للرغبة المباشرة في الجنس من الرجل.‏

التحرش والابتزاز الجنسي، يؤدي إلى خسارة الكثير من الشركات والمؤسسات، ويعطل عمليات ‏الإنتاج وسير العمل، ويكسب كثير من بيئات العمل سمعة غير محترمة، مما يؤدي إلى تدني استقطابها ‏للكفاءات العالية من الخبرات المهنية، ويدفع بكثير من العاملين فيها إلى هجر بيئة العمل وتدني روحهم ‏المعنوية في بيئة العمل. ومن جهة أخرى التحرش والابتزاز الجنسي يؤدي إلى تدمير للأفراد ‏والمنظمات، فالأشخاص الذين تعرضوا لمضايقات جنسية تتدمر عواطفهم ورغباتهم الجنسية في المنزل، ‏ويصابون بنوع من حالات الاكتئاب، وتتكسر روابطهم الأسرية. ‏

ظاهرة الابتزاز الجنسي درست بشكل مستفيض في المجتمعات الأكثر دراية بأهمية البحث العلمي، وبناء على هذه الدراسات ‏وضعت العديد من الضوابط والسياسات الاجتماعية والآليات التنفيذية لحماية الأفراد من الابتزاز ‏والتحرش الجنسي. بينما في بعض المجتمعات ومنها العربية لا تزال الظاهرة بعيدة حتى عن النقاش العلمي، وليس ‏الدراسة، رغم ما يثار حول الموضوع من قصص مختلفة.