أمومة

أمومة (بالإنجليزية: Motherhood) مصطلح يشتمل على الممارسات الواقعية والدلالة الاجتماعية المرتبطة بكينونة الأم.

الدراسات السوسيولوجية

اختلفت طبيعة الاهتمام السوسيولوجى بممارسة دور الأم (العملية)، و الأمومة (الحالة) عبر الزمن. ففيما قبل السبعينيات ركزت الدراسات إما على إنجاب الأطفال كواقعة ديموجرافية (حيث كانت النساء وليس الرجال هن دائما وحدة التحليل)، أو على تربية الأطفال. وفى كلا الحالتين، كان الطفل هو مناط الاهتمام، إما باعتباره يمثل إضافة عددية للسكان أو باعتياره عضوا بالغاً فى المجتمع مستقبلا. فقد تم من ناحية تمحيص أنماط الخصوبة: العمر عند الحمل، والتباعدبين المواليد، وحجم الأسرة، واستخدام وسائل منع الحمل، والأطفال غير الشرعيين، وما إلى ذلك. ومن ناحية أخرى، تركز الاهتمام على أثر الأم (وبدرجة أقل أثر الأب) على سلوك الطفل، ومن ثم على سلوكه كشخص بالغ فى المستقبل. وقد اعتمدت التحليلات السوسيولوجية على دراسات الأنثروبولوجيين الثقافية المقارنة ذات التأثير الواسع النطاق حول تربية الأطفال، وعلى تحليلات علماء النفس المتعلقة بنمو الطفل (وفى كلا الحالتين كان التأثير الفرويدى قوياً). وقد وضعت الدراسات السوسيولوجية تربية الأطفال فى الإطار المرجعى الأكثر رحابة لعملية التنشئة الاجتماعية - وهى عملية تحدث فى كل مراحل العمر وتنطوى على عدد من الفاعلين وليس الوالدين فقط، ويتم خلالها تدريب الفرد على تقبل المعايير الاجتماعية السائدة. وحيث أن هناك فروقا إمبيريقية واضحة بين أدوار الأم وأدوار الأب، فقد أظهرت البحوث حول تنشئة الأطفال قدرامن الوعى بوجود فروق نوعية، ولكنها مالت ببساطة إلى اعتبار ها من المسلمات.والحقيقة أن التحليلات السوسيولوجية المكبرى، مثل تلك التى قدمها بارسونز قد أكدت على الضرورة الوظيفية لدور المرأة فى رعاية الأطفال فى إطار المنزل للمجتمعاث الصناعية المتقدمة.

الحركة النسوية

وقد مارست الحركة النسوية فى السبعينيات تأثيراً واضحاً على الدراسة السوسيولوجية للأمومة، حيث أخضعت للنقد فكرة تقسيم العمل بين الوالدين، على الرغم من أن الدراسات قد أظهرت، ومازالت تظهر، أن معظم عبء الدعاية الوالدية يقع على النساء. وقد كان أحد الآثار المترتبة على هذا الاهتمام بالفروق النوعية هو بروز الاهتمام بالأبوة. وعلى ذات المنوال تحول اهتمام الحركة النسوية من الاهتمام بالأم كمنتج للأطفال إلى الأم نفسها. وقد نتج عن ذلك أن خبرة الأمومة قد احتلت الأهمية المركزية فى الدراسة. ثانياً: فقد تم الاهتمام بتأثير ودلالة الأمومة على وضعية المرأة فى المجتمع وعلى التقسيم النوعى للعمل من جانب عدد من النظريات النسوية. وقد تم دراسة خبرة النساء فى عمليات إنجاب وتربية الأطفال ودلالة الأمومة بالنسبة لهوية المرأة، و الضغوط الثفافية للإنجاب من جانب عدد من الدراسات الإمبيريقية، وعلى وجه الخصوص تلك التى قامت بها آن أوكلى Oakley. وقد تحدى العديد من هذه الدراسات الادعاء الشائع القائل بأن النساء لديهن رغبة غريزية نحو إنجاب الأطفال ورعايتهم، كما أخضع للتمحيص أيضا عدم الرضا والإحباطات المرتبطة بالأمومة، وبخاصة إذا كان عالم المرأة يقتصر على جدران المنزل. وليس من المستغرب أن بعض منظرى النسوية قد ذهب إلى القول بأن العملية البيولوجية للحمل هى المصدر الرئيسى لقهر المرأة، وهى وجهة النظر التى تجد أكمل تعبير عنها قى مؤلف نانسى شودورو: "إعادة إنتاج الأمومة" الصادر عام ١٩٧٨. ومع ذلك فقد أثارت مثل هذه الادعاءات خلافات حامية حولها، كما أن رؤى دعاة النسوية حول دلالة وقيمة الأمومة فى حياة النساء ماتزال موضوعاً لجدل مازال مشتعلا.

انظر أيضاً