أيوب ثابت


أيوب تابت من بحمدون المحطة في جبل لبنان. تولى رئاسة الجمهورية خلال فترة الانتداب الفرنسي من 19 آذار 1943 إلى 21 يوليو 1943. كما تولى رئاسة الوزراء من 30 يناير 1936 إلى 5 يناير 1937. بقي عازباً، وكان يؤثر العزلة ويصطاف في بحمدون بعيداً عن الناس.

سبقه: ألفرد جورج النقاش تبعه: بيترو طراد

وكان من الذين اشتركوا في المؤتمر العربي الأول في باريس (حزيران 1913). وثائق الجمعية الإصلاحية في بيروت تقول إن الدكتور أيوب أفندي ثابت انتُخب كاتم السر للجمعية (أي أمين السر)، وكان من أعضائها الشيخ الشهيد أحمد حسين طبارة، سليم علي سلام، محمد إبراهيم طبارة، كامل الصلح، أحمد مختار بيهم، رزق الله قرقش، جان تويني، ألبير سرسق، محمد الفاخوري، بترو طراد، يوسف الهاني، وغيرهم. وكانت جريدة «المفيد» للشهيد عبد الباسط العريسي تُعنى بإبراز أخبار هذه الجمعية تحت باب اسمه «حوادث البلد».

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى هرب ثابت خوفاً من بطش الأتراك وذهب إلى فرنسا، ومنها إلى نيويورك حيث اندفع يهاجم الحكم التركي في العالم العربي. في أثناء إقامته هناك جمع الأموال والتبرعات مع الأديب جبران خليل جبران لدعم المقاومة اللبنانية ـ السورية للحكم العثماني. ولما انتهت الحرب عاد أيوب ثابت مع أول العائدين إلى بيروت، ونشط مع «رابطة الطوائف المسيحية» في المطالبة بالانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا. ثم انتخب نائباً عن الأقليات في بيروت. واشتهر ثابت في الحكم بصلابته في اتخاذ قرارات اجتماعية وسلوكية لم يحد عنها رغم معارضتها من الناس. فقد حارب زمور السيارات فمنع التزمير منعاً باتاً. ومن عاداته تشديده على الموظفين بضبط مواعيد الدوام، ومعاقبته من يخالف التعليمات بشدة. كما منع شرب القهوة في الدوائر الرسمية حتى ضج النواب والوزراء والمديـرون وكبار الموظفين. ولما استقال من الوزارة أعادوا شرب القهوة إلى سابق عهده.

وقضى أيوب ثابت حياة برلمانية صاخبة. فما تمت مداورة على الحكومة في رئاسة شارل دباس الأولى إلا كانت له فيها اليد الكبرى بالاتفاق مع صديقه اللدود إميل إده. ولم تعرف وزارة من وزارات عهد الانتداب الضجات التي كانت تثيرها وزارات أيوب ثابت. فهو عنيف مقدام صريح في صداقاته وتعصبه وخصوماته، نزيه الكف، وفيّ العهد.

وفي 19 آذار 1943 تولى أيوب ثابت رئاسة الدولة ووزعت الوزارات على معاونيه الوزيرين المير خالد شهاب وجواد بولس. ورأى الناس أن عهداً جديداً قد يأتي بالخير على لبنان. لكن هذا الأمل المشروع لم يتحقق، إذ إن الرئيس ثابت أدخل تعديلاً خطيراً في قانون الانتخابات رأت فيه الطوائف الإسلامية مساً بحقوقها، إذ إن التعديل قد اعتمد على إحصاء جميع المغتربين في توزيع المقاعد، فنال المسيحيون سبعة مقاعد فوق المقاعد التي نالها المسلمون.

ويتذكر لويس غصن الطبيب الذي أصبح رئيس بلدية بحمدون لسنوات طويلة يوم أوكل إليه اطباء متابعة ومراقبة الرئيس أيوب تابت:" هل يعقل أن أيوب تابت الذي كان رئيساً للجمهورية يواجه المرض في آخر أيامه، ويضطر إلى بيع بيته في محطة بحمدون ليفي الديون المتراكمة عليه، وباع منزله بسعر رخيص جدا، وقال لي: منيح اللي بعت بيتي لأنني لو لم أوفِي الدين ماذا كانت حالتي لو مرضت وأنا مديون، أيوب تابت الذي كان رئيس جمهورية لبنان، أين نجد مثل هذا الإنسان؟"