أمين الجندي
أمين بن خالد بن محمد بن أحمد الجندي (1766-1841 م) شاعر سوري من أعيان مدينة حمص، مولده ووفاته فيها، تردد كثيرا إلى دمشق فأخذ عن علمائها وعاشر أدباءها، ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة، فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إسطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين الجندي .
له ديوان شعر مدون ومطبوع، وفي شعر الجندي كثير من الموشحات و وموثق تواريخ الوفيات الشائعة في أيامه وزمانه .
السادة آل الجندي العباسيون
(منقول من كتاب اتحاف ذوي البديهة والفطن النبيهة بما في الشرق العربي من أسر وجيهة لهذا الداعي الفقير):
من أشراف حمص ومعرة النعمان العباسيين وأعيان البلاد الشامية. ينتسبون إلى محمد آغا الجندي (المدفون قرب إدلب) سليل الخلفاء العباسيين، والذي لقب بذلك لانخراطه في سلك الجندية. خرج منهم علماء وأدباء وشعراء وزعماء كثيرون، وتولى العديد منهم حكم حمص وحماة والقلاع القريبة، وتبادلوا الحكم مع أغوات حسية، آل سويدان، وأغوات تلكلخ، آل الدندشي. توارثوا لقب "الآغا" العثماني كما نجد في العدد الكبير من الوثائق العثمانية التي عليها أسماؤهم، وحصل علماؤهم على لقب "الأفندية" كما هي العادة، كما لحق لقب "السيد" و"السيد الشريف" بأسمائهم لانتمائهم لزمرة الأشراف ولقِّب أجدادهم "بالأمراء" لكونهم من سلالة خلفاء بني العباس رحمهم الله.
نسب الأسرة:
هم ينحدرون من الشريف محمد آغا بن أحمد بن إبراهيم بن ياسين بن عبدالكريم بن إبراهيم بن أحمد شهاب الدين بن عبدالله بن يوسف بن الأمير عبدالعزيز بن الأمير منصور أبي جعفر الخليفة المستنصر بالله بن محمد أبي النصر الخليفة الظاهر بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس الخليفة الناصر لدين الله بن الأمير حسين أبي محمد الخليفة المستضيء بالله بن الأمير يوسف أبي المظفر الخليفة المستنجد بالله بن الأمير محمد أبي عبدالله الخليفة المقتضي بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس الخليفة المستظهر بالله بن الأمير عبدالله الخليفة المقتدر بالله بن الأمير محمد الذخيرة الخليفة بن الأمير عبدالله الخليفة القائم بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس المعتضد بالله بن الأمير طلحة أبي أحمد الخليفة الموفق الناصر لدين الله بن الأمير جعفر أبي الفضل الخليفة المتوكل على الله بن الأمير محمد أبي اسحاق المعتصم بالله بن الأمير هارون الرشيد الخليفة الراشد بالله بن الأمير محمد أبي عبدالله المهدي الخليفة بن الأمير أبي جعفر الخليفة المنصور بن محمد الكامل بن السيد الشريف علي السجاد بن السيد الشريف عبدالله البحر أبي العباس حبر الأمة وترجمان القرآن بن العباس عم أشرف خلق الله، بن عبدالمطلب.
بطون الأسرة: للأسرة فرعان رئيسيان أحدهما في معرة النعمان، وهؤلاء هم آل عبدالوهاب بن إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد الجندي الجد الجامع للأسرة، والفرع الثاني في مدينة حمص وهم سلالة أخي حسن بن محمد الجندي، حمود بن محمد الجندي، ونرجح أن أول من سكن حمص منهم هو عبدالرزاق بن محمد بن حمود (أحمد) بن محمد الجندي وأخوه خالد بن محمد بن حمود بن محمد الجندي. وقد خرج أعلام وعلماء عدة من البطنين، كما أن لهم بطون أخرى في دمشق وغيرها.
مشاهير الأسرة::
السيد أمين بن خالد بن محمد آغا الجندي (1180-1256=1766-1840م): النابغة، شاعر الشام في عصره على الإطلاق. ولد بحمص وأخذ عن أعلامها من السادة الأتاسية الذين كانت منهم أكثر إفادته كما أخبر الحصني، ودرس على محمد الطيبي ويوسف الشمسي، ثم نزل دمشق وأخذ العلم عن أحمد العطار ومحمد الغزي وعبدالرحمن الكزبري وعمر اليافي. أتقن صناعة الشعر واشتهر به، وله نوادر شعرية تذكر. عاد إلى حمص عام 1194 (1780م) ثم ذهب إلى حماة لما اشتهر أمره وطلبه الأشراف آل الكيلاني لينالهم شيء من مديحه وشعره المشهور. وشي به إلى الحاكم أنه هجاه، فالتجأ الجندي إلى حماة ولكن حاكم حمص قبض عليه وسجنه (1246=1830م)، حتى أغار السيد سليم آغا الباكير الأتاسي برجاله من الدنادشة على حمص واستخرج الشاعر الجندي من الحبس. تقرب من إبراهيم باشا المصري لما فتح هذا الشام (1832م) لكونه ممن دعا إلى نبذ حكم الأتراك. رافق إبراهيم باشا إلى مصر وقدمه إبراهيم باشا إلى والده محمد علي وعلماء مصر فأعجب به الجميع. اصطحبه إبراهيم باشا إلى لبنان وحلوا في ضيافة الأمير بشير الشهابي، ثم رجع الجندي إلى وطنه حمص. كان له دور في إبعاد اليهود عن مناصب الدولة ومراكز الحسبة وإدارة أمور الحج وحفظ الدفاتر إذ أرسل إلى السلطان العثماني بقصيدة تعالج هذا الموضوع فحقق في ذلك السلطان وأمر بالدفاتر أن تعرّب بعد أن كانت تكتب بالعبرية. أصيب بالفالج عام 1834م فنظم قصيدته التوسلية المشهورة، ولكن المرض أتى على حياته (1840م)، فدفن بجوار مقام خالد بن الوليد. له أشعار وتشطيرات وتخميسات كثيرة، و قد راجت واشتهرت موشحاته التي أفادت منها مدينة حلب بالذات، ولعل أشهرها تلك التي تبدأ بالبيت "هيمتني، تيمتني، عن سواها أشغلتني" وترك ديوان شعر. تراجمه كثيرة في كتب التاريخ منها في كتاب البيطار حلية البشر وغيره.
تم التعديل بواسطة: محمد بن محمد فيصل الجندي حمص - سورية
ملف:Flag of Syria.svg | هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية سورية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |