إتيان لويس مالس

إتيان لويس مالس (بالفرنسية: Étienne-Louis Malus)‏ ـ (23 يوليو 1775 ـ 24 فبراير 1812) هو ضابط ومهندس وفيزيائي وعالم رياضيات فرنسي.

ولد مالس في باريس بفرنسا، وشارك في حملة نابليون على مصر (1798 ـ 1801) وكان أحد أعضاء قسم الرياضيات بمعهد مصر (بالفرنسية: Institut d'Égypte‏) الذي أسسه نابليون لإجراء الأبحاث أثناء حملته على مصر.

انتخب مالس عضواً بالأكاديمية الفرنسية للعلوم سنة 1810، وفي نفس العام منحته الجمعية الملكية البريطانية وسام رمفورد.

إسهامات إيتين ماليوس في مجال دراسة الضوء

استطاع إيتين ماليوس من المقعد الموجود في المعمل في فرنسا أن يرى ضوء الشمس المنعكس من النوافذ الزجاجية العظيمة لقصر لوكسمبورج في الناحية المقابلة للمعمل. اهتم ماليوس اهتماما بالغا بالضوء بما في ذلك خاصية الضوء المميزة والمعروفة باسم "الاستقطاب". فقد لوحظت هذه الظاهرة وشرحت لأول مرة قبل 120 عاما على يد الهولندي كريستيان هايجنز. قال هايجنز إن الاستقطاب عملية ممكنة؛ لأن الضوء عبارة عن سلسة في الموجات داخل الوسط غير المرئي الذي لا يمكن التعرف عليه والمسمى بالأثير (Aether)، تلك الموجات التي تشبه الموجات التي تمر على سطح الماء. ففي حالة الماء، هذه الموجات دائما ما تكون في أعلى. أما في حالة الضوء، فالأمر يبدو أكثر وتعقيداً.

افترض أنك قمت بربط أحد أطراف حبل طويل بعمود وقمت بمسك الطرف الآخر مع جذب الحبل وشده. ستتسبب الحركة السريعة ليدك التي تمسك بها الحبل في إرسال موجات عبر الحبل بشكل رأسي أو أفقي أو في أي من الزوايا فيما بين الوضعين معتمداً في ذلك على الاتجاه الذي تتحرك فيه يدك. قم الآن بتمرير الحبل بين عمودين رأسيين. سيسمح ذلك الوضع بتكون الموجات الرأسية فقط تعترض هذه الأعمدة الموجات المتعرجة، مما يجعل الموجات على الحبل "مستقطبة". لقد علم ماليوس أن الضوء يمكن استقطابه بأسلوب مشابه عن طريق بلورات كربونات الكالسيوم المعدنية التي تسمح للضوء بالمرور من خلال مستوى واحد من الاستقطاب. إن استخدام اثنين من البلورات معا يمكن أن يتنبأ بما إذا تم استقطاب الضوء بالفعل أو لا. إن الفلاتر المستقطبة المستخدمة الآن تستفيد من المواد التركيبية الاصطناعية مثل البولارويد (Polaroid).

ينتقل شعاع الضوء من اليمين إلى اليسار. أمام البلورة الأولى، يكون هذا الضوء غير مستقطب بمعنى أنه يهتز من جانب إلى آخر ولكن في جميع الاتجاهات. إن النظام المستخدم في ترتيب الذرات في بلورة الاستقطاب يسمح بمرور الضوء الذي يتردد في اتجاه واحد "مستوى الاستقطاب". أما البلورة الثانية، فتسمح بمرور الضوء المستقطب في حالة ما إذا كانت ذراتها في صفوف موازية لتلك الموجودة في البلورة الأولى. لذا، فدوران البلورة الثانية يفيد بأن الضوء الداخل هو ضوء مستقطب وتشير إلى مستوى الاستقطاب الخاص به.

بالنظر إلى زوج من بلورات كربونات الكالسيوم البلورية عند نوافذ القصر، وجد ماليوس أن بعضا من الأشعة الضوئية النافذة إلى الداخل قد تم على الأقل استقطابها. لذا، فالضوء يعكس استقطابه عن طريق الانعكاس من الزجاج العادي ولا يحتاج بالضرورة إلى بلورات من نوع خاص. أدت دراسات أخرى على استقطاب الأشعة الضوئية إلى فهم أفضل لماهية الضوء واكتشاف لويس باستور بأن الطبيعة مرتبطة ومتحدة مع بعضها البعض (١٨٤٧).

توصل الفيزيائي الاسكتلندي دافيد بريوستر بعد ذلك إلى أن درجة الاستقطاب تعتمد على الزاوية التي ينعكس عندها الضوء. ينعكس بعض من الضوء بعيداً عن النافذة ويتخلل البعض الآخر الزجاج وينكسر. يتم استقطاب أكبر كمية من الضوء عندما تكون الأشعة للنعكسة والمنكسرة عند الزاوية ٩٠ درجة لكل منهما الأخرى. وهذه هي الزاوية التي ايتكرها بريوستر.

لم يكتب للعالم ماليوس أن يعيش عمر طويلاً مع اكتشافاته؛ حيث توفي عن عمر يناهز ٣٧ عاما ربما إثر إصابته بمرض السل منذ سنوات عندما كان يعمل جنديا في مصر. ولكنه عاش إلى أن حصل على أعلى المناصب داخل أكاديمية العلوم ومنح الأوسمة التقديرية مثل ميدالية رومفورد من الجمعية الملكية في لندن. اشتبكت كل من إنجلترا وفرنسا في حرب في ذلك الوقت ولكن دائما ما تترفع مجالات العلوم عن السياسة.

انظر أيضًا