إسماعيل صادق العدوي



الشيخ إسماعيل صادق العدوي امام وخطيب المسجد الازهر سابقا قبل الشيخ الحالى محمد سيد طنطاوي كان امام وخطيب مسجد سيدى احمد الدرديرى بحى الباطنيه قبل أن يتولى عمله في الجامع الأزهر

كان يرج المنبر والقلوب من شدة خطبته وقوتها، أجمع علماء وقته أنه أفضل من يصلى خلفه في هذا الوقت، مثل فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك وفضيلة الشيخ الدكتور محمود حمايه رحمهما الله، كان معروفا بشجاعته وجرئته وعدم خوفه إلا من الله، وفراسته وكشفه وشدته مع خفة ظله مع مريديه وتلاميذه، كان بيته بحى الباطنية مكون من ثلاث طوابق، الدور الأول كان ساحة ومضيفة للمريدين. اعتاد ان يلقى دروس التفسير يوم الأثنين من كل اسبوع وكان قد عرف عنه القوه في الحق وخفه ظله وروى عنه انه في أحد حلقات التفسير كان يفسر قوله تعالى: (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف: 34 في درس التفسير الذي كان يلقيه كل يوم اثنين، وكان ذلك مساء يوم الاستفتاء على تجديد فترة ولاية الرئيس مبارك الثالثة، وأراد الرجل أن يتكلم في الموضوع ولو تعريضا، ولكن الآية التي يفسرها لا تمت من قريب أو بعيد بالسياسة، فاحتال الرجل بذكاء الأزهري المحنك، فقال: كنت أركب القطار مع فضيلة الشيخ البنا، وجاءت محطة وصولنا، فقال لي الشيخ البنا: يا شيخ إسماعيل، القطار والسفر كالحياة والموت والمناصب، إذا جاءت محطتك لا بد من نزولك، ثم أخذ الشيخ إسماعيل صادق العدوي يركز ويشدد ويعيد ويكرر، على هذا المعنى بهذه العبارة، قائلا باللغة العامية: يعني إذا جت محطتك انزل، كفايه علينا كده انزل، خلاص محطتك جت انزل، ولا عايز تركب محطتك ومحطة غيرك!! وقد ضج المسجد بالضحك وقد وصلهم المعنى الذي يريده الشيخ، إلا رجل ساذج مسكين، قال: الله يرحمه، فسأله الشيخ العدوي: هو مين؟ قال الرجل: الشيخ البنا، فقال الشيخ العدوي بغيظ: ويرحمك انت كمان!!

وفاته:

قبل وفاته بعدة أعوام أنتقل إلى منزل جديد وصغير، وأوقف البيت الكبير معهدا أزهريا، وأنتقلت المجالس إلى مسجد سيدى أحمد الدرديرى، لبى نداء ربه يوم الأربعاء 23 رمضان سنة 1418 هـ الموافق 21 يناير 1998، وصلى عليه بالجامع الأزهر صلاة الجنازة عقب صلاة ظهر الخميس، وشيعت جنازته من الجامع الأزهر الشريف إلى مدفنه بمقبرة المجاورين محمولا على أعناق مريديه وتلاميذة وأحبابه، رافضين حمل النعش في السيارة المخصصة، ومشوا خلفه من الجامع الأزهر حتى مثواه الأخير، كما كان دأبهم معه عندما يمشون خلفه من الجامع الأزهر إلى بيته لحضور مجالسه ودروسه العطرة، خسر مريدينه وتلاميذة وبلدة والعالم الإسلامي بوفاته عالما عاملا أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، يقول الحق ولايخشى في الله لومة لائم.