أمراء الغرب
أمراء الغرب هي سلسلة من الأمراء حكموا سواحل غربي جبال لبنان من بيروت والسفوح المجاورة لها وتمتد جنوباً حتى أعالي الدامور. وكانوا يوالون المسلمين ضد الصليبيين. وأخذوا على عاتقهم الدفاع عن بيروت في وجه الصليبيين. اتخذوا من بلدة عبيه مركزا لهم. وهي أول إمارة عربية على الساحل اللبناني باعتراف الخلافة العباسية في بغداد.
التسمية
سميوا بأمراء الغرب لحكمهم منطقة لبنانية عرفت بالغرب وهي سفوح جبال لبنان التي تطل على مدينة بيروت وضواحيها الساحلية الجنوبية. كما عرفوا بالتنوخيين وذلك نسبة إلى انتمائهم لاتحاد القبائل العربية الذي عرف بـ"تنوخ". كما سميوا بالبحتريين نسبة إلى الأمير بحتر بن شرف الدولة علي التنوخي الملقب "بناهض الدولة أبو العشائر" والذي أكد زعامته على جبل الغرب. ويعود له الفضل في الحفاظ على إمارة الغرب واستمرارها وحكم ذريته من بعده لها، حيث أصبحت تعرف فيما بعد بالإمارة البحترية.
تاريخهم
مع قدوم الصليبيين في أواخر القرن الحادي عشر للميلاد، دافع التنوخيون دفاعاً مريراً عن مدينة بيروت طيلة عشر سنوات. وبعد سقوط بيروت سنة 1110م أصبحت بارونية تابعة لمملكة القدس، لاذ التنوخيون إلى مناطقهم الجبلية وأعادوا تنظيم قواهم وعملوا للحفاظ على إمارتهم حيث اقطاعياتهم الوراثية فيها، بقيادة الأمير مجد الدولة محمد بن عدي، الذي اتخذ من حصن سرحمول قاعدة لشن غارات على حامية بيروت. وتزعم الإمارة التنوخية من بعد مجد الدولة الأمير بحتر بن شرف الدولة. عند قدوم السلطان صلاح الدين بعد معركة حطين 1187م لفتح بيروت سانده. ولما فتح السلطان بيروت لمس بيده رأس الأمير حجي وقال له: "ها قد أخذنا بثأرك من الفرنجة فطّيب قلبك فأنت مستمر مكان ابيك واخوتك"، وسلّمه منشوراً بإقطاعته.
كان الأمير ناصر الدين حسين 668 – 751 هـ من أشهر الأمراء التنوخيين في فترة الحكم المملوكي. وله الفضل في الحفاظ على إمارة الغرب إمارة إقطاع وراثية بحصوله على امتياز من المماليك والذي يعتبر النواة الأولى لإمارة اقطاعية مركزية قاعدتها عبيه. استمرت الإمارة التنوخية حتى عام 1633م، وكانت تضيق أو تتسع حسب قوة أمراءها وعلاقتهم بالسلطة الحاكمة في مصر أو دمشق. إذ امتد حكمهم في بعض الفترات ليشمل مناطق أوسع من حدود لبنان الحالي. ففي أواخر الحكم المملوكي، تولى الأمير عز الدين صدقة حكم بيروت وطرابلس وإقطاع صفد بفلسطين.
استمرت إمارة الغرب بعد الفتح العثماني لكن نفوذها تقلص أمام الأسرة المعنية التي ساندها وعاضدها آل بحتر التنوخيين وخاصة في عهد فخر الدين الذي أصبح الأمير الكبير المتقدم على الأمراء كافة حيث أن والدته هي السيدة نسب شقيقة الأمير التنوخي سيف الدين يحي. اثر اعتقال فخر الدين في الآستانة عام 1633 هاجم الحزب اليمني بقيادة علي علم الدين عبيه وفتك بالأمراء بالبحتريين. فانقرض فرعهم وآلت ممتلكاتهم إلى المعنيين ومن بعدهم إلى ألأمراء الشهابيين.
المراجع
ملف:History template.gif | هذه بذرة مقالة عن التاريخ تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |
ملف:Cedaricon flag.png | هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان. |