أمّ الخير بنت الخُريش بن سُراقة البارقيّة


أمّ الخير بنت الخُريش بن سُراقة البارقيّة

من التابعيّات ومن أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السّلام، تصدّت لخطاب معاوية فخاطبته بكلام شديد ذكرت فيه ضلالَه وانحرافَه، ثمّ قالت: «.. أيّها الناس... إلى أين تُريدون رحمكم الله عنِ ابن عمِّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وزَوج ابنتِه وأبي ابنَيه ؟! خُلِق من طينته، وتَفَرّع من نَبعته، وخَصّه بسِرّه، وجَعلَه بابَ مدينتِه... يمضي على سَنَنِ استقامتِه...، ها هو مُفلِّقُ الهام ومُكسِّر الأصنام، إذ صلّى والناسُ مُشركون، وأطاع والناسُ مُرتابون.. » .. ثمّ عدّدت مواقف أمير المؤمنين عليه السّلام في ساحات الجهاد المختلفة، في بدر وأُحد وخيبر وهَوازن، حتّى قال لها معاوية: واللهِ يا أمّ الخير، ما أردتِ بهذا الكلام إلاّ قتلي؛ واللهِ لو قتلتُك ما حَرجتُ في ذلك، قالت: ما يسوؤني ـ يا ابنَ هند ـ أنّ يُجري اللهُ ذلك على يَدَي مَن يُسعِدُني الله بشقائه .

موقف أمّ الخير في صِفين

لم تقعد أم الخير عن نُصرة أمير المؤمنين عليه السّلام في جهاده مع عدوّه، فاشتركت في حرب صِفيّن، وفي يدها سَوطٌ منتشر الضَّفْر، وهي كالفَحْل يَهدرُ في شِقْشِقته تقول: «.. إن الله قد أوضحَ الحقّ، وأبانَ الدليل، ونَوَّر السبيل... فإلى أين تريدون رحمكم الله ؟! أفِراراً عن أمير المؤمنين ؟! أمْ فراراً من الزحف ؟! أم رغبةً عن الإسلام ؟! أم ارتداداً عن الحقّ ؟!... هَلِمُّوا ـ رحمكم الله ـ إلى الإمام العادل، والوصيّ الوفيّ، والصدّيق الأكبر. إنّها إحَنٌ بَدريّة وأحقادٌ جاهليّة وضَغائنُ أُحُديّة، وَثبَ بها معاويةُ حينَ الغفلةِ ليُدركَ بها ثاراتِ بني عبدشمس