إياد الركابي




الشيخ إياد الركابي : هو الشيخ الركابي المعروف في الأوساط العلمية بكتاباته وآرأئه حول قضايا الدين والسياسة، وهو آية الله الشيخ الركابي صاحب فكرة نقد المنظومة الفكرية لرجال المؤسسة الدينية، الذين يشيعون بين الناس الخلاف حول قضايا التاريخ والتراث، ويعتبر الشيخ إياد الركابي صاحب الفتوى الشهيرة والقائلة : بجواز التعبد بمذهب أهل السنة والجماعة - وذلك في معرض رده على فتوى الشيخ محمود شلتوت التي أجاز فيها التعبد بمذهب الشيعة الأمامية.. جاء ذلك في كتابه الشهير الموسوم : - خطاب المشروع الوحدوي بين الفكر والممارسة - وقد صدر هذا الكتاب في كلاً من بيروت ودمشق.. يحاول الشيخ إياد الركابي بتفكيك البنية التراثية التي يُعتمد عليها في الغالب في قضايا العقيدة والموقف من الأخر، ويقول الشيخ الركابي في هذا الشأن : لابد من تحرير محل النزاع وفق قواعد علمية ومعرفية رصينة بعيداً عن سلطة الماضي ورجاله، وهذا يعني ان الركابي جاد في بلورة مشروع إسلامي حداثوي يعتمد القيم التي جاء بها التنزيل الحكيم والتخفيف ما أمكن من ضغط الروايات والأخبار التي يلزمها الكثير لتكون موافقة للواقع وقادرة على التعايش مع الحياة من دون التوظيف السيء والحشر وتقزيم الحاضر خدمة للماضي..

الشيخ الركابي إذن يتطلع لرسم صوره جديدة للإنسان المسلم بعيداً عن الفرقية والمذهبية والمزاجية، ولا يفتئ يمارس في ذلك الدور الكثير من خلال ما يكتب وما يبث ومايبشر به، وللركابي في هذا الطريق أنصار وله مريدين ومؤيدين أثروا بشكل مباشر وغير مباشر في تغيير صورة الخطاب الديني وتحويل البعض للإيمان بالحرية وبالحوار وبالأخر.. كل ذلك من وحي ما يكتب ومايقدم ولا زال يحمل الريادة في هذا الطريق معتمداً على قوله تعالى : - ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم - وقد أصدر الشيخ الركابي سلسلة من الكتابات العلمية في التاريخ والفلسفة والعقيدة والشريعة نذكر منها مايلي :

  1. إشكالية الخطاب في القراءة التاريخية لوقعة كربلاء - طُبع في بيروت لبنان سنة 1986 [ وهو كتاب يستهدف تحليل الثورة الحسينية حسب قواعد فلسفة التاريخ، والكتاب هو الأول من نوعه في رد الكثير من الأخبار والروايات المزيفة التي شكلت ميثيولوجيا وقعة كربلاء، وقد اثار الكتاب ردود ولا زال لأنه الوحيد الذي رفض فوضى الفكر الجبري السائد في خطابات المذهب الشيعي ].
  2. الأسس السياسية والمذهب الواقعي - طُبع في لبنان وإيران سنة 1987 [ وهو دراسة موضوعية جديدة للعلوم السياسية تبحث بالدليل العلمي والاستقرائي كافة التيارات والمذاهب الفكرية العامة ].
  3. رسالة في التوحيد والسياسة - طُبع في لبنان بيروت سنة 1988 [ والكتاب دراسة فلسفية موضوعية للعقيدة الإلهية تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي والعرفاني المشترك لأسسها وللإيمان بالله ].
  4. خطاب الحرية في النظام الإيستيمولوجي - طبع سوريا دمشق سنة 1989 - 1990 [ وهو كتاب في موضوعة الحرية ورد على فتاوى التكفير التي يلجأ إليها رجال الدين حين يعجزون عن الحوار ].
  5. نقد العقل الإسلامي - طُبع في لبنان بيروت سنة 1994 [ وهو نقد للعقيدة وللخطاب الديني وللتاريخ المزيف، قال عنه المؤلف إنه قراءة محايدة مقترحة للعقل والعقيدة عند المسلمين ].
  6. حفريات إنتربولوجيا العلوم القرآنية - طُبع في لبنان بيروت سنة 1991 ب [ وهو قراءة نقدية للنص الديني ولما رافقه من تضخيم غير مبرر ].
  7. مقدمة في التصحيح والإصلاح الديني - طُبع في بيروت سنة 1995.
  8. ملاحظات هامة حول موضوع علم الإمام - طُبع في دمشق سنة 1993.
  9. الجهاد في الإسلام - طُبع في دمشق سوريا سنة 1997 [ والكتاب دراسة موضوعية تحليلية تبحث بالدليل العلمي الفقهي عن الجهاد وعناصره في التنزيل والسُنة ].

وللشيخ الركابي سلسلة من المقالات منشورة في الدوريات والصحف العربية والإسلامية والعالمية..

والركابي هو المؤسس الفعلي للفكر الليبرالي في العراق في العصر الراهن ،وهو يعمل من أجل ترسيخ منظومة القيم في العدل والحرية والسلام ،ولهذا أتخذة الكثير من أفكاره الليبرالية الجديدة كبرامج وكمناهج للتربية والتثقيف في المرحلة الراهنة، وعلى أساس ذلك الفكر الذي يطرحه الشيخ الركابي نمت وترعرعت ونشطت أحزاب ومنظمات وقوى وشخصيات تتخذ من ذلك منهاج عمل لها ولمريديها ،نعم للشيخ الركابي أعداء هم أعداء الأنسانية وأعداء منظومة القيم التي ينادي ويبشر بها في طول حيانه وفي عمله :

ويمكن الأطلاع على فكر الشيخ الركابي من خلال قراءة كتبه التي جاوزت الأربعة عشر مؤلفا ،وللشيخ الركابي رؤية جديدة في قراءة النص القرأني على نحو جديد ومتطور وهو منشغل في تفسير القرأن المجيد ،وللركابي من المقالات والدراسات التي تحمي حقوق الأنسان وتدافع عن المرأة وحريتها ،وقدم في ذلك بحوث تعزز القيم الأخلاقية التي تعتمد في بناء الشخصية الصالحة في الأعمار والتنمية وسد كل ما يؤثر على شخصية الأنسان وكرامته ،والركابي الشيخ كان ولا زال من لأوائل الأصلاحيين في المنطقة والشرق الأوسط ،مستمدا ذلك من أستاذه الشيخ المنتظري ومن رفيق عمره العلامة المرحوم أية الله العظمى الشيخ صالحي نجف أبادي صاحب الكتاب الشهير (الشهيد الخالد)ذلك الرجل الذي كان شوكة في أعين الأستبداد والدكتانورية في حياته وفي مماته.